"كونج".. أسطورة مساجد ساحل العاج
مسجد "كونج" الذي أنشئ على الطراز السوداني يعد أقدم رمز للإسلام لدى شعوب شمال ساحل العاج، وقد احتفظ بدوره كمكان للصلاة والتجمع
يشكل المسلمون نحو 36.7% من سكان ساحل العاج (كوت ديفوار)، إحدى أهم دول غرب أفريقيا، والتي كانت جزءاً من ممالك غانا ومالي، إلى أن تحولت إلى مستعمرة فرنسية عام 1895، وصارت جزءاً من مستعمرة غربي أفريقيا الفرنسية.
ويشكل الإسلام جزءاً مهماً من تكوين المجتمع في ساحل العاج، ويعد مسجد "كونج" الذي أنشئ على الطراز السوداني أقدم رمز للإسلام لدى شعوب شمال ساحل العاج، وقد احتفظ بدوره كمكان للصلاة والتجمع.
وإذا كان هناك نصب تذكاري أسطوري يفتخر به سكان مدنية "كونج" فهو مسجدها الكبير الذي شيّد في عام 1741، ولوحظ أن مدينة كونج كان لديها بالفعل العديد من المساجد، بما في ذلك المسجد الكبير (Missiriba) الذي دمره ساموراء توريه، عام 1897، وأعيد بناؤه في مطلع القرن الـ20، وفقاً لموقع "كوت ديفوار تورزيم" الناطق بالفرنسية.
وبني مسجد "كونج" في أرض قاحلة تسمى بانكو، بطريقة تقليدية من خلال تراكب كرات الطين اللين الذي لا يزال رطباً، ويقدم أسلوباً معمارياً سودانياً ساحلياً يتيح إظهار الطابع المعماري الساحلي للمسجد، فضلاً عن اللمسات الإسلامية المتمثلة في المآذن والقبلة، لتحديد اتجاه الصلاة التي تواجه الشرق، تجاه مكة.
وفي الداخل، تعزل الجدران الطينية الجزء الداخلي للمبنى من الحرارة خلال النهار، ما يضمن التنظيم الحراري، فيما تفيض الأنابيب من حافة السقف لتفريغ مياه الأمطار عن طريق تصريفها بعيداً عن الجدران.
ومن الخارج، توجد عدة دعامات تخرج من الأرض، وتبدو مآذن صغيرة، ويمكن أن يسع ما بين 100 و150 شخصاً كحد أقصى، وهناك 4 فتحات منخفضة تسمح بالوصول إلى الداخل.
والغامض في هذا المبنى هو الخفافيش التي تعيش فوقه منذ بنائه، إذ قيل إن خصائصه تجذب الخفافيش، كون سطحه مغطى بالرمل الناعم وليس بالأسمنت.
وأعيد بناء المبنى الذي ظل سليماً لفترة طويلة بسبب الصيانة المنتظمة في عام 978، بالطريقة القديمة، من قبل السلطات البلدية في كونج، من أجل الحفاظ على طابعه التاريخي.