بدء اجتماعات صندوق النقد الدولي بمراكش.. رسائل ثقة من "أخنوش"
انطلقت بمدينة مراكش، اجتماعات صندوق النقد الدولي، التي تحتضنها لأول مرة المملكة المغربية.
ويُشارك في هذه الاجتماعات نخبة من الاقتصاديين والخبراء الماليين من مختلف دول العالم، وذلك لمناقشة الرهانات الكبرى المرتبطة، على الخصوص، بسياسات التمويل والنمو الاقتصادي والتغير المناخي.
صمود قوي
وفي هذا الصدد، شدد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، في كلمة له بالمناسبة، على أن هذا الحدث الكبير، وتنظيمه بعد الزلزال الذي ضرب المغرب قبل حوالي 3 أسابيع، تعبير عن الصمود القوي للمغرب في مواجهة الأزمات، وقدرته على اتخاذ التدابير الاستعجالية وكذا روح التضامن التي تسوده والتي عبر عنها المغاربة.
واستعرض أخنوش مجمل المشاريع التي تم إطلاقها بشكل استعجالي لإعادة الإعمار وتحقيق التنمية بالمناطق المتضررة من الزلزال.
من جهة أخرى، شدد أخنوش على أنه "على مدى السنوات العشرين الماضية قام المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس بتنفيذ إصلاحات طموحة واستباقية ساهمت في إرساء دعائم تول عميق ومستدام للاقتصاد الوطني، كما مكنت المغرب من تعزيز مرونته والحفاظ على توازناته الماكرو اقتصادية”.
وأضاف “اليوم المغرب يقف عند مفترق طرق حاسم في تاريخه فهذه اللحظة المفصلية تخلق فترة مواتية للتدبر في توجهاته".
لذلك، يقول أخنوش "نحن مدعوون إلى استثمارها بشكل أمثل، ومن هذا المنطلق نعكف على تنزيل رؤية استراتيجية متبصرة للملك محمد السادس التي من شأنها إطلاق الطاقات وروافع التغيير وتسريع مسيرة البلاد نحو التقدم والازدهار”.
جسر
فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، وقف على الدور التاريخي الذي لعبته مدينة مراكش لتكون جسرا بين ضفتي المتوسط منذ تأسيسها من طرف المرابطين، وهو ما اعتبره المكانة الراسخة للمغرب في الربط بين أوروبا وإفريقيا وتوطيد التعاون الدولي والدفع بعجلة التنمية في القارة السمراء.
وقال لقجع الذي يرأس في الوقت ذاته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن احتضان كأس العالم 2030 في كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال، ما هو إلا محطة من المحطات المتواصلة في الدور الذي يلعبه المغرب وشبه الجزيرة الإيبيرية في الربط بين ضفتي المتوسط.
وبخصوص التنمية في المغرب اعتبر أن المسار التنموي للمغرب يرتكز على 3 ركائز أساسية وهي “ترسيخ المسار الديمقراطي”، ووضع استراتيجيات تنموية يتداخل فيها القطاعي بالبنيات التحتية.
بالإضافة إلى “بناء الإنسان وتأهيل الإبداع والتكوين والقدرة على إنتاج الثروة”، مضيفا أن ذلك يتم في إطار الاستقرار الروحي والحفاظ على الثوابت والهوية المغربية الأصيلة.
كما اعتبر لقجع أن المسار الحقوقي والمصالحة والقطع مع نمط سياسي قديم بمبادرة هيئة الإنصاف والمصالحة، ساهم بقوة في تسريع عجلة التنمية في المغرب.
إنجازات وتقدم
وسيمكن هذا الحدث العالمي، الذي يعود إلى أرض إفريقية بعد غياب امتد لـنحو 50 سنة، صناع القرار الاقتصادي والمالي من أجل الوقوف عن كثب على الإنجازات والتقدم الذي حققه المغرب، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، في مختلف المجالات.
ويمثل انعقاد هذه التظاهرة الهامة بالمدينة الحمراء إشارة قوية على ثقة مؤسسات "بريتون وودز" بقدرات المملكة المغربية، وسياسات قيادتها.
كما أنه سيمكن من تسليط الضوء على الأوراش الكبرى التي أطلقها المغرب، من قبيل تعميم الحماية الاجتماعية، وإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
كما يعد هذا الموعد الهام، والذي يجمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من 190 بلدا، فرصة لإسماع صوت إفريقيا وبلدان الجنوب.
بالإضافة إلى إبراز التزام المغرب الثابت تجاه البلدان الإفريقية، بفضل الرؤية الملكية للتعاون جنوب - جنوب.
وسيتيح هذا الحدث للنخب المالية والبنكية العالمية فرصة للتطرق ولمقاربة ورفع المشاكل والتحديات التي يتعين على بلدان الجنوب مواجهتها، خاصة تلك المتعلقة بإفريقيا.
مشاركة هامة
وستحتضن مراكش، أرض استقبال الأحداث العالمية المرموقة، على مدى أسبوع، هذه الاجتماعات التي ستعرف مشاركة أزيد من 12 ألف مشارك من كل بقاع العالم، من بينهم 4500 ممثل لنحو 190 وفدا رسميا، يقودهم وزراء المالية ومحافظو الأبناك المركزية.
ويتضمن برنامج الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي تقديم تقارير حول آفاق الاقتصاد العالمي، إلى جانب العديد من الاجتماعات الموازية التي ستقارب عددا من المواضيع الهامة المرتبطة، على الخصوص، بالأزمة الطاقية والتحديات المناخية والهجرة والتعاون الدولي والتعافي ما بعد كوفيد 19، علاوة على المستجدات السياسية والاقتصادية على الصعيد الدولي.
ولاحتضان هذا الحدث الدولي في أحسن الظروف، قام المغرب بتعبئة شاملة على كافة الأصعدة، من أجل ضمان نجاح هذه الاجتماعات، وبالتالي تعزيز سمعة المملكة كأرض لاستقبال التظاهرات العالمية الكبرى.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg
جزيرة ام اند امز