روسيا تحتفي بالثقافة الإماراتية في "موسكو للكتاب"
ميخائيل شفيديكوي، ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعرَّف على 59 مؤلفاً مترجماً إلى اللغة الروسية لنخبة من الكتاب الإماراتيين والعرب.
افتتح ميخائيل شفيديكوي، ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعاليات الشارقة ضيفاً مميزاً على معرض موسكو الدولي للكتاب، وتجوَّل برفقة الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، بجناح الإمارة المشارك.
واطلع على برنامج أنشطة الشارقة في المعرض وما تقدمه مؤسساتها من جهود لتمثيل الحراك الثقافي الإماراتي إلى العالم، إلى جانب أبرز المشاريع الثقافية المشتركة بين الجانبين الإماراتي والروسي.
جاء ذلك بعد أن توّج معرض موسكو الدولي للكتاب رسمياً إمارة الشارقة أول ضيف عربي مميز في تاريخه خلال حفل الافتتاح الرسمي للنسخة الـ32 للمعرض.
وشهد هذا الحفل الشيخ فاهم القاسمي، أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، معضد حارب الخييلي سفير الإمارات لدى روسيا، عمر غباش السفير السابق للإمارات في موسكو، عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، عبدالعزيز مسلم رئيس معهد الشارقة للتراث.
كما حضر علي المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي وعدد من ممثلي المؤسسات والدوائر الثقافية في الإمارات والشارقة إلى جانب عدد من الكتاب والمثقفين الإماراتيين والروس.
وتضمنت فعاليات افتتاح الجناح التي تقام تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب جولة تعرَّف خلالها ممثل الرئيس الروسي على 59 مؤلفاً مترجماً إلى اللغة الروسية لنخبة من الكتاب الإماراتيين والعرب واطلع على الفعاليات التي ينظمها مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب.
وتوقّف عند جناح منشورات القاسمي وتسلّم إصدارات بالنسخة الروسية لمؤلفات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
كما اطلع على جهود مبادرة "ألف عنوان وعنوان" و"ثقافة بلا حدود" ومجموعة "كلمات" وجمعية الناشرين الإماراتيين واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وكذلك مشاركة مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة وغيرها من الهيئات والدوائر الثقافية في الشارقة والإمارات.
وأشاد ممثل الرئيس الروسي بأهمية الاحتفاء بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، ومركز الحراك الثقافي لدولة الإمارات والعالم العربي، لافتاً إلى أثر الجهود الثقافية للإمارة في تعزيز العلاقات الإماراتية الروسية على الصعد المختلفة.
وقال الشيخ فاهم القاسمي في كلمته خلال حفل افتتاح المعرض إنَّ المجتمع الإماراتي والروسي يرتبطان بتاريخ طويل من التعاون في قطاعات الاستثمار والتجارة والسياحة، معرباً عن ثقته بأن هذه العلاقات ستواصل النمو نظراً إلى القيم المشتركة التي نتقاسمها حول أهمية الثقافة ووضعها في صدارة أهدافنا التنموية.
وأشار إلى أنَّ روسيا موطن لمجموعة من أبرز عمالقة الأدب العالمي من أمثال دوستويفسكي وتولستوي وبوشكين وغيرهم من الكتّاب والأدباء ما يجعلها قادرة على تقدير جهود الشارقة الرامية للاستفادة من الأدب والثقافة لتعزيز التقدم البشري والتطور الإنساني.
وقال: "شهد التبادل الثقافي بين الشارقة والمدن الروسية تنامياً ملحوظاً وبشكل خاص خلال السنوات القليلة الماضية، ففي شهر يوليو/تموز نظمت إمارة الشارقة فعاليات (أسبوع الشارقة) في متحف سانت بطرسبرج الحكومي، وأسعدنا حرصكم على التعرف على ثقافتنا خلال الحدث الذي استعرضت فيه الشارقة أبرز إنجازاتها الثقافية والتجارية على مدار أسبوع وأسهم بنجاحه".
وأضاف: "دفعنا اهتمامكم وحرصكم على استقبال ثقافتنا وفهمها إلى مواصلة هذا التبادل، إذ عقدت الشارقة العزم على تعزيز الشراكة في المجال الثقافي بكل الطرق الممكنة ليس من أجلنا فحسب وأيضاً للأجيال المقبلة".
وتابع الشيخ فاهم القاسمي أنَّ اختيار الشارقة ضيفاً مميزاً على معرض موسكو الدولي للكتاب تقدير ثقافي نعتز به من روسيا ويعكس رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجهوده على مدار 47 عاماً لتعزيز الصداقة والشراكة الاستراتيجية مع جميع مدن العالم من خلال التبادلات والفعاليات الثقافية كمعرضكم العريق.
ولفت إلى أنَّ الشارقة تتمتع بروحها الحيوية المستمدة من ماضيها الثقافي العريق وحاضرها الغني والمتعدد الثقافات وتعكس رؤية قيادتنا التي تؤكد أهمية بناء الإنسان مواطناً ومقيماً وإعطائه الأولية في مسيرة التنمية الشاملة التي تنتهجها الإمارة.
واستطرد قائلاً: "يمكن رؤية نتائج جهودنا جلية في المكانة التي وصلت إليها الشارقة التي أصبحت موضع تقدير وإعجاب باعتبارها المنارة الثقافية الأولى في منطقة الشرق الأوسط ما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لتوكيلنا بمسؤولية استعراض نموذجنا الثقافي عالمياً من خلال اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019".
وتحدث ميخائيل يفيموفيتش شفيديكوي، خلال حفل افتتاح المعرض حول أسباب اختيار الشارقة ضيفاً مميزاً قائلاً: "نحن حريصون على تعزيز العلاقات الثقافية بين روسيا والإمارات ونعتبر الشارقة البوابة الثقافية الواسعة لنا في الإمارات والمنطقة هناك ونسعى بكل جهد لتواصل اللقاءات وفتح أفق التعاون والعمل المشترك مع المؤسسات الثقافية في الإمارة".
وتنظم إمارة الشارقة خلال فعاليات الاحتفاء بها ضيفاً مميزاً على النسخة الـ32 من معرض موسكو الدولي للكتاب سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية والتراثية التي تفتح الباب أمام الجمهور الروسي للتعرف على الثقافة العربية والإماراتية، إذ تعقد تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب أكثر من 15 جلسة حوارية وشعرية بمشاركة أكثر من 15 كاتباً ومثقفاً كما تنقل الإمارة مشاركات 10 دور نشر ومؤسسة ثقافية وتعرض ترجمات 59 مؤلفاً لنخبة من الكتّاب الإماراتيين والعرب نقلت أعمالهم إلى اللغة الروسية.