وميض مجهول في الفضاء يكشف أسراراً دفينة منذ آلاف السنين
في اكتشاف مذهل، كشفت الأضواء الكونية الغامضة على أطراف سحابة ماجلان الكبرى عن أسرار خفية كانت مدفونة لآلاف السنين.
فعندما وجه علماء الفلك مرصد "XMM-Newton" ، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية نحو هذه الأضواء الغامضة، اكتشفوا مصدرا غير متوقع، وهو " بقايا نجمين متفجرين لم تكن معروفة من قبل.
هذه الأضواء الكونية، التي كانت تخفيها الأكفان من الغبار والغازات بين النجوم، فتحت أبوابا جديدة لفهم ماضي النجوم وانفجاراتها العنيفة، وطرحت تساؤلات حول التفاعلات المعقدة بين المجرات وأثرها على تكوين النجوم في المناطق النائية.
وتُعد سحابة ماجلان الكبرى، التي تقع بالقرب من مجرتنا درب التبانة، واحدة من المجرات القزمة الأكثر إثارة للاهتمام بسبب نشاطها الكبير في تكوين النجوم. ورغم أن بقايا المستعرات العظمى عادةً ما توجد في مناطق كثيفة تشهد تكوينا نجميا مكثفا ، إلا أن الاكتشاف الأخير يظهر هذه البقايا النجمية في منطقة نائية، مما يثير تساؤلات جديدة حول طبيعة الظروف المجرية في أطراف سحابة ماجلان الكبرى.
وقال العلماء إن المستعرات العظمى هي أحداث انفجارية ضخمة تحدث عندما يموت نجم، وتنتج عنها موجات صدمية هائلة تساهم في تحويل الغازات إلى عناصر كيميائية غنية، وهو ما يعزز عملية تكوين الأجيال القادمة من النجوم. ومع ذلك، لا تكون هذه الانفجارات عادةً مرئية في الأطراف البعيدة للمجرات، حيث يُتوقع أن تكون الظروف أقل ملائمة لتكوين مثل هذه البقايا.
لكن بفضل الأضواء الكونية الغامضة التي رصدها مرصد "XMM-Newton"، تمكَّن العلماء من الكشف عن هذه البقايا، التي تتمثل في جسمين نجمين هما J0624-6948 وJ0614-7251.
وأظهرت الصور التي التقطتها وكالة الفضاء الأوروبية في ضوء مرئي، هذين الجسمين النجمين على شكل دائرتين مميزتين، مما أكد صحة الاكتشاف وأدى إلى استنتاج مفاجئ حول الظروف الجاذبية والغازية في الأطراف الخارجية للمجرة، هذه الاكتشافات تشير إلى أن سحابة ماجلان الكبرى قد تحتوي على تركيز أعلى من الغازات المؤينة مما كان يُعتقد سابقا.
علاوة على ذلك، يعتقد العلماء أن تفاعلات سحابة ماجلان الكبرى مع مجرة درب التبانة وسحابة ماجلان الصغرى قد تكون مسؤولة عن التغيرات في توزيع الغاز في هذه المناطق النائية.
ومن خلال التأثيرات الجاذبية بين هذه المجرات، قد تكون بعض الغازات قد تعرضت للشد والتسخين، مما أدى إلى تكوين بيئة أكثر نشاطا في الأطراف الخارجية لسحابة ماجلان الكبرى.
ويوضح العلماء أن هذه الاكتشافات لا تقتصر فقط على تقديم رؤى جديدة حول بقايا النجوم، بل تفتح أيضا بابا لدراسة الظواهر الفلكية في مناطق بعيدة كانت تُعتبر في السابق مناطق غير نشطة، وبفضل هذه الأضواء الكونية الغامضة، يمكن للعلماء الآن أن يتعرفوا بشكل أفضل على تأثيرات انفجارات النجوم على البيئة المجرية الأوسع.
ويقول الفريق البحثي: "من خلال هذه الاكتشافات، نتمكن من إعادة تشكيل فهمنا لديناميكيات المجرة وفتح فصول جديدة لفهم تفاعل المجرات والظروف التي تؤدي إلى تكوين النجوم في الأطراف البعيدة".