الحكم الذاتي.. الوصفة "الشافية" لإنهاء نزاع الصحراء المغربية
تطرح المملكة المغربية الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية، كحل لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية منذ عقود.
ويحظى المقترح بتأييد دولي واسع، تعزز مؤخرا بتأييد أبرز دولتين أوروبيتين، معنيتين بقضية الصحراء المغربية، حيث أشادت إسبانيا قبل أيام بالحكم الذاتي كحل للنزاع، وتبعتها فرنسا بتأكيد أن هذا المقترح أساس جاد وذو مصداقية للنقاش.
فما طبيعة هذا المقترح، وتفاصيله؟
"العين الإخبارية"، حملت هذا التساؤل إلى الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، حيث أوضح أسس هذا المقترح، ومسار عمل الدبلوماسية الغربية على ترويجه كحل وحيد للنزاع.
حكم ذاتي
يوضح كنون أن الحكم الذاتي هو مقترح تقدم به المغرب عام 2007، إلى الأمم المتحدة، يقترح من خلاله أن يكون هناك حكم في الأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية، تحت السيادة المغربية.
وهذا الاقتراح يرمي إلى إحداث توافق بين طرفي النزاع وعلى التصور المغربي، وبناء على قرارات الأمم المتحدة، التي وصلت إلى 19 قرار منذ 2007 إلى 2021، وآخرها قرار 2602، الذي يحث على وجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
هذا التصور المغربي للحكم الذاتي، -يورد المتحدث- يعطي للمنطقة إجراء انتخابات خاصة بها، يتشكل من خلال برلمان، وحكومة يتم تعيين رئيسها من قبل الملك محمد السادس، وتكون لها اختصاصات داخلية، مع وجود جماعات ترابية، وذلك في إطار سيادة المملكة المغربية، حيث ستكون السياسة الخارجية حصريا في يد الرباط، مع وجود العملة الرسمية للمغرب والعلم المغربي.
متعدد الإيجابيات
وأوضح المتحدث، أن الطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي، هو مبادرة متعددة الإيجابيات، إذ ستعمل على إنهاء توتر عمره سنوات في المنطقة.
ومن إيجابيات الحكم الذاتي، أنه سيساهم في حقن الدماء وإعادة الوحدة وصلة الرحم بين أبناء الوطن الواحد.
كما أن هذه المنطقة التي عرفت توتراً ستعرف استقراراً أكثر، وعفوا شاملاً عن الذين رفعوا السلاح في وجه المملكة المغربية وحقوق ومصالح المغاربة.
وأضاف أن وقف النزاع، وإقامة الحكم الذاتي سيساهم في زيادة التنمية البشرية والاقتصادية بالمنطقة، وشمال إفريقيا.
هذه التنمية، يوضح المتحدث ستكون أداة لوقف مجموعة من السلوكيات الخطيرة في المنطقة، بما فيها الهجرة غير النظامية، وهو ما سيخلق الأمن والسلم الذي تسعى له شعوب العالم وعلى رأسها القارة الإفريقية.
الوطن غفور رحيم
وعرج المتحدث على مبادرة المملكة، التي رفع فيها المغرب شعار إن "الوطن غفور رحيم"، وهو ما أدى إلى عودة مجموعة كبيرة من أبناء تلك الأقاليم لأرض الوطن، بعد أن تم التغرير بهم وحمل السلاح في وجه دولتهم، بحسب المتحدث.
وأضاف أن مجموعة من هؤلاء يجبون وطنهم، ومملكتهم، ومؤسساتهما، في حين أن "مرتزقة البوليساريو" عليهم ضغط كبير من طرف الداعمين للطرح الانفصالي الذي يريده خصوم المملكة المغربية، من خلال شراء الذمم والضغوط المادية والمعنوية كذلك، في تجاوز واضح لكل القوانين الوطنية.
كما أنه من شأن تطبيق الحكم الذاتي، إنهاء النزاع على الصحراء المغربية "بكل ما تحمل الكلمة من معنى"، وسينهي معه بؤرة التوتر في المنطقة، وكذا تجنيد الأطفال، وسيمنح الأحداث المحتجزين العيش الكريم والتعليم والصحة المطلوبة، وهو ما بين دفاع المغرب عن وضعية السكان في هذه المناطق أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز