لقاء محمد السادس- سانشيز .. قمة الأمن والاقتصاد ومحاربة الإرهاب
فتحت زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى الرباط، الخميس، صفحة جديدة في العلاقات مع المغرب؛ حيث استقبله الملك محمد السادس.
وخلال لقاء احتضنه القصر الملكي بالرباط، أجرى العاهل المغربي محادثات ثنائية مع سانشيز، بحضور المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة ووزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس.
زيارة سانشيز للرباط تأتي بعد موقفها "التاريخي" من قضية الصحراء المغربية وتأكيدها على "قوة وجدية" المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء.
حل وحيد
الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، اعتبر أن زيارة رئيس الوزراء الإسباني تأتي بعد أيام من موقف مدريد حول الصحراء المغربية وتأكيديه على أن الحكم الذتي بها هو الحل الوحيد الممكن التطبيق.
وأكد بلوان لـ"العين الإخبارية"، أن هذا "موقف شجاع وتاريخي لإسبانيا وسيعجل بإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين وخارطة طريق جديدة مبنية على الحوار والتفاهم".
ولفت إلى أن الزيارة تأتي بدعوة من الملك محمد السادس، و"ما تحمله هذه الخطوة من رمزية ودلالة ووزن في السياق الدبلوماسي المغربي، وتعزيز الدبلوماسية الملكية لشهر رمضان".
وأشار إلى أن طريقة استقبال الضيوف على مأدبة الإفطار الملكية خلال رمضان الكريم، تُبرز حفاوة الاستقبال الذي "يليق ببداية جديدة للعلاقة المغربية الإسبانية".
الملفات المطروحة
وعن الملفات والقضايا المطروحة على طاولة الحوار، قال الخبير المغربي إن هناك مجموعة من الملفات العالقة بين البلدين، ولكن الموقف الإسباني من قضية الصحراء سيشكل مفتاحا لحل جميع القضايا العالقة.
ولعل أهم القضايا والملفات التي سيتم التطرق إليها، تلك المرتبطة بالأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب والجريمة المنظمة والتعاون الاقتصادي، بحسب بلوان.
كما أن هناك ملفات اقتصادية، نظرا لكون البلدين تربطهما علاقات تجارية كبيرة بحكم القرب الجغرافي، وكذلك لكونهما بوابتين رئيسيتين بين الاتحاديت الأفريقي والأوروبي.
ونبه إلى أن هناك ملفات أخرى سيتم تناولها خلال هذه الزيارة وستجد سبلها نحو الحل عل اعتبار أنها زيارة تاريخية وفي سياق حاسم شكلت قضية الصحراء قطب الرحى فيها.
أثر الموقف الإسباني
وأبرز المحلل السياسي، أن ما أقدمت عليه إسبانيا، هو موقف تاريخي، سيغير مجرى ملف الصحراء، وسيساهم في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأضاف: "هذه المنطقة تعرف تداعيات أمنية مرتبطة بمنطقة الساحل والصحراء وكذلك الشرق الأوسط إضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية".
وأبرز بلوان، أنه "موقف ستتلوه مواقف أخرى، خاصة في الاتحاد الأوروبي، والديناميكية الجديدة التي يعرفها الملف خاصة مع الاعتراف الأمريكي والموقف الألماني والإسباني".
وأكد أن هذه الديناميكية الجديدة التي أصبح عليها الملف ستذهب بدون شك نحو الجل النهائي لهذا النزاع المفتعل عبر إقامة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
ثلاث عوامل
من جهته، قال محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن تغير المواقف الدولية مبني على ثلاث عوامل، أولها يتعلق بمهارات وذكاء الدبلوماسية المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، وفق ثابتي الوضوح والطموح.
وأضاف بودن لـ"العين الإخبارية": "نجد أيضا المنهج البرجماتي والواقعي في التعامل مع الشركاء، بشكل يجعل من الاعتراف بالسيادة أسبقية للتعامل مع أي شريك.
أما العامل الثاني، فهو أن المغرب يستثمر بشكل جيد شبكة علاقاته الدولية، حيث أن هناك شركاء دوليين يدفعون شركائهم الآخرين في إطار تنائي او متعدد الأطراف لتطوير مواقفهم بخصوص مبادرة الحكم الذاتي".
وأوضح أن هذا ما أدى بالمغرب إلى الحصول على نفوذ كبير في مجموعات جيوسياسية مهمة جدا كما تمت مراجعة مواقف دول مهمة بالنسبة للدائرة العلاقات الدولية التي يتحرك في إطارها المغرب".
وفيما يتعلق بالعامل الثالث، أشار المحلل السياسي إلى أنه يتجلى في انعكاس مواقف القوى الكبرى حينما تتخذ موقف في المجموعة الدولية، فهناك قوى إقليمية ودول أخرى ستسير على خطاها.
وأشار إلى أن المغرب يشتغل على أكثر من واجهة مع القوى الدولية الكبرى من أجل أن يكون موقفها منسجما مع قرارات مجلس الأمن ومع مكتسبات المملكة على المستوى الأممي.
وكانت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة قد أعلنت في بيان لها "أنه بدعوة كريمة من الملك محمد السادس، سيقوم بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، بزيارة للمملكة، يوم الخميس 07 أبريل/نيسان 2022".
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز