وزير خارجية المغرب لـ"العين الإخبارية": الإمارات سندنا الدائم
أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن مواقف الإمارات ظلت ثابتة ومساندة على الدوام للمملكة، مشيدا بافتتاح قنصليتها بالعيون
ففي مقابلة مع "العين الإخبارية"، تطرق بوريطة إلى قرار دولة الإمارات العربية المُتحدة، فتح قُنصلية لها بمدينة العُيون بالأقاليم الجنوبية للمغرب، معتبرا أن الخطوة ستشجع دولا أخرى.
واليوم الأربعاء، افتتحت الإمارات قنصليتها، بحضور لفيف دبلوماسي رفيع المستوى، قاده إلى جانب بوريطة، سفيرها لدى المغرب العصري الظاهري، وقنصلها في العيون عيسى البلوشي.
سند دائم
وقال بوريطة إن افتتاح القنصلية يشكل "حدثا هاما واستثنائيا لكنه غير مفاجئ".
وأوضح أن أهمية الحدث ورمزيته تكمن في أنه يأتي "قبل يومين من الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء التي مكنت المملكة من استرجاع هذا الجزء من ترابها".
و"المسيرة الخضراء"، هي تجمع حاشد شارك فيه 350 ألف مغربي، انطلق في 6 نوفمبر/ تشرين ثان 1975 نحو الأراضي الصحراوية بهدف استرجاعها وإنهاء الاستعمار الإسباني فيها.
وبخصوص السمة الاستثنائية لافتتاح القنصلية في مدينة العيون، قال بوريطة إنها تعود إلى طريقة الإعلان عن الحدث، والذي جرى عبر اتصال هاتفي بين العاهل المغربي الملك محمد السادس، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الحدث استثنائي أيضا، وفق الوزير المغربي، لأن الإمارات تعد به أول دولة عربية غير أفريقية تقوم بفتح قنصليتها بالعيون، إلى جانب أكثر من 15 بلدا من القارة السمراء ممن قررت تعزيز تمثيلياتها الدبلوماسية بإقامة قُنصليات بالمدينة المغربية.
وعلاوة على تميزه، لم يكن الحدث مفاجئا، كما اعتبره بوريطة الذي أرجع ذلك إلى "تاريخ العلاقات بين البلدين، ولطابعها الصلب، ما يعني أنه إن كانت أي دولة عربية ستفتح قنصلية بالمدينة المغربية، فستكون الإمارات نظرا لمشاركتها في المسيرة الخضراء على أعلى مستوى".
وشدد على أن "دولة الإمارات وقفت إلى جانب المغرب على طول هذا المسار، وظلت مواقفها ثابتة ومساندة للمغرب حول هذا الموضوع"، مؤكدا أن دعمها لبلاده "لم يكن قولا فقط".
ولفت إلى أن افتتاح القنصلية شكّل مناسبة للتأكيد على تقدير الملك محمد السادس والشعب المغربي للموقف الإماراتي.
مسيرة مستمرة وآفاق استثمار
وزير الخارجية المغربي رأى أيضا أن افتتاح القنصلية الإماراتية يفتح الباب لدول أخرى للنسج على منوالها.
وبالمقابلة نفسها، أكد بوريطة أن دولة الإمارات هي أول مستثمر عربي في المملكة، لافتا إلى أن العلاقات الاقتصادية شهدت تطورا مهما بالسنوات الأخيرة.
وبالنسبة له، فإن هذه العلاقات ـ على أهميتها ـ "لا تزال بعيدة عن الإمكانات التي تتيحها العلاقات بين البلدين، وعن طموح قيادتي البلدين".
ومتطرقا إلى إستراتيجية تسريع التنمية الشاملة، البرنامج الذي يضم 6 محاور لتطوير البنية التحتية والسياحة وقطاع الأعمال بمدينة أغادير، أكد بوريطة أن العاهل المغربي شدد على أن الأقاليم الجنوبية للمملكة بحاجة أيضا للتنمية.
وفي هذا الصدد، قال إن افتتاح القنصلية يتزامن مع الإرادة المغربية لتطوير هذا الجزء من المملكة، مشيرا إلى إعلان الملك محمد السادس، منذ خمس سنوات، عن نموذج تنموي في الأقاليم الجنوبية بإمكانات مالية واستثمارية مهمة، لتطوير البنية التحتية والمشاريع التنموية.
وعلى الجانب الآخر، اعتبر الوزير المغربي أن افتتاح القنصلية سيتيح لدولة الإمارات الاطلاع بشكل أكبر على إمكانات الاستثمار بالأقاليم الجنوبية، وأكثر من ذلك خصوصا أن الأخيرة تشكل مدخلا لغرب القارة السمراء ووسطها.
وخلص بوريطة إلى أن "التواجد في العيون سيسمح للإمارات ليس فقط بمعرفة مجالات الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، ولكن أيضا كيفية استغلال هذه الأقاليم كمنصة للولوج إلى الأسواق ومجالات أخرى واعدة في أفريقيا".
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز