محمد السادس في خطاب العرش.. خارطة طريق آمنة بجغرافيا مستقبل المغرب
نظرة بصيرة بعين استشرافية، تأخذ بيد الجيل الجديد نحو جادة المستقبل تلك التي برزت لدى العاهل المغربي محمد السادس، وهو يلقي خطاب العرش.
وواضعا خارطة طريق آمنة في جغرافيا مستقبل المغرب، جدد الملك محمد السادس على أسس مجتمع راسخة، وعزم لا يلين، ومسلمات لا تتزعزع عنها قيد أنملة، ضاربة الجذور في ماضٍ مكين، وحاضر متفائل، نحو مستقبل واعد، لأبناء المملكة.
وفي هذا السياق شدد خبراء ومحللون مغاربة على أن الخطاب الملكي، بمناسبة عيد العرش. قدم رؤية رفيعة، تهم من جهة إعداد الأجيال القادمة. ومن جهة أخرى استشراف مستقبل زاهر، تتوالى فيه الإنجازات، بغض النظر عن التحديات.
استشراف للمستقبل
محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، يرى أن الخطاب قدّم وصفة رفيعة لإعداد الشباب والأجيال الصاعدة واستشراف المستقبل بخطى ثابتة.
المتتبع للخطاب الملكي -يقول بودن لـ"العين الإخبارية: " سيستخلص أن الجدية تشكل عنصرا حاسما في تعزيز الثقة بالنفس و الاعتماد على الذات وامتلاك الشجاعة لتحقيق الإنجازات، مهما كانت التحديات. وذلك بالتركيز على الاحتياجات الحالية وتحسين الأداء في قطاعات الصحة والتعليم والشغل والسكن و الماء بهدف تحقيق الإنصاف و الكرامة و الشمول"
ثوابت لا تتزعزع
الحديث عن المستقبل، يُثير دائما إشكاليات الارتباط بالهوية. وهو أمر حسمه الملك بتأكيده على ضرورة التشبث بالثوابت المغربية، وتحديده بالتفصيل مرجعيات المغاربة، يضيف بودن.
ثوابت ومرجعيات يوضح رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أنها تتجسد في القيم الدينية والوطنية المتمثلة في شعار: "الله الوطن الملك" و الوحدة الوطنية و الترابية و صيانة الروابط الاجتماعية و العائلية و مواصلة المسار التنموي.
المحلل السياسي نفسه، لفت إلى أن "المغاربة لا يعيشون بمعزل عن محيطهم الدولي والإقليمي، ومن هنا أكد الملك في خطاب العرش من جديد على ضرورة حسن الجوار، وذلك في تعبيره عن أمله في فتح الحدود مع الجارة الشرقية الجزائر، وتأكيده على أن المغرب لن يكون أبداً مصدر شر لها"
الجدية مفتاح التقدم
من جهته، اعتبر المحلل السياسي، حسن بلوان، ن الجدية مصطلحاً ومفهوماً، شكلت محوراً أساسيا في الخطاب الملكي، سواء بالحديث عن ما حققته بالبلاد سابقاً، بفضل قيادة الملك محمد السادس، وما نجحت البلاد في تجاوزه من صعاب، أو ما يستشرفه الملك للبلاد من مشاريع أساسية ومُهيكلة.
وقال بلوان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الجدية مفتاح أي نهضة وتقدم للبلدان؛ إذ أنه مهما تعددت الخطط والبرامج والاستراتيجيات وكانت واعدة ودقيقة، فلا معنى لها بدون وجود انخراط جدي من طرف الأشخاص المنوط بهم تنفيذها وتنزيلها على أرض الواقع.
وتابع: "الخطاب يُمكن وصفه بكونه خارطة طريق، تضم أهم المفاتيح والأسس لنجاح أي برنامج تنموي نهضوي، لما يتضمنه من توجيهات استراتيجية دقيقة، تساعدها في تثمين المنجزات، كما تنبهها للإكراهات".
ويجزم المحللون أن الملك محمد السادس أكد من جديد أن القضية الفلسطينية -التي يضعها في مقام القضية الوطنية، ومغربية الصحراء- موقف المملكة الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وبالنسبة للصحراء المغربية، -تابع المحللون- كيف شدد على أن الجدية والمشروعية هي التي أثمرت توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وآخرها اعتراف إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي.