زلزال المغرب.. حصيلة جديدة للقتلى وقصص "مؤلمة" للناجين
4 ليال مرت على الزلزال الأعنف منذ أكثر من قرن، الذي ضرب المغرب، لم تتوقف فيها أعداد الضحايا عن الارتفاع، ولم تنقطع قصص الناجين عما لاقوه من أهوال.
وفي أحدث حصيلة للضحايا ذكر التلفزيون المغربي أن "عدد القتلى بلغ 2862 بينما بلغ عدد المصابين 2562".
- هل زلزال المغرب سببه "ضربة قمر"؟ خبير يرد على العالم الهولندي (خاص)
- بعد 3 أيام.. انتشال رضيع عمره 13 يوما من تحت أنقاض زلزال المغرب
ونظرا لأن معظم المناطق التي تضررت من الزلزال يصعب الوصول إليها، لم تصدر تقديرات نهائية بعدد المفقودين حتى الآن.
قصص الناجين
وبين الأنقاض، ورائحة الموت المنبعثة، في قرية تينمل، التي دمر الزلزال كل منازلها تقريبا وأصبح قاطنوها جميعا بلا مأوى، روى محمد الحسن (59 عاما) كيف واجه الزلزال وفقد ابنه.
وقال إنه كان يتناول العشاء مع أسرته عندما وقع الزلزال، وفر ابنه البالغ من العمر 31 عاما إلى الخارج، لكن الضربة جاءت له عبر سقف منزل جيرانهم، الذي انهار ما أسفر عن إصابته وجعله محاصرا تحت الأنقاض.
وقال الحسن إنه "بحث عن ابنه وهو يبكي طلبا للمساعدة، لكن في نهاية المطاف توقفت الصرخات، وعندما وصل إلى ابنه كان قد مات".
وبقي الحسن وزوجته وابنته داخل منزلهما ونجوا، وقال الحسن متحسرا: "لو بقي داخل المنزل لكان بخير".
وفي قرية تيكخت، التي تبقت فيها مبان قليلة قائمة، وصف محمد أوشن (66 عاما) كيفية انتشال السكان لـ25 شخصا على قيد الحياة من تحت الأنقاض في أعقاب الزلزال، بينهم أخته.
وقال أوشن: "كنا منشغلين بالإنقاذ، ولعدم وجود أدوات، استخدمنا أيادينا"، مضيفا: "أختى كان رأسها واضحا وواصلنا الحفر بأيدينا".
وأظهر مقطع فيديو صوره أنطونيو نوجاليس، منسق عمليات منظمة "رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود"، من قرية "إيمي إن تالا"، النائية، رجالا وكلابا يتسلقون منطقة حادة الانحدار ملأتها الأنقاض.
ولم يتمكن نوجاليس من إيجاد كلمة مناسبة لوصف ما يراه سوى أنه قال "مستوى الدمار شامل.. لم يبق منزل واحد قائما".
وتابع: "على الرغم من نطاق الأضرار، لا تزال فرق الإنقاذ التي تبحث بالكلاب تأمل العثور على ناجين".
وفي مراكش، تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
جهود إغاثية متواصلة
وفي إطار جهود الإغاثة المتواصلة، أكد الجيش المغربي أنه عزز فرق البحث والإنقاذ وساهم في توفير مياه الشرب وتوزيع الأغذية والخيام والأغطية.
وأسفرت كثافة أعداد المركبات والأشخاص المحملين بمؤن الإغاثة والمتوجهين نحو بعض التجمعات السكانية الأكثر تضررا في المناطق النائية من الجبال عن غلق طريق رئيسي يربط جبال أطلس بمراكش.
وساهم متطوعون ومدنيون مغاربة في توجيه المرور وإزالة الحطام الصخري من الطريق ساعد في تسيير الحركة.
وقبل المغرب عروضا للمساعدة من من الإمارات وإسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة.
وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة ربما تقبل عروضا بالمساعدة من دول أخرى في وقت لاحق.
وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية أن "الجزائر خصصت 3 طائرات لنقل فريق إنقاذ يضم 93 فردا، فضلا عن مساعدات إنسانية إلى المغرب، وذلك بانتظار الضوء الأخضر من المملكة".
وقالت الوكالة الجزائرية إن "اثنتين من الطائرات خصصت لشحن الأدوية والأفرشة والخيم والمواد الغذائية، فيما ستقل الثالثة عناصر فريق التدخل بكل عتادهم من تجهيزات وكلاب مدربة على البحث والإنقاذ".
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز