خبير مغربي: موقف ألمانيا من الصحراء يعقد العلاقات
قال خبير علاقات دولية مغربي إن ألمانيا على مدى سنوات كانت لها مكانة قوية لدى المغرب، إلا أن تغير مواقفها الأخيرة أشعل الأزمة بين البلدين.
شدد محمد بودن، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، على أن ألمانيا كانت تتمتع بمكانة وحظوة كبيرتين لدى المملكة المغربية. إلا أن مواقفها الأخيرة المُعادية للمغرب في قضاياه المصيرية جعل الموازين الدبلوماسية تتغير بين البلدين.
مكانة خاصة
وأوضح بودن لـ"العين الإخبارية"، أن العلاقات المغربية الألمانية كانت قوية بشكل واضح، وذلك منذ إحداثها تمثيليتها الدبلوماسية في المغرب عام 1872.
وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث بزيارة الإمبراطور گيوم الثاني لمدينة طنجة عام 1905، إذ كانت تعتبر المدينة نافذة الدبلوماسية المغربية على العالم، دون الحديث عن كون ألمانيا الشريك التجاري السابق بالنسبة للمغرب.
- المغرب يجمد الاتصال مع سفارة ألمانيا.. خبير يكشف الأسباب
- "مواقف عدائية".. المغرب يستدعي سفيره لدى ألمانيا لـ"التشاور"
هذا المسار الدبلوماسي المُميز بالعلاقات القوية، كسرته المواقف المتعددة لألمانيا بخصوص القضية الأولى للمغاربة، وهي قضية الصحراء المغربية، وأيضاً ملفات أخرى.
ضرر بليغ
ولفت إلى أن المملكة المغربية معروف عنها الحرص الكبير على علاقاتها بشركائها، ما يوضح أن الخطوة الأخيرة للرباط، المتمثلة أولا في تجميد الاتصالات مع السفارة الألمانية والمؤسسات الألمانية المانحة، ثُم استدعاء سفيرته لدى برلين للتفاوض، تعكس صبراً طويلا للمملكة على التصرفات الألمانية.
وشدد على أن المغرب لا يلجأ إلى مثل هذه القرارات إلا حينما يكون الأمر جللاً، ويتعلق بضرر بليغ يتعلق بملفات حساسة كملف سيادته على أقاليمه الجنوبية.
هذا القرار، يُبرره بحسب المتحدث، مجموعة من السلوكيات الألمانية التي تمس بالمصالح المغربية، خاصة في ملف الصحراء. إذ دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن، بعد الاعتراف الأمريكي التاريخي بمغرببة الصحراء.
هذه الخطوة، تلاها تسامح ألماني غير مفهوم مع النشطاء في جبهة البوليساريو الانفصالية، وصل إلى درجة تكريم بعضهم، ناهيك عن رفع علم الجمهورية الوهمية من طرف مؤسسات حكومية ألمانية.
انهيار محتمل
ونبه الخبير في الشؤون الدولية، إلى وجود احتمال كبير بانهيار محتمل للعلاقات المغربية الألمانية، في حال ما إذا استمرت هذه الأخيرة في سياساتها المعادية للرباط.
وأورد في هذا الصدد مجموعة من النقاط التي تُؤاخذ المملكة المغربية ألمانيا بشأنها. على رأسها منحها مساحة واسعة لأحد المدانين بتهم إرهابية، الحاملين للجنسية المغربية، والذي يُمعن في مهاجمة المملكة والتحريض عليها من ألمانيا.
وشدد على أن عدم تعاون ألمانيا مع المملكة في توقيف هذا الرجل، يمس بشكل كبير بالتعاون الأمني بين المملكة المغربية وألمانيا، وهُنا يجب أن نستحضر الدور الاستخباراتي الكبير الذي تلعبه المملكة المغربية على المستوى الدولي.
وقال: لابد أن نُذكر أيضاً بالتهميش الذي مارسته ألمانيا للدور المغربي في حلحلة الملف الليبي، وهي الجهود التي لقيت إشادة ودعما أوروبيا وعربياً ودولياً.