بعد انحباس طويل.. المغرب يودع الجفاف
بعد الانحباس الطويل للأمطار، وما ترتب عنه من جفاف وتضرر للمحاصيل، تتوقع الأرصاد الجوية في المغرب هطول زخات مطرية في مختلف المناطق.
غيث
وبحسب المعطيات التي كشفت عنها المديرية العامة للأرصاد الجوية، فإنه من المنتظر أن تشهد الممكلة المغربية، اليوم الأربعاء، وغداً الخميس، أمطاراً قد تكون مصحوبة برعد.
وتوضح المعطيات الرسمية، أن هذه الأمطار ستهم بالأساس وسط البلاد، ومنطقة سوس والأطلسين الكبير والصغير.
وتتوقع المديرية أيضاً تسجيل تساقطات ثلجية على قمم الأطلس الكبير في الساعات المقبلة.
وتشير مواقع الأرصاد الجوية الدولية إلى أن التساقطات المطرية المتوقعة في المغرب ستمتد لأيام وحتى الأسبوع المقبل.
وستكون هذه التساقطات المطرية مهمة لبعض الزراعات، مثل القطاني، بالنظر إلى تضرر زراعة الحبوب، واضطرار عدد من الفلاحين لاستعمال النبات كعلف للماشية في ظل ضعف المراعي.
جفاف واستنفار
وتأتي هذه الزخات في وقت تعرف المملكة المغربية موجة من الجفاف، ما دفع العاهل المغربي الملك محمد السادس، لإطلاق مبادرة مستعجلة لدعم القطاع الفلاحي.
البرنامج، الذي شرعت الحكومة بشكل مستعجل في تنفيذه، رُصدت له اعتمادات مالية تفوق المليار دولار، ويهدف أساساً لتوفير العلف المدعم والحفاظ على الأشجار المثمرة ودعم الزراعات الربيعية.
ويؤثر مستوى الموسم الفلاحي على النمو الاقتصادي المغربي بشكل كبير، نظرا لمساهمته الكبيرة في الناتج الداخلي الخام، ونظرا لحجم الساكنة القروية التي تمثل 40 في المائة.
تزامن موجة الجفاف وموجة ارتفاع الأسعار العالمية، ما رفع المبالغ المالية التي توجهها الحكومة لدعم المواد الأساسية، بغرض الحفاظ على استقرار الأسعار في المملكة المغربية.
وأمس الثلاثاء، أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، أن هذه الأخيرة واعية بأن السياق العالمي صعب للغاية، بسبب الأزمة الصحية، وأزمة الطاقة، التي تؤثر على الأسعار والاقتصاد.
وأوضح أنها ستطبق برنامجها لرفع العبء عن كاهل المغاربة، مشدداً على أنه على الرغم من ارتفاع للأسعار، إلا أن المملكة تعرف استقراراً كبيراً في أسعار المنتجات الزراعية.
وزاد أن الدعم الحكومي لازال مستمرا للعديد من المواد الحيوية، كالكهرباء، والقمح.
دعم حكومي
وفي وقت سابق، كشف فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، أنه خلال عام فلاحي عادي، تقوم المغرب بصرف ما مجموعه مليار و300 مليون درهم مغربية (1 دولار = 9.36 درهم مغربي)، لدعم الدقيق في البلاد.
ولفت المسؤول الحكومي، إلى أن الأسعار العالمية، عرفت في العامين الأخيرين ارتفاعاً ملحوظاً، إذ وصل معدل أثمنة الحبوب في الأسواق العالمية إلى 290 دولار للطن الواحد.
أما خلال العام الحالي، فقد بلغ ثمن الطن الواحد من ، بارتفاع بلغ 34% مقارنة مع سنة 2020، وارتفع المعدل في 2022 ليصل 315 دولارا للطن الواحد، بحسب لقجع.
وأبرز الوزير أن ثمن القمح ينعكس بشكل مباشر على العديد من المواد الأخرى المستخرجة منه، كالخبز، ومشتقاته.
وكشف الوزير أنه خلال عام فلاحي عادي، كانت تستخلص المغرب من الرسوم الجمركية 550 مليون درهما، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى المبلغ الضخم المخصص لهذه العملية من طرف الدولة.
وعلى مستوى دعم قنينات الغاز، أكد الوزير المغربي، أن الحكومة تخصص دعماً مالياً لهذه المادة الحيوية منذ عام 1990.
وأوضح أن هذا الدعم، جنب المواطنين تضرراً كبيراً بسبب الأسعار الدولية، التي تعرف ارتفاعاً كبيراً.
وكشف لقجع أن الميزانية المخصصة لدعم غاز البوتان انتقلت من 9 مليارات درهم عام 2020، إلى 14 مليارا و577 مليون درهم في العام الجاري، أي بارتفاع في الكلفة بنسبة 60 في المائة.
أما المواد البترولية السائلة، فقد أكد الوزير أن الحكومة اتخذت عددا من الإجراءات من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار، أهمها تخفيض نسبة الضريبة المطبقة على المواد البترولية السائلة إلى 10 في المائة مقابل 20 في المائة في الدول المجاورة.
ولإيجاد حلول لارتفاع أسعار المحروقات على المستوى المحلي، متأثرة بالسياق الدولي، يؤكد الوزير فتح الحكومة لنقاش جدي مع القطاعات المعنية في هذا الصدد.
وتابع أنه من بين الحلول المقترحة تخصيص دعم محدد للقطاعات المتضررة من الارتفاعات، بهدف ألا يتضرر المواطن من الانعكاسات المتتالية للزيادات المتتالية في أسعار المحروقات.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز