46 عيادة و45 فريقا طبيا و26 إسعافا لاستقبال النازحين من الموصل
منظمة الصحة العالمية تستعد لاستقبال النازحين المنتظرين من مدينة الموصل العراقية في إطار معركة تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي.. ما طبيعة الاستعدادات؟
قامت منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الوطنية والشركاء في المجموعة المعنية بالصحة بتسريع وتيرة تدابير التأهُّب والاستجابة التي تستهدف النازحين من مدينة الموصل، وذلك عن طريق التمركز المسبق للعيادات الطبية المتنقلة وعددها 46 عيادة، ونشر 45 فريقاً من الفرق الصحية الجوالة، و26 سيارة إسعاف في عدد من المناطق ذات الأولوية في جميع أنحاء العراق.
كما تم توفير الأدوية والإمدادات الـمُنقِذة للحياة لأكثر من 350 ألف مستفيد تشمل أدوية الأمراض المزمنة وأدوية لعلاج أمراض الإسهال والإمدادات اللازمة لعلاج الرضوض والإمدادات الجراحية. ويجري حالياً نقل مزيد من الأدوية الأساسية من المركز اللوجستي التابع للمنظمة في دبي، كما يجري توفير الأدوية الأساسية على الصعيد المحلي أيضاً.
وسعياً إلى تعزيز القدرات الصحية الوطنية، قامت المنظمة بتدريب ما مجموعه 90 عاملاً طبياً في المحافظات المتضررة على التدبير العلاجي للإصابات التي تحدث بأعداد كبيرة، مع الاهتمام بوجه خاص بعلاج الأشخاص الذين قد يتعرضون للمواد الكيميائية وإزالة التلوث الذي ربما تُحدِثه هذه المواد. كما عزَّزت المنظمة والسلطات الصحية الوطنية قُدُرات الإنذار المبكر بالأمراض والاستجابة لها في المرافق الصحية الجديدة التي أُنشِئت لتلبية الاحتياجات الصحية للفئات السكانية التي نزحت مؤخراً.
وقال ألطف موساني، ممثل المنظمة في العراق: "يعيش بالموصل أكثر من 1.5 مليون شخص لم يحصلوا على المساعدات الإنسانية أو سنحت لهم فرص قليلة للحصول على هذه المساعدات منذ حزيران/يونيه 2014، ومن المتوقع أن تتدهور الأحوال المعيشية والصحية تدهوراً كبيراً. كما أدت خدمات المياه المأمونة والإصحاح المحدودة إلى زيادة خطر الفاشيات، ولم يحصل الأطفال على التطعيمات اللازمة لمدة تزيد عن سنتين". وأضاف موساني قائلاً "من المنتظر أن تزيد الاحتياجات الإنسانية زيادة كبيراً، ومن الممكن أن تؤدي حركة النزوح المتوقع من الموصل على مدار الأيام والأسابيع المقبلة إلى حدوث أزمة صحية أخرى في العراق".
ووفقاً لخطط الطوارئ، تشير تقديرات المنظمة والمجتمع الإنساني إلى أن هناك 700 ألف شخص يفرون من مدينة الموصل والمناطق المجاورة، سيحتاج ما يزيد عن 200 ألف شخص منهم إلى خدمات صحية طارئة. ويشمل هذا العدد ما يقرب من 40 ألف شخص في حاجة إلى تدخلات عاجلة ومن بعدها إلى الحصول على الرعاية بالمستشفيات بسبب الرضوح والإصابات، كما يلزم كذلك تطعيم أكثر من 90 ألف طفل، وهناك 8 آلاف سيدة حامل تقريباً في حاجة إلى الحصول على خدمات صحة الأمهات وحديثي الولادة، ناهيك عن خدمات الصحة النفسية التي سوف يحتاج إليها عدد كبير من الأشخاص.
ولا تزال الممرات الآمنة الـمُخصَّصة لحركة المدنيين محدودة حتى اليوم. ففي 25 تشرين الأول/أكتوبر، نزح حوالي 105 آلاف شخص، يعيش أكثرهم الآن في المجتمعات المستضيفة. وتقدم المنظمة والشركاء في مجال الصحة خدمات الرعاية الصحية في الخط الأول، بما في ذلك تطعيمات الأطفال، وخدمات الصحة الإنجابية، وخدمات الإحالة، والإسعافات النفسية الأولية من خلال العيادات الطبية المتنقلة. ويتم في الوقت الحالي تجديد الإمدادات الطبية التي تُستَنفَد، كما تدعم المنظمة المستشفيات والعيادات في المدن الواقعة بالقرب من الخطوط الأمامية باللوازم الجراحية والمعدات الطبية.
ومع زيادة أعداد النازحين على مدار الأيام والأسابيع المقبلة، يتحتم علينا توفير الخدمات الصحية الطارئة الـمُنقِذة للحياة لمن يحتاج إليها. وطلبت المنظمة والشركاء في المجموعة المعنية بالصحة، في إطار نداء الطوارئ العاجل من أجل التأهُّب في الموصل، ضرورة توفير 35 مليون دولار أمريكي لتغطية أنشطة التأهُّب تحسباً لحركات نزوح السكان المتوقعة. ولم يتوفر من هذا المبلغ حتى الآن سوى 16 مليون دولار أمريكي (45%).
ويقول الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط "إن التحدِّيات التي تواجهها المنظمة والشركاء هائلة. وما لم يتخذ مجتمع المانحين الدولي إجراءات عاجلة لدعم تقديم الاستجابة الفعالة في الوقت المناسب، فمن المتوقع أن يتعرض سكان الموصل، المحرمون أصلاً من الخدمات الصحية الأساسية، لمعاناة أخرى لا مبرر لها".