الموصل.. تأمين المدنيين مُقدم على إنهاء المعركة
مع تقدم القوات العراقية بحذر، بدا أن هناك ما هو أهم من الإنهاء السريع لمعركة الموصل، وهو تأمين المدنيين من خط المواجهات ضد تنظيم داعش.
في الوقت الذي نجحت فيه القوات العراقية، اليوم الإثنين، في تحرير 5 قرى غرب مدينة الموصل، تمكنت من السيطرة على خط الصد الأول لتنظيم داعش في منطقة البورصة غربي المدينة، بعد تقدم يصفه مراقبون بالبطيء والحذر.
مع هذا التقدم الحذر، بدا أن هناك ما هو أهم من الإنهاء السريع لمعركة الموصل لدى القوات العراقية، وهو تأمين المدنيين من خط المواجهات ضد تنظيم داعش الإرهابي غرب الموصل، وتوفير خروج آمن يبعدهم عن أن يكونوا ورقة في يد داعش الإرهابي، تلجأ لاستخدامها والتضحية بهم في حال تشديد الخناق عليهم.
ووفق بيان نشره مركز نينوى الإعلامي على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، فإن قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية العراقية، تمكنت اليوم من إخلاء 67 أسرة مدنية في منطقة البورصة غربي المدينة القديمة.
واستمرارًا للتكتيك الأمني، الذي يستهدف الهجوم على مواقع وثكنات "داعش"، مع تأمين الطرق المؤدية للمدينة القديمة للسماح للمدنيين بالنجاة، واصلت القوات العراقية تقدمها الحذر تجاه حي الشفاء غربي الموصل من محور الزنجلي اليوم، في الوقت الذي تمكنت فيه من قتل مئات الدواعش في إطار تنفيذ حملات استباقية قبل تنفيذ أي هجوم إرهابي محتمل من قبل التنظيم.
- خطة استعادة المدينة القديمة بالموصل.. تكتيك الحصار
- إنفوجراف.. تحرير المدينة القديمة.. الفصل الأخير بمعركة غرب الموصل
ولا يبدو أن استباق الهجمات الإرهابية هي الهدف الوحيد، للقوات العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي وعناصر مكافحة الإرهاب في التعامل مع الدواعش، لكنه يمتد لملاحقة الدواعش الإرهابيين.
وقال مصدر عسكري في قيادة الفرقة السابعة بالجيش في الأنبار، في تصريحات اليوم الإثنين، إن "طيران التحالف الدولي قصف، ظهر اليوم، تجمعا لإرهابي داعش في منطقة المالحة شمال بحيرة القادسية، على الحدود الإدارية بين الأنبار وصلاح الدين، ما أسفر عن مقتل 41 إرهابيا من داعش والحاقهم خسائر مادية أيضا".
وبحسب المصدر ذاته، كان الإرهابيون هربوا من الموصل وتجمعوا بالمنطقة المذكورة التي تم قصفهم فيها.
على صعيد ليس ببعيد، فرضت القوات العراقية، أمس، سيطرتها على 60% من أزقة حي الشفاء شمال غرب الموصل في محافظة نينوى، والذي يشهد معارك عنيفة، وقتلت 30 عنصراً من تنظيم «داعش»، بينهم انتحاريان اثنان، وحررت 12 عائلة محتجزة في حي الزنجيلي كان قد اختطفهم (داعش) من الحي".
وأشار المصدر إلى أن "القوات تتقدم بشكل سريع لتحرير المنطقة التي تعرضت إلى قصف مكثف خلال الساعات القليلة الماضية".
وأعلن مركز نينوى الإعلامي أن القوات العراقية نجحت في تحرير 5 قرى في ناحية المحلبية غرب مدينة الموصل وهي قرى شيخ قرة السفلى وطيشة العطشانة والشهداء والعزيزية والموالي التي تبعد 35كم غرب الموصل، في الوقت الذي أحبطت فيه مليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران تعرضا لتنظيم “داعش” في تل “صفوك” غرب الموصل.
ويعد تحرير قرية الموالي، هو الأهم في تطورات معركة الموصل اليوم؛ إذ تعد القرية خط الصد الاول لتنظيم داعش في قضاء تلعفر غرب الموصل.
ومنذ إعلان القوات العراقية استعادة أكثر من 90% من غرب الموصل، حرص الجيش العراقي المدعوم من قوات التحالف الدولي على تهدئة الأوضاع من حيث الاشتباكات القوية البرية مع عناصر داعش المسلح واستخدام الأسلحة الثقيلة في الدخول للأحياء وفرض السيطرة عليها، واستبدالها بخطة استراتيجية تعمل على تأمين الطرق وقطع سبل الإمدادات لداعش، مع استكمال التوسع ناحية الأحياء الخمسة الواقعة تحت سيطرة داعش.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA=
جزيرة ام اند امز