المغرب وأمريكا.. مواقف وجهود مشتركة لخدمة القضايا الدولية
للمغرب والولايات المتحدة الأمريكية مواقف وجهود مشتركة في خدمة العديد من القضايا الدولية خاصة المتعلقة بالأمن والسلام والاستقرار.
وخلال مؤتمر صحفي جمع ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد زوال اليوم بالرباط، عبر الطرفان على عدد من المواقف المشتركة بشأن القضايا المطروحة على المجتمع الدولي.
شراكة متينة
وبين البلدين شراكة متينة تعود لما يُناهز القرنين من الزمن، وتعرف في السنوات القليلة الماضية دينامية واسعة وقوية.
ومن جهته، أوضح بوريطة أنه وفق رؤية العاهل المغربي، الملك محمد السادس، فإن العلاقة المغربية الأمريكية قائمة على شراكة قوية طموحة ومتطورة.
علاقة قائمة على العلاقة الشخصية بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي جو بايدن منذ لقائهما في عام 2016، يورد الوزير المغربي.
وفيما أكد أن لقاءه وبلينكن في إسرائيل كان للحديث عن تعزيز السلام في الشرق الأوسط، أوضح بوريطة أن مباحثاتهما اليوم تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية.
وعدد المسؤول المغربي مجموعة من المحطات الثنائية بين مسؤولين مغاربة وأمريكيين، موضحاً أن كل هذه اللقاءات تعكس غنى الشراكة المغربية الأمريكية وتنوعها بين السياسي والأمن والعسكري والاقتصادي.
وأورد أن الشراكة بين البلدين، تتجاوز إطارها الثنائي لتشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا ومناطق عديدة في العالم.
ولفت إلى أن الشراكة بين المغرب وأمريكا تتميز بقوة ومتانة، قائمة على قيم مشتركة ومصالح مشتركة ورؤية متطابقة لمجموعة من الملفات. وذلك في سياق حرص من الملك محمد السادس على أن تتطور هذه العلاقة في إطار مجموعة من الآليات التي يتوفر عليها البلدان.
من جهته، عدد بلينكن أوجه الشراكة المغربية الأمريكية، مشدداً على أن الولايات المتحدة تلتزم بمواصلة دعم المملكة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي، خاصة في ظل الوضعية الصعبة للفلاحة المغربية.
وأبرز أن واشنطن تلتزم كذلك بتدريب ستة آلاف معلم مغربي مع إدماج البيئة الرقمية في المدارس، ناهيك عن توسيع المنطقة الاقتصادية في مدينة بوزنيقة ضواحي العاصمة المغربية الرباط.
وأكد أن المسؤولين في وزارتي الداخلية والاقتصاد الأمريكيتين سيعملان مع نظرائهما المغاربة من أجل مواجهة تداعيات الجفاف، ناهيك عن إطلاق شراكة بقيمة 3 ملايين دولار مع مؤسسة باستور من أجل تحسين الأمن الصحي للمغاربة وتقوية المؤسسات”.
اتفاق لما بعده
وخصص الطرفان حيزاً واسعاً للحديث عن الاتفاق الثلاثي الذي جمع المملكة المغربية بدولة إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية عام 2020، والذي بموجبه تم استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، وصف بوريطة العلاقات المغربية الإسرائيلية بـ"الخاصة والاستثنائية"، مُرجعاً ذلك إلى الترابط الكبير بين الجالية اليهودية في إسرائيل والعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وقال إن "علاقتنا مع تل أبيب تمضي في الاتجاه الصحيح”. موضحاً أن الاتفاق الموقع عام 2020 هو وثيقة مهمة تساهم في خلق دينامية إيجابية في رعاية السلام.
وأوضح أن الاتفاق الثلاثي أنتج دينامية إيجابية ويمكنه أن يُنتج أكثر ، لافتاً إلى أن هذا الاتفاق هو رسالة إيجابية لإيجاد حل دائم في الشرق الأوسط المتمثل في حل الدولتين.
من جهته، شدد بلينكن على استمرار بلاده في دعم حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة خاصة.
وأوضح أن اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل ليست بديلاً عن طرح حل الدولتين، إلا أنه من شأنها تعزيز هذا الطرح.
وقال: في قمة النقب جميع الشركاء بما فيهم أمريكا والمغرب تحدثوا عن الحاجة لإحراز التقدم وتعزيز هذا المنظور.
وأردف: نعتقد أن المغرب بعلاقاته مع المغرب وعلاقاته مع اسرائيل ودول أخرى في تعزيز حياة الفلسطينيين
حُكم ذاتي
وعبر بلينكن عن دعم واشنطن لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء من أجل التوصل إلى حل توافقي يرضي جميع الأطراف.
من جهته أكد ناصر بوريطة أن "الولايات المتحدة الأمريكية تدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء كحل وحيد وقابل للتطبيق".
وسطر الدبلوماسي المغربي، على أن "موقف أمريكا من الحكم الذاتي هو موقف ثابت ومعروف ومرجعي في مختلف الإدارات المتعاقبة".
وأوضح أن الحل الوحيد الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية هو المقترح المغربي القاضي بمنح المنطقة حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.
وأعقب بالقول: “لنا ثقة كاملة في الإدارة الأمريكية لتنزيل كل بنود الاتفاق الثلاثي مع أخذ بعين الاعتبار التفاهمات الممكنة”.
وعرج بورطية على الاعتراف الإسباني بفعالية طرح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، واصفاً ذلك بـ"التطور الإيجابي في مسار ملف الصحراء المغربية".
وأبرز أن موقف إسبانيا ليس معزولا بل هناك قوى ودول أخرى تدعم مقترح الحكم الذاتي كأمريكا وألمانيا، موضحاً أن الاقتراح المغربي هو الوحيد الذي تدعمه دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا والعديد من الدول العربية والأفريقية.
وفي نفس السياق، دعا زعيم الدبلوماسية المغربية دول الاتحاد الأوروبي إلى “الخروج من المنطقة الرمادية وعن صمتها، وأن تدعم المقترح المغربي في الصحراء”.
رفض للحرب
وعبر المسؤولان عن رفض بلاديهما للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأطلقا دعوة إلى اعتماد الحوار والتفاوض كحل للخلافات.
وفي هذا الصدد، أوضح ناصر بوريطة أن موقف المغرب من النزاع الروسي الأوكراني واضح، حيث عبر عن رفضه المساس بسيادة الدول الممثلة في الأمم المتحدة.
وشدد على أن الرباط مع الحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، فيما ترفض استخدام القوة لحل النزاعات وتساند العلاقات البناءة وتدعم قنوات الحوار لحل القضايا.
من جهته، وعد بلينكن نظيره المغربي، بتقديم الولايات المتحدة المساعدة في التعامل مع المشاكل التي تثيرها فيها الحرب الروسية الأوكرانية، بما فيها ارتفاع أسعار الطاقة، ونقص الإمدادات، والمواد الخام، والبنية التحتية.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA= جزيرة ام اند امز