المغرب.. اتهامات متبادلة بين بن كيران والأحزاب بتعطيل تشكيل الحكومة

اتهامات متبادلة بين رئيس الوزراء المغربي المكلف عبد الإله بن كيران وقيادات الأحزاب بشأن تشكيل الحكومة

اتهم عبد الإله بن كيران رئيس الوزراء المغربي المكلف والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الأحزاب التي يفترض أن يشكل معها الحكومة بأنها وراء الأزمة التي هذا الملف، التي تجاوزت شهرين.

وباعتباره رئيساً للحكومة معيناً من العاهل المغربي الملك محمد السادس، بعد تصدر حزبه للانتخابات التشريعية، فمن المفروض أن يقدم بن كيران عرضاً واضحاً لجميع الأحزاب يتضمن تصوراته المستقبلية للعمل الحكومي، وبناء على هذا العرض، تحدد الأحزاب كافة موقفها من المشاركة أو عدمها ضمن هذا التحالف، حسب ما اتجه إليه أكثر من مراقب.

من جانبها، تتهم العديد من القيادات الحزبية بن كيران بالتهرب من مسؤوليته لتشكيل التحالف الحكومي، فلا مبرر لتحميل المسؤولية لأطراف أخرى، في وقت اختار فيه بن كيران أن يطالب حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي بتوضيح موقفهما من الدخول إلى التحالف الحكومي المقبل.

وفي حديثهم مع موقع "هسبريس" المغربي، أعرب أكثر من مسؤول حزبي عن تحفظهم من موقف بنكيران في تسيير المشاورات الحالية، معتبرين أنه المخول الوحيد لتشكيل التحالف الحكومي، وله كامل الصلاحيات الدستورية لتحقيق ذلك.

وفي الوقت الذي يواجه بن كيران تهمة الاختباء خلف الأحزاب الأخرى عوض تقديم موقف واضح وتصور نهائي من التشكيلة الحكومية المقبلة، ترى قيادات حزبية أن "التصريحات الصادرة عن بن كيران لا تساعد على خلق جو من الثقة، إذ اختار الالتفاف وعدم ربط الاتصال بقادة أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي"، مطالبة إياه "بتحمل المسؤولية وتسريع تشكيل التحالف، وأن يقوم بدوره عوض الهروب والبحث عن تبريرات غير منطقية واتهام حلفاء مستقبليين بتعطيل تشكيل الحكومة".

وفي هذا الصدد، اعتبر مصدر قيادي من حزب التجمع الوطني للأحرار "أنه لا فائدة من تكرار موقف الحزب الذي أبلغ رئيس الحكومة بشروطه لدخول التحالف"، مشدداً على ضرورة "الانسجام وتوحيد الرؤى مع باقي المكونات التي ستشكل الحكومة".

وأضاف القيادي، الذي رفض الكشف عن هويته، "أن رئيس الحكومة يعرف جيداً موقف الحزب"، داعياً إياه إلى تقديم عرض ملموس وفق ما تقتضيه أعراف تشكيل الحكومة البت فيه داخل الحزب.

وكانت مصادر مقربة من حزب التجمع الوطني للأحرار المعروف باسم "حزب الحمامة" قد أبدت تخوفها من تشكيل تحالف حكومي هش، كانت مكوناته في صراع في الماضي القريب، وأضحت الآن متقاربة بشكل مفاجئ وغير مفهوم، لا يبعث على الثقة في الدخول في تحالف حكومي يغيب فيه التماسك والانسجام ومهدد بالتفكك في أي وقت.