مطار الموصل.. هل يكون نقطة تحول في المعركة ضد داعش؟
هل يصبح تحرير مطار الموصل نقطة تحول في معركة تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي؟
قال مصدر عسكري عراقي، الأربعاء، إن قوات مشتركة بدأت صباح الأربعاء بالتقدم بإسناد جوي ومدفعي صوب المطار في الجانب الغربي لمدينة الموصل.
وأضاف المصدر أن "قوات مشتركة من الشرطة الاتحادية والرد السريع وهما قوتان تابعتان لوزارة الداخلية بدأتا صباح اليوم التقدم باتجاه مطار الموصل".
وأوضح "تقدم القوات يجري بغطاء جوي لمقاتلات تابعة للتحالف الدولي وقصف مدفعي بدأت منذ ساعات الصباح الأولى"، مؤكدا أن "فرقا خاصة من مكافحة المتفجرات مجهزة بعجلات مدرعة تتقدم القوات بهدف تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها عناصر تنظيم داعش لإعاقة التقدم".
واستعدت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تضيق الخناق على الشطر الغربي من الموصل الذي يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي لاقتحام المطار وقاعدة عسكرية قريبة على مشارفها الجنوبية لبناء قاعدة للتوغل في المدينة.
ومنذ طرد التنظيم الإرهابي من شرق الموصل الشهر الماضي تقدمت القوات العراقية في مناطق نائية لكن القتال سيشتد مع اقترابها من المناطق الداخلية في غرب الموصل وستزيد المخاطر التي تحدق بنحو 750 ألف مدني هناك.
وعبر قائد القوات الأمريكية في العراق عن اعتقاده بأن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستستعيد المعقلين الكبيرين لداعش وهما الموصل في العراق والرقة في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة، الأمر الذي سيقضي على طموح الإرهابيين.
وحققت قوات الشرطة الاتحادية ووحدات من وزارة الداخلية تعرف باسم قوة الرد السريع تقدما سريعا صوب غرب الموصل في اجتياح من الجنوب عبر الأراضي الصحراوية منذ بدء المرحلة الثانية من العملية يوم الأحد.
وذكر مراسل لرويترز من المنطقة أنه بعد أن شقت طريقها مستعينة بطائرات هليكوبتر هجومية ومدافع رشاشة وقاذفات صاروخية إلى قرية البوسيف، الاثنين، تعزز القوات العراقية مواقعها في القرية الجبلية المطلة على المطار وعلى غرب الموصل.
وقال الجيش إن القوات العراقية وصلت إلى محيط مطار الموصل الدولي أمس الاثنين.
وذكر متحدث باسم قوة الرد السريع أنه بمجرد استعادة المطار فسيتم استخدامه كقاعدة دعم للهجوم على غرب ثاني أكبر مدينة بالعراق.
وستحتاج القوات العراقية لتأمين مجمع الغزلاني العسكري الذي يضم ثكنات ومناطق للتدريب ويمتد عبر المنطقة بين المطار ونهاية طريق بغداد-الموصل السريع.
وقال مسؤول عراقي كبير إن المطار وقاعدة الغزلاني تعرضا لدمار كبير بسبب الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة لاستنزاف عناصر داعش قبل الهجوم.
وذكر أن القوات العراقية لا تتوقع مقاومة شديدة في المطار أو القاعدة، ولا سيما وأن المنطقة مكشوفة أمام الضربات الجوية والقصف المدفعي.
وقال النقيب محمد علي محسن من قوة الرد السريع من داخل منزل كتب على جدرانه شعار داعش الإرهابي إن الخطوة المقبلة هي التقدم صوب قاعدة الغزلاني.
ومن المتوقع أن تتقدم قوات جهاز مكافحة الإرهاب- المؤلفة من وحدات عراقية تلقت تدريبا من الولايات المتحدة على حرب المدن وقادت مرحلة استعادة شرق الموصل- إلى غرب المدينة بمجرد أن تطهر القوات النظامية نقاط الدخول.
ويتوقع قادة عراقيون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها لأن الدبابات والمدرعات لا يمكنها التحرك في الشوارع والأزقة الضيقة.
ويقول سكان إن الإرهابيين أقاموا أيضا شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين والاختفاء بعد تنفيذ عمليات كر وفر وتعقب تحركات القوات الحكومية.
وعناصر داعش فعليا في غرب الموصل بعد طردهم من شرق المدينة في المرحلة الأولى من الهجوم التي اختتمت الشهر الماضي بعد 100 يوم من القتال.
ووفقا للأمم المتحدة فإن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم فيما يعاني سكان غرب الموصل من نقص الغذاء والوقود والأسواق مغلقة.
ويضم غرب الموصل مركز المدينة القديمة بأسواقها العتيقة إضافة إلى المباني الحكومية الإدارية والجامع الذي أعلن منه زعيم داعش أبو بكر البغدادي قيام ما أسماه دولة الخلافة على مناطق من سوريا والعراق بعد الهجوم الخاطف الذي نفذه التنظيم الإرهابي في 2014.
والموصل هي أكبر مركز حضري يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي في الدولتين.
وقال تاونسند إنه يعتقد أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستستعيد السيطرة على الموصل والرقة في سوريا بحلول منتصف 2017.
لكن حتى من دون أراض فإن من المرجح أن يواصل الإرهابيون حملة التفجيرات الانتحارية والهجمات الفردية في الخارج.