مساجد المغرب تفتح أبوابها للمتبرعين بالدم.. صدقة وإنقاذ للأرواح
منذ الأيام الأولى لرمضان، فتحت عدة مساجد مغربية أبوابها للراغبين في التبرع بالدم، بهدف تعزيز المخزون الوطني من هذه المادة الحيوية.
وفي أعقاب أداء صلاتي العشاء والتراويح، يُقبل المئات من المُصلين على فضاءات تم تخصيصها حصرياً للتبرع بالدم، وفقاً للبروتوكولات الصحية الجاري بها العمل في مراكز تحاقن الدم.
وقد لاقت هذه العملية استحسان العديد من المصلين، كما عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استحسانهم لهذه المبادرات الاجتماعية التي تنقذ أرواح الناس.
صدقة وقُربى
وحول تنظيم هذه العملية في بعض مساجد المملكة، قال عبدالله الدوسيري، إمام ومقدم برامج دينية، إن التبرع بالدم يعتبر صدقة من الصدقات وقربى من القربات التي يتم التقرب بها إلى الله تعالى.
وأضاف الدوسيري، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن أغلى ما يملك الإنسان هو نفسه، ولذلك حينما يتبرع الإنسان بالدم فهو يتبرع بجزء منه وهو داخل في تفريج الكرب وإزالة الغمة عن المحتاجين للدم
وأضاف المتحدث عينه أن المستشفيات فيها العديد من الجرحى والذين يحتاجون لكميات من الدم، لذلك فالتبرع بالدم في هذه الحالات يعتبر أعلى أجرا من صدقة المال.
وفيما يتعلق بصيام رمضان والتبرع بالدم، أبرز الدوسيري، أنه في حال لم يكن يشكل أي خطر على صحة المتبرع فلا حرج فيه، لأن الدم خارج من الإنسان وليس داخل إليه وليس مرتبطا بأحد السبيلين.
وأبرز الواضع الديني، أنه لذلك يجوز للإنسان أن يتبرع بدمه خلال شهر رمضان الكريم، شريطة أن يؤكده الأطباء أنه لن يتضرر من ذلك.
وأشار الدوسيري إلى أنه يتم التفضيل في عملية التبرع أن تكون بعد الإفطار، مخافة أن يصاب الانسان بالإغماء وهو ما يمنحنه إمكانية الأكل والشرب لتجاوز هذه الحالة المحتملة.
إنقاذ للأرواح
فمن ناحية المقاصد الشرعية، فأغلى شيء بالنسبة للإنسان هو نفسه وحياته، وكل ما أسهم الإنسان في إنقاذ الأرواح والأنفس كلما أعطى دفعة جديدة للحياة، حيث يقول سبحانه وتعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
وأضاف أنه من الأفضل ما يقدمه الإنسان عموما هو التبرع بالدم، نظرا لأن هذا التبرع يساهم في إنقاذ النفس البشرية، لذلك فإن أجر هذا العمل لا يعلمه إلا الله تعالى.
ويؤكد الدوسيري أن هذا العمل يعتبر صدقة جارية، حيث إنه طالما بقي هذا الإنسان على قيد لحياة وبقي صحيحا.
وحث المتحدث عينه الناس على أهمية التبرع بالدم، لما "لهذا العمل الجيد والجميل من فضل"، مضيفا أن المجتمع في حاجة للتبرع بالدم.
كما لأنه على المتبرع بالدم أن يكون تحت استشارة الطبيب ولا سيما في شهر الصيام، لتجاوز كل السلبيات والآثار الناتجة عن التبرع بالدم.
ويصل عدد المتبرعين بهذه المادة الحيوية بمدينتي الرباط والدار البيضاء إلى نحو 80 ألف متبرع في العام الواحد.
في حين يتراوح بين 20 و30 ألف متبرع بمدن مراكش وأكادير وفاس ووجدة وطنجة، حسب معطيات رسمية للمركز الوطني لتحاقن الدم.
aXA6IDE4LjExOC4yMjcuMTk5IA==
جزيرة ام اند امز