أول أيام حكومة المغرب الجديدة.. جدارة وانفتاح على الكفاءات
تميزت الحُكومة المغربية الجديدة بضمها كفاءات عالية، مع انفتاحها الكبير على الشباب والنساء.
وتضم الحُكومة الجديدة كفاءات سياسية وأكاديمية ومهنية عالية، خبرت التسيير والتدبير لسنوات عدة، مُتراكمة من الخبرة والفعالية.
وضمت التشكيلة الحُكومية أربعة وعشرين وزير ووزيرة، توزعت بين شباب يُشهد لهم بالكفاءة السياسية والمهنية، ونساء سيقدن قطاعات حُكومية محورية، بالإضافة إلى تجديد الثقة في عدد من الوزراء الذين أبانوا عن نجاعة في التسيير.
تجديد للثقة
أعاد العاهل المغربي الملك محمد السادس تعيين مجموعة من الوزراء الذين أظهروا كفاءة عالية في التدبير خلال الولاية الحُكومية الماضية.
وفي هذا الصدد، جدد الملك ثقته بوزير الداخلية عبدالوافي لفتيت في منصبه على رأس نفس القطاع، وهو الحاصل على دبلوم مدرسة البوليتكنيك بباريس ودبلوم المدرسة الوطنية للقناطر والطرق.
وقبل توليه منصب وزارة الداخلية في حكومة 2016، برز اسم الفتيت في إدارته لعدد من الملفات، إبان قيادته لجهة الرباط سلا زمور زعير كـ"محافظ عام".
ناصر بوريطة، الرجل الذي ارتبط اسمه بتحقيق نجاحات دبلوماسية وانتصارات كبيرة على مستوى ملف الصحراء المغربية، تم الاحتفاظ به على رأس وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وحصل بوريطة على إجازة في القانون العام، وعلى دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي العام من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط.
أحمد التوفيق، الرجل المعروف بخطابه الديني المُعتدل، أسند له لخمس سنوات أخرى، مهمة الإشراف على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وهو حاصل على إجازة في التاريخ من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وكان يشغل منصب رئيس مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، كما نجح بشكل كبير في تدبير قطاع الأوقاف والشؤون الإسلامية.
كما تضم لائحة الوزراء الذين تم تجديد الثقة بهم، عبداللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والذي شغل العديد من مناصب المسؤولية في إدارات عمومية متعددة، منها على الخصوص، وزارة المالية.
كما حافظ محمد حجوي على منصب الأمين العام للحكومة. وهو الحاصل على دكتوراه في القانون، وتقلد منصب الكاتب العام برئاسة الحكومة، وكان عضوا في اللجنة الاستراتيجية لإعداد “تقرير الخمسينية”.
أما نادية فتاح العلوي، التي شغلت منصب وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد والتضامني في الحكومة السابقة، فتم تعيينها وزيرة للاقتصاد والمالية في التشكيلة الحكومية الجديدة.
نفس الأمر ينطبق على محسن الجزولي، الذي شغل منصب وزير منتدب مكلف بالتعاون الأفريقي في الحكومة السابقة، في حين أسند له في الحكومة الجديدة منصب وزير منتدب لدى رئيس الحكومة مكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية.
الجزولي خريج جامعة باريس الفرنسية. ومؤسس مكتب “فاليانز” للاستشارات في سنة 2005، وعلى امتداد 14 سنة، راكم الجزولي تجربة وخبرة في مكاتب استشارية دولية، ولاسيما “إرنست آند يونغ” .
من جهته، سيشغل شكيب بنموسى في التشكيلة الحكومية الجديدة منصب وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وسبق لبنموسى أن كان وزيراً للداخلية في إحدى الحُكومات السابقة، كما ترأس البعثة الدبلوماسية المغربية في فرنسا طيلة سنوات، قبل أن يُكلفه الملك قبل سنتين بقيادة اللجنة المكلفة بإعداد النموذج التنموي للبلاد.
وشغل بنموسى عدداً من المهام والمناصب داخل وزارة الداخلية، ناهيك عن ترؤسه للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
كما سجل الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة عودته إلى الحكومة على رأس وزارة التجهيز والماء. وكان بركة رئيسا سابقا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ووزيرا للاقتصاد والمالية ووزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون الاقتصادية والعامة في حكومات سابقة.
كفاءات جديدة
في المقابل، سجلت التشكيلة الحُكومية، تعيين عدد من الأسماء الجديدة التي تتمتع أيضاً بالكفاءة والخبرة الطويلة.
عبداللطيف وهبي، المحامي صاحب الكفاءة القانونية والحُقوقية، بالإضافة لخبرته التشريعية والسياسية الطويلة داخل مجلس النواب، سيشغل للسنوات الخمس المُقبلة منصب وزارة العدل.
وهبي محام مسجل بلائحة المحكمة الدولية ونائب برلماني عن الدائرة الانتخابية لتارودانات الشمالية خلال ثلاث ولايات متتالية، كما ترأس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة، ولجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب.
وتولى محمد صديقي على وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وهو الرجل صاحب الكفاءة العالية، خاصة أنه كان مدير معهد الزراعة والبيطرة، كما سبق له أن شغل منصب كاتب عام قطاع الفلاحة.
فاطمة الزهراء المنصوري، المرأة الحديدية داخل حزب الأصالة والمُعاصرة، كما يصفها الإعلام المغربي، سيكون لها حضورها في الحكومة الجديدة كوزيرة لإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
وشغلت المنصوري منصب عمدة مدينة مراكش في الولاية ما قبل السابقة، كما تم انتخابها خلال الانتخابات الأخيرة في نفس المنصب.
نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، هي من الوجوه الجديدة التي برز اسمها في التشكيلة الحكومية الجديدة، حيث أسندت لها حقيبة الصحة والحماية الاجتماعية. ولها مسار مهني حافل في مجال الصحة العمومية.
وآلت وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، والشغل والكفاءات، ليونس سكوري، الذي كان مكلفا بمهمة بوزارة الداخلية، ونائبا برلمانيا عن حزب الأصالة والمعاصرة، وعضوا بلجنة المالية بمجلس النواب.
والسكوري حاصل على دكتوراه في الدراسات الاستراتيجية من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، وعلى دكتوراه تنفيذية بالمدرسة الوطنية للقناطر والطرق، وعلى ماستر في إدارة الأعمال بالمدرسة ذاتها.
وعرفت وزارة الصناعة والتجارة تعيين وزير جديد في شخص رياض مزور، المهندس بالمدرسة المتعددة التخصصات بزوريخ، والذي شغل سابقاً منصب مدير ديوان وزير الاستثمار والصناعة والتجارة.
أما وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فآلت إلى فاطمة الزهراء عمور، الخبيرة الاستشارية المستقلة في مجال تطوير الأعمال واستراتيجيات التسويق بالدار البيضاء ولوكسمبورغ.
ومن النساء اللواتي ولجن الحكومة الجديدة، ليلى بنعلي التي ستشرف على وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وهي عضو في اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد. كما أنها خبيرة اقتصادية بالمنتدى الدولي للطاقة.
وعاد منصب الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، إلى غيثة مزور، الأستاذة بالجامعة الدولية -الرباط، وأستاذة زائرة بجامعة ماريلاند.
وغيثة مزور، حاصلة على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والإعلاميات من جامعة كارنيغي ميلون وعلى شهادة الماستر في “نظم التواصل” بالمدرسة الفيدرالية متعددة التقنيات بلوزان بسويسرا.
كما تضم قائمة الوزراء المنتدبين، مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة.
وعمل بايتاس، الحاصل على الإجازة من المدرسة الوطنية للإدارة بالرباط، مستشارا لدى وزير الفلاحة والصيد البحري.
ومن الوجوه الشابة لحزب الأصالة والمعاصرة التي سجلت حضورها في الحكومة الجديدة مهدي بنسعيد الوزير الجديد للشباب، والثقافة والتواصل.
وبنسعيد، الحاصل على الإجازة في القانون الجنائي من جامعة تولوز1، وماستر في الجيوسياسية من مؤسسة “IRIS Sup” بباريس، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة وعضو مؤسس لـ “نيو موتورز”.
وشغل بنسعيد، الذي انتخب نائبا برلمانيا عن الدائرة الانتخابية الرباط-المحيط، رئاسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج.
ومن الوجوه النسائية التي أثثت الحكومة الجديدة، عواطف حيار، التي ستشرف على وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة. وهي الحاصلة على الدكتوراه في معالجة الإشارة والاتصالات السلكية واللاسلكية من المعهد الوطني للفنون التطبيقية في تولوز.
كما أنها رئيسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وعضو بمجلس إدارة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، والمدرسة المركزية بالدار البيضاء، ومعهد باستور، وعضو بالمركز الاستشفائي الجامعي-الدار البيضاء.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز