العلاقات الإماراتية المغربية.. الأبناء على طريق الآباء
تمتد العلاقات المغربية الإماراتية إلى ما يُقارب نصف قرن من الأخوة والتعاون الوثيقين على عدة مستويات.
علاقات يتوجها اليوم افتتاح الإمارات قنصليتها في مدينة العيون بالأقاليم المغربية الجنوبية، في خطوة سجلت تقديرا واعتزازا لدى المملكة.
وتكتسي العلاقة بين البلدين عدة أوجه، منها الاقتصادي والسياسي، بالإضافة إلى الأمني والدبلوماسي، دون إغفال ما هو اجتماعي إنساني. تجليات لعلاقات ما فتئت تتطور يوماً عن يوم.
من الآباء إلى الأبناء
كانت بداية العلاقات الإماراتية المغربية، في عهد الوالدين الراحلين، الملك الحسن الثاني، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك مُنذ أن تأسست دولة الإمارات عام 1972، وكان المغرب بقيادة الراحل الحسن الثاني آنذاك، أول الداعمين.
ومنذ ذلك التاريخ، عرفت العلاقات بين البلدين نوعاً من الخُصوصية والتماسك الممزوج بالقوة والاستمرارية، تحت رعاية رشيدة للأبناء، العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وحرص القائدان على تنمية وتعزيز علاقات البلدين الشقيقين، على مختلف الأصعدة، من خلال زيارات مُتبادلة، سواء الرسمي منها أو الشخصي. ناهيك عن اللقاءات والاجتماعات المتتالية لمسؤولي البلدين في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن والعدل والقضاء وغيرها من المجالات الحيوية.
لجنة مشتركة
ومنذ عام 1985، تنشط اللجنة المشتركة الإماراتية المغربية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، إذ عقدت دورتها الأولى بأبوظبي في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 نوفمبر / تشرين الثاني 1988 برئاسة وزيري خارجية البلدين.
وعام 2001، ترأس الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك، ومحمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي السابق، الدورة الثانية لهذه اللجنة، بينما انعقدت دورتها الثالثة في فبراير/شباط 2004 بأبوظبي، أما الدورة الرابعة فقد انعقدت بالدار البيضاء المغربية عام 2006.
مجالات مُتعددة
وإلى جانب تنوع وتعدد مجالات التعاون بين دولة الإمارات العربية وشقيقتها المملكة المغربية، تحذو قيادة البلدين رغبة قوية لتعزيز التعاون المشترك، وزيادة الشراكة الثُنائية بين البلدين.
فعلى المستوى الاقتصادي مثلاً، تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى من حيث حجم الاستثمارات العربية في المملكة المغربية. وكما أن للتعاون القضائي والأمني والعسكري بين البلدين تاريخا يُناهز العقدين.
المجال الإنساني حاضر بقوة في العلاقات الثُنائية، إذ ساهمت الإمارات في عدة مشاريع صحية في المغرب، من بينها مستشفى الشيخ زايد بالرباط ومركز الشيخة فاطمة لعلاج النساء مرضى السرطان ومستشفيات أخرى بالمنطقة الشرقية.
وتقف الإمارات العربية المُتحدة إلى جانب المملكة المغربية، داعمة وحدتها الترابية وسيادتها على الأقاليم الجنوبية، منذ المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء من الاحتلال الإسباني.
وقد كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أصغر مُشارك في المسيرة الخضراء عام 1975.
بدورها، تدعم المملكة المغربية أمن الإمارات ووحدتها، كما دافعت في أكثر من مُناسبة عن أحقيتها في الجُزر التي تحتلها إيران.
ومنذ اعتلاء العاهل المغربي، الملك محمد السادس عرش المغرب عام 1999، وقعت الإمارات والمملكة حوالي ستين اتفاقية ثُنائية، في مجالات متعددة منها الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والأمني.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز