تقنية ألعاب الطفولة تحمي رواد الفضاء من الإشعاع

لطالما كانت المخاطر الناتجة عن الإشعاع الفضائي واحدة من أكبر التحديات التي تواجه رواد الفضاء، وخاصة خلال الرحلات الطويلة

فالبقاء خارج الغلاف الجوي الواقي والمجال المغناطيسي للأرض ليوم واحد فقط يعرض رواد الفضاء لمستويات من الإشعاع تعادل ما يتعرض له الشخص العادي في سنة كاملة على الأرض.

• تزيد سمك الغضاريف.. تمارين القفز تحمي الرواد من تأثيرات الفضاء 

وفي هذا السياق، توصلت أبحاث حديثة إلى حل مبتكر باستخدام مادة "الهيدروجيل"، والتي قد تبدو مألوفة لدى كثيرين من خلال استخدامها في ألعاب "الوحوش القابلة للنمو"، تلك الألعاب التي تكبر عند وضعها في الماء.

وأجرى فريق من مجموعة كيمياء البوليمرات والمواد الحيوية بجامعة غينت في بلجيكا، تجارب على هذا النوع من البوليمر فائق الامتصاص (SAP) كدرع واقٍ من الإشعاع، وقالت الدكتورة مانون مينسارت، الباحثة المشاركة في الدراسة "الهيدروجيل الذي نستخدمه يمكن تشكيله باستخدام تقنيات متعددة، وهو أمر نادر ومميز بين البوليمرات"، وأشارت إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد هي الطريقة المثلى لتشكيل الهيدروجيل بأي شكل يُراد استخدامه.

وأضاف الباحث ليني فان دال، أن التقنية تعتمد على مواد مألوفة تُستخدم في حياتنا اليومية مثل العدسات اللاصقة، الحفاضات، والمنتجات الصحية، اللافت أن الفريق استوحى فكرته من التطبيقات الطبية السابقة للهيدروجيل، مثل استخدامه كمواد قابلة للزرع لعلاج الأنسجة والأعضاء التالفة.

ولكن ما العلاقة بين هذه المادة وألعاب "الوحوش القابلة للنمو"؟

يقول الباحثون أن الهيدروجيل المستخدم في هذه الألعاب، والذي يسمح لها بالتمدد بعد امتصاص الماء، يعمل بنفس المبدأ هنا، فهو يمتص الماء ويخزنه، ما يجعله حاجزا فعالا ضد الإشعاع.

وبينما يمكن للماء أن يوفر حماية فعّالة ضد الإشعاع، فإن الهيدروجيل يمتصه ويحتفظ به بشكل متساوٍ، مما يضمن استمرارية الحماية، وإذا حدث أي ثقب في الطبقة الواقية، فإن الماء لن يتسرب، وهو أمر ضروري خاصة عند استخدام الإلكترونيات الحساسة.

وإلى جانب حماية رواد الفضاء، تدرس وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إمكانيات أخرى للهيدروجيل في الفضاء، مثل استخدامه كخزانات للمياه في المهام غير المأهولة.

وبفضل الأبحاث المستمرة، يُعتبر الهيدروجيل الآن خطوة متقدمة نحو توفير حماية خفيفة الوزن ضد الإشعاع في الفضاء، وهو ما يقربنا من تحقيق إنتاجه على نطاق صناعي لاستخدامه في مهام الفضاء المستقبلية.