هل يمكن للكائنات الحية البقاء في الفضاء دون كوكب؟
أشار بحث علمي حديث نُشر في مجلة أستروبيولوجي إلى فكرة جديدة قد تبدو غير مألوفة إمكانية وجود حياة في الفضاء دون الحاجة إلى كوكب.
إن فرضية وجود حياة في الفضاء بعيدًا عن الكواكب تفتح الباب أمام مفاهيم مغايرة تمامًا لما اعتدنا عليه في البحث عن الحياة خارج الأرض.
هل يمكن للحياة أن تستمر بدون الكواكب؟
تُعد الكواكب بيئات مثالية لدعم الحياة، مثل كوكب الأرض الذي يوفر أهم العناصر الأساسية للحياة، كالكربون والأكسجين، إلى جانب وجود المياه في حالتها السائلة بفضل الغلاف الجوي وتأثير الاحتباس الحراري.
لكن تقترح الدراسة إمكانية وجود حياة بدون كوكب، وبناء بيئة حيوية مستقلة تمامًا عن الكواكب التقليدية.
أشهر نماذج موجودة للحياة خارج الكواكب
بحسب موقع (Live Science) هناك بعض النماذج للحياة خارج الكوكب، لعل أشهرها:
- رواد الفضاء: كنموذج أولي يقدم رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية دليلاً على إمكانية الحياة بعيدًا عن الكواكب، رغم اعتمادهم على إمدادات تُرسل من الأرض.
- بطيئات المشية: الكائنات الخارقة: أثبتت الكائنات المجهرية مثل بطيئات المشية (التارديغرادات) قدرة فائقة على البقاء في ظروف الفراغ الفضائي، مما يجعلها نموذجًا لدراسة إمكانيات الحياة المستقلة في الفضاء.
وتشير الدراسة إلى أهمية الأغشية الخارجية في حماية الكائنات الحية في الفضاء. وقد استلهم الباحثون فكرة الأغشية من النملة الفضية الصحراوية، التي تنظم درجة حرارتها عبر التحكم في امتصاص الضوء، وهو ما يمكن تطبيقه على تصميم الأغشية في المستعمرات الفضائية.
التحديات التي تواجه الحياة خارج الكواكب
تشمل صعوبات التكيف مع الفضاء ما يلي:
- فقدان العناصر الأساسية: الهيدروجين والأكسجين هما من العناصر التي قد تفقد بسهولة في الفضاء، مما يستدعي أنظمة مغلقة لتدوير هذه العناصر بشكل مستدام.
- تنظيم الحرارة: من دون غلاف جوي، يصبح الحفاظ على درجات حرارة مناسبة تحديًا رئيسيًا.
- الحاجة للطاقة الشمسية: يجب أن تقع المستعمرة الفضائية ضمن المنطقة الصالحة للحياة حول نجم معين للحصول على طاقة كافية.
- مصدر ثابت للعناصر: مثل الكويكبات التي يمكن أن توفر المواد الخام الضرورية للبقاء.
مستقبل المستعمرات الفضائية
تتخيل الدراسة مستعمرات فضائية بقطر 100 متر محاطة بغشاء شفاف وقوي. يعمل هذا الغشاء على:
- الحفاظ على المياه والضغط الداخلي.
- تعزيز تأثير الاحتباس الحراري داخل المستعمرة.
تعتمد هذه الرؤية على استخدام مواد معدلة وراثيًا لتوفير الاحتياجات الأساسية بدلاً من الاعتماد على الموارد الأرضية، مما يمهد الطريق لمستوطنات فضائية قادرة على الاكتفاء الذاتي.