من اليورانيوم إلى الضمانات.. هل تنقذ روسيا اتفاق نووي إيران؟

مع تطلع طرفي المفاوضات النووية الإيرانية إلى المستقبل في الجولة الجديدة المرتقب إجراؤها الأسبوع المقبل، ما زالت هناك نقطتان شائكتان.
فمن الضمانات التي تريدها إيران لمنع تكرار سيناريو اتفاق 2015 الذي تراجع عنه دونالد ترامب، إلى مصير اليورانيوم عالي التخصيب الذي تمتلكه طهران، لا تزال تلك النقطتان تثيران القلق من إمكانية التوصل لاتفاق، إلا أن وجود روسيا كوسيط، قد يحل تلك الإشكالية، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
فاعل رئيس
وتقول الصحيفة، إن روسيا يمكن أن تكون فاعلا رئيسيا في الجهود الدبلوماسية بين واشنطن وطهران للتوصل لاتفاق حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، خاصة أن موسكو تعتبر ليس فقط وجهة محتملة لمخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، بل أيضًا وسيطًا محتملًا في حالات انتهاك الاتفاق.
وأحرزت أربع ساعات من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما أمس والتي تتوسط فيها سلطنة عُمان، تقدمًا ملحوظًا، فيما من المقرر إجراء المزيد من المحادثات الفنية في جنيف خلال أيام يليها اجتماع دبلوماسي رفيع المستوى يوم السبت المقبل في عُمان.
وتريد إيران ضمانًا بعواقب على الولايات المتحدة في حال انسحابها من الاتفاق أو انتهاكها له، خاصة بعدما انسحب ترامب خلال ولايته الأولى في 2018 من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى عام 2015.
وتريد إيران الاحتفاظ بمخزونات اليورانيوم داخل البلاد، لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك وتريد إما تدمير المخزونات أو نقلها إلى دولة ثالثة، قد تكون روسيا.
ويريد ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق خلال 60 يومًا، لكن من المرجح أن يواجه مقاومة من وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يعتقد أن مستويات انعدام الثقة والطبيعة الفنية للمحادثات تجعل من الصعب التوصل إلى مثل هذا الاتفاق السريع.
وتعتقد إيران أنها تلقت تأكيدات بأن هدف الولايات المتحدة ليس التفكيك الكامل لبرنامجها النووي لكن ويتكوف أثار بلبلة قبل محادثات روما حيث بدا مؤيدا لهدف التفكيك، لكنّ المبعوث الأمريكي أعطى انطباعا في روما أن هذه الرسائل كانت في معظمها رسائل سياسية محلية.
وقال محمد أميرسي، عضو المجلس الاستشاري في مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن: «من وجهة النظر الإيرانية، كانت هناك بعض الرسائل المتضاربة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقابلات حول رغبة الولايات المتحدة في التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، وهذا لم يكن ما وافق عليه عراقجي على الإطلاق، لذا كان أول تأكيد هو عدم وجود أي توسع في الأهداف الأمريكية. لو لم يحصل على هذا التأكيد، لكان من المرجح أن تُختتم المفاوضات برمتها، وتنتهي على الفور».
خيارات الضمانات
وفيما يتعلق بالضمانات، تعتقد إيران أن الاتفاق الوحيد المضمون هو معاهدة يوقعها الكونغرس الأمريكي، لكن تم إخبار عراقجي أنه من الصعب الجزم بقدرة ترامب على تمرير مثل هذا الاتفاق نظرًا لقوة المؤيدين لإسرائيل هناك.
وهناك خيار آخر للضمانات وهو أن توافق الولايات المتحدة على تغطية خسائر طهران في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق، وطرح الإيرانيون سابقًا فكرة فرض عقوبة مالية، لكن آلية التنفيذ لا تزال إشكالية.
أما الخيار الثالث فهو تمكين روسيا من إعادة مخزون اليورانيوم إلى إيران في حال انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق ومن المحتمل أن يمنح هذا الترتيب روسيا دورًا محوريًا في مستقبل العلاقة الأمريكية الإيرانية، كما أنه يُقصي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهي الدول الضامنة لاتفاق 2015. ولا تريد واشنطن وطهران احتفاظ الأمم المتحدة بدور رئيسي في المستقبل.
واعتبر البعض روما موقعًا مهمًا للمحادثات، ففي حال فشلها، تتمتع رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بأفضل العلاقات مع ترامب، وهو ما يجعلها في وضع جيد لشن عملية إنقاذ.
وفي ظل وجود نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في روما كان هناك اقتراح لعقد اجتماع بينه وبين عراقجي وهو ما اعتبر سابقا لأوانه.
وهناك ضغوطٌ على ويتكوف وترامب للتوصل لاتفاق في أي من المسارات الثلاثة للمفاوضات التي يشاركان فيها وهي إيران وحماس وإسرائيل، وروسيا وأوكرانيا.
ونقلت «الغارديان» عن أحد المصادر قوله: «مهما كان رأيك في إيران، فهم فاعلون عقلانيون، ومن المرجح أن يتوصلوا إلى اتفاق».
وعززت زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران للقاء المرشد الأعلى علي خامنئي موقف إيران التفاوضي قبل المحادثات حيث بدت كرسالة تضامن من المملكة تعرب فيها عن معارضتها لأي هجوم أمريكي إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية، وعدم تعاونها فيه.
aXA6IDMuMTM4LjY3Ljgg جزيرة ام اند امز