مساجد ولقطي بإثيوبيا.. قِبلة طلبة العلم وعبادات لا تنقطع في رمضان
أهالي المدينة يقدّمون معونات وخدمات مختلفة لطلاب العلم الوافدين إليها بغية دراسة القرآن والعلوم الإسلامية.
تحتضن مدينة ولقطي الإثيوبية، التي تبعد 150 كيلومتراً عن العاصمة أديس أبابا، أكثر من 20 مسجداً تزخر بعدد كبير من المصلين خصوصاً في شهر رمضان المبارك.
ويقدّم أهالي المدينة معونات وخدمات مختلفة لطلاب العلم الوافدين إليها بغية دراسة القرآن والعلوم الإسلامية.
وقال الشيخ محمد أمين، أحد كبار مشايخ ولقطي لـ"العين الإخبارية": "المدينة بها أكثر من 20 مسجداً، وما أجمل أن تسمع الأذان يُرفَع من مختلف الجهات، لاسيما خلال رمضان المبارك"، مضيفاً: "هناك مساجد تاريخية قديمة يقصدها طلبة العلم في شهر الصيام".
وأوضح أن الطلاب يأتون إلى مسجد "مولا" التاريخي، الذي يديره في شهر رمضان، من إقليم أمهرا - شمال إثيوبيا، ومنطقة دانا، ومن هلابا جنوب البلاد، فضلاً عن إقليم أوروميا ومدينتيْ جيما وبوري.
ويتميز مسجد "مولا" عن غيره من المساجد في المنطقة، بأن العبادات لا تنقطع فيه، حيث يبدأ الذكر الجماعي بعد صلاة العصر مباشرةً حتى المغرب، وإثر الأذان يحضر الجميع إلى الإفطار الجماعي، ثم يواصلون الأذكار جهراً حتى رفْع أذان العشاء.
وبعد صلاة العشاء يصلي الجميع التراويح، ثم يواصلون حلقة العلم، ويقوم أحد الطلبة بالنداء عبر مكبر الصوت قائلا: "احضروا حلقة الذكر أثابكم الله".
وفي المساء يبدأ الجميع شرب القهوة استعداداً لتلاوة القرآن في جماعة حتى وقت السحور، وإثرها يتوجّهون إلى خلاويهم بغية تناول الطعام.
وينطلق الذكر الجماعي عقب السحور حتى صلاة الصبح، ثم تليه الأذكار الفردية إلى الشروق، ولاحقاً صلاة الضحى.
ويُفضّل كثير من الناس مسجد "مولا" للاعتكاف والتفرّغ، كما يعدّ رمضان شهراً مناسباً للتشاور حول أوضاع المسلمين في البلاد. وقال الشيخ محمد أمين: "نحن حالياً نريد أن نواصل على درب مشايخنا الكبار، الذين كانوا يلمّون شمل المسلمين في المنطقة نحو العبادة".
ويعدّ توفير الإفطار في المسجد من اختصاص تجار المدينة، حيث تصل إليه سيارة محمّلة بجميع الاحتياجات الغذائية.