رمضان الأخضر.. مساجد صديقة للبيئة (صور)
يرى كثير من الخبراء وعلماء الاجتماع أن المناخ والحفاظ على البيئة جزء لا يتجزأ من الأديان السماوية، وعلى القيادات الدينية وكذلك أماكن العبادة أن يكون لها دور كبير في التوعية البيئية.
وفي شهر رمضان بشكل خاص يسعى كثير من المساجد لمحاربة التغير المناخي ونشر الوعي البيئي لتعزيز مفهوم ومبادرات "رمضان الأخضر"، والتي تعزز بدورها مجموعة من التغييرات المتعلقة بالحفاظ على البيئة خلال شهر رمضان المبارك.
وبجانب طقوس رمضان الدينية التي يتم فيها التأكيد على ضبط النفس والعمل الخيري، أصبحت توصيات القادة الدينيين تشمل استخدام كمية أقل من المياه أثناء الوضوء.
علاوة على ذلك يتم الدعوة لاستبدال الزجاجات البلاستيكية وأدوات المائدة خلال مآدب الإفطار المجتمعية بأخرى قابلة لإعادة الاستخدام، وتقليل هدر الطعام.
مساجد صديقة للبيئة
مسجد خليفة التاجر
في يوليو/ تموز افتتح أول مسجد صديق للبيئة في العالم الإسلامي في مدينة دبي ويحمل اسم "خليفة التاجر".
تبلغ مساحة أرض المسجد 105 آلاف قدم مربعة، ومساحة البناء 45 ألف قدم مربعة، ويتسع لـ3500 مصلٍ.
تساعد الحلول والتقنيات الصديقة للبيئة المستخدمة في المسجد على خفض معدل استهلاك الطاقة من خلال استخدام مصابيح موفرة للطاقة بدلاً من المصابيح العادية.
كما شمل أول مسجد صديق للبيئة في العالم الإسلامي تطبيق أهم التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال المباني الخضراء في مختلف المجالات، مثل خفض استهلاك المياه من خلال تركيب خلاطات تتناسب مع مواصفات المباني الخضراء، وتخفف من سرعة تدفق المياه للصنابير في مكان الوضوء والمغاسل.
إضافة إلى ذلك يجري تحديد كمية تدفق المياه في دورات المياه، ومعالجة فلترة المياه عبر تجميع مياه الوضوء المستعملة وتدويرها وتنقيتها لإعادة استخدامها في دورات المياه ولري النباتات.
مسجد الاستقلال الكبير
سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الضوء في تقرير سابق لها على تجربة فريدة لتجديد مسجد في إندونيسيا بما يتوافق مع معايير الطاقة النظيفة لمحاربة التغير المناخي.
وأوضحت الوكالة أن "مسجد الاستقلال الكبير" بُني في قلب العاصمة جاكرتا ليكون رمزاً مثيراً للإعجاب لاستقلال البلاد، إذ صُمم برؤية تجعله قائماً لألف عام من قبل الأب المؤسس لإندونيسيا، سوكارنو.
لكن هذا المسجد أصبح الآن مصدراً رئيسياً ونظيفاً للكهرباء، وذلك بعدما تم تجديده في عام 2019 بتركيب ما يزيد عن 500 لوح شمسي على سطح المسجد الفسيح.
ولاحقاً خصص المسجد وقفًا للطاقة لتنمية قدرته على إنتاج الطاقة المتجددة، معلنا استقباله للتبرعات لخدمة هدفه.
مسجد كامبريدج المركزي
افتتح في بريطانيا في يونيو 2019 أول مسجد في أوروبا بمقاييس تحترم البيئة هو الأول من نوعه في أوروبا، إذ بني المسجد من مواد كلها صديقة للبيئة.
ونشرت وزارة الخارجية البريطانية على موقع فيسبوك حينها صوراً للمسجد، وقالت "إن المسلمين في بريطانيا حريصون على حماية البيئة، حتى من خلال شعائرهم وحتى بناء أول مسجد، صديق للبيئة في كامبريدج، إنجلترا، وهو الأول من نوعه في أوروبا".
كما تُستخدم داخل المسجد تكنولوجيات دقيقة وألواح شمسية بهدف الحصول على بصمة كربونية تعادل الصفر تقريبًا.
ويتم استخدام الطاقة داخل المسجد بشكل مخفض باستعمال أنظمة التدفئة المزدوجة الثابتة منها والمعتمدة على التهوية الطبيعية، كما يوفر التصميم المعماري إضاءة طبيعية للمسجد، وذلك من خلال النوافذ.
مساجد سعودية صديقة للبيئة
مبكراً ومنذ 2018 سعت المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من المياه الناتجة عن الوضوء (المياه الرمادية) في المساجد، ليبتكروا طرقاً لإعادة تدويرها واستخدامها في ري المزروعات، مع العمل على زراعة 10 ملايين شجرة تحيط بأكثر من 100 ألف مسجد في السعودية.
كانت تلك الانطلاقة البيئية ضمن "مبادرة المساجد الصديقة للبيئة" التي أطلقتها حينها جمعية "آفاق خضراء" البيئية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية.
مسجد حسان بن ثابت في عُمان
في 2021 أطلقت إدارة المؤسسات والصناديق الوقفية في سلطنة عمان أوَّل مشاريعها الاستثمارية في تحويل المساجد إلى مبانٍ خضراء صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية وتنتج الفائض منها، عبر تحويل مسجد حسّان بن ثابت في ولاية السيب إلى مسجد يتم تشغيله خلال ساعات النهار كاملًا بالطاقة الشمسية.
وتبلغ مساحة المسجد 130 مترًا مربعًا، ويصل حجم الألواح الشمسية التي تمده بالطاقة إلى 10 كيلوواط، وقد تم تركيبها بالتعاون مع إحدى الشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة، ويعمل المشروع على خفض استهلاك الطاقة في أماكن الصلاة بمقدار 40% ويولد طاقة فائضة تصل إلى 2%.
مساجد المغرب والجزائر
اعتمدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية برنامجاً خاصاً بالنجاعة الطاقية في المساجد، حيث تم تجهيز أزيد من 6000 مسجد بمعدات النجاعة الطاقية بمختلف جهات المملكة.
يتجه مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء للتحول نحو "الأخضر" من خلال اعتماد مقاربة جديدة تروم بالخصوص ترشيد استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة.
وفي نهاية عام 2022 كشفت الجزائر عن وضع حجر الأساس لمشروع أول مسجد أخضر في البلاد، يعمل بواسطة مصادر الطاقة المتجددة.
والمسجد الأخضر يقع في المدينة الجديدة "سيدي عبدالله"، بالجزائر العاصمة، في إطار خطة جزائرية للتوسع في إنشاء المساجد صديقة البيئة، وفقا لوكالة الأنباء الجزائرية.
وأبدى جزائريون استحسانا كبيرا لإنجاز هذا المرفق الفريد من نوعه على المستوى البيئي, والذي سيكون أيضا بمثابة قطب للتكوين الديني والتنشئة الاجتماعية للأجيال بالمدينة الجديدة "سيدي عبدالله".
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز