المغرب.. الرحلة إلى "الاتحاد الإفريقي" تمر بإثيوبيا
ملك المغرب يتوجه إلى إثيوبيا في إطار المساعي الدبلوماسية للعودة إلى الاتحاد الإفريقي.
توجه العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في إطار مساعيه لعودة بلده إلى الاتحاد الإفريقي.
ويشارك العاهل المغربي في أعمال قمة الاتحاد الإفريقي، التي ستتميز بعودة المغرب إلى حضن هذه المنظمة القارية بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب.
وقالت وزارة القصور الملكية المغربية، في بيان، إن الملك محمد السادس سيكون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا "ابتداء من مساء الجمعة".
وتندرج هذه الزيارة، حسب البيان نفسه، "في إطار المساعي التي يبذلها جلالة الملك، من أجل عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي".
ومن المقرر أن تعقد القمة الـ28 للاتحاد الإفريقي يومي 30 و31 يناير الجاري. ويرافق الملك في الزيارة وفد يضم بشكل خاص صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون.
وتعتبر هذه العودة المرتقبة نتيجة عملية واسعة أطلقت قبل نحو 10 سنوات، وأعلنها الملك محمد السادس رسمياً في يوليو/تموز الماضي، فيما استعدت لها مؤسسات المغرب كافة ابتداء من سبتمبر/أيلول.
وتوالت الجولات الدبلوماسية للعاهل المغربي في إفريقيا منذ نحو 6 أشهر، حيث عبّر مراراً لنظرائه الأفارقة عن التزامه والتزام بلاده تجاه "الأشقاء" الأفارقة.
ولإقناع الدول الإفريقية بأهمية استرجاع مقعده "داخل عائلته المؤسساتية القارية"، عبّأ المغرب إمكانيات كبيرة تراوحت بين ما هو سياسي واقتصادي.
ووقّعت الرباط اتفاقيات اقتصادية "ضخمة" مع مختلف الدول التي زارها الملك الذي وعد أيضاً بالعمل "من أجل السلام والأمن" و"شراكة جديدة بين دول الجنوب" و"مزيد من التنمية المستدامة" لإفريقيا.
وتبدو الخطوة الدبلوماسية المغربية دليل على أن هناك رؤية على الأمد الطويل واستراتيجية تم وضعها من طرف المغرب على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي، مع حضور مكثف جداً، ما يساعد على جعل المغرب لاعباً أساسياً ليس مع أوروبا فقط، لكن أيضاً مع إفريقيا جنوب الصحراء.
وانسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية في سبتمبر/أيلول 1984، احتجاجاً على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية الصحراوية"، التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، وبقيت عضوية الرباط معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الإفريقي الذي تأسس في يوليو/تموز 2001 ويضم حالياً 54 دولة.
وقضية الصحراء الغربية هي الملف المركزي في السياسة الخارجية للمملكة، ويعتبر المغرب هذه المنطقة "جزءاً لا يتجزأ" من أراضيه، حيث يسيطر على معظم أراضيها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1975، أي بعد خروج الاستعمار الإسباني ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح مع بوليساريو استمر حتى سبتمبر/أيلول 1991 حين أعلنت الجبهة وقفاً لإطلاق النار تشرف على تطبيقه بعثة للأمم المتحدة.
ومن بين الأهداف التي ستعمل الدبلوماسية المغربية بعد عودة المملكة إلى حضن القارة السمراء على تحقيقها السعي إلى طرد "الجمهورية الصحراوية الوهمية"، رغم عدم وجود مادة تتحدث عن طرد عضو من الاتحاد باستثناء المادة 30 التي تتحدث عن تعليق العضوية في حالة انقلابات عسكرية أو ما شابهها.. بحسب جريدة هيسبرس المغربية.
ويبدو أن معركة المغرب ستركز على ضرورة تعديل ميثاق منظمة الاتحاد الإفريقي، لعدم توفر شروط "الدولة" في "الجمهورية الصحراوية الوهمية"، بما يضمن انسجام قوانين هذه المنظمة الإقليمية مع مواثيق الأمم المتحدة التي لا تعترف بشيء اسمه "دولة في الجنوب المغربي".
وتجدر الإشارة هنا إلى أن انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لا يعد اعترافاً بـ"الجمهورية الصحراوية".
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين أعلن دعم بلاده لعودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي، مشيداً بالمغرب لاتخاذه هذا القرار الذي طال انتظاره، مشدداً على أن المغرب دولة كبيرة تسهم "بشكل ثمين" في جهود التنمية في القارة.
aXA6IDMuMTQ0LjQ2LjkwIA== جزيرة ام اند امز