بعد فرار داعش من الموصل.. العراقيون بين الأمل والخوف
السيارات المنفجرة وثقوب الرصاص في الجدران شاهدة على معركة شرسة بالأسلحة النارية حدثت في حي الزانجيلي غرب مدينة الموصل العراقية
جسد أحد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي متعفناً في الحرارة الحارقة، بينما السيارات المنفجرة وثقوب الرصاص في الجدران شهود على معركة شرسة بالأسلحة النارية حدثت في حي الزانجيلي غرب مدينة الموصل العراقية.
الزانجيلي التي كانت معقلًا لداعش في يوم من الأيام أصبحت الآن مدينة أشباح، حيث توقف الحياة هناك ولم يعد هناك أي شيء يتحرك، وحتى القطط والكلاب الضالة التي تتجول في أجزاء أخرى من المدينة وتتغذى على أجساد الموتى لا يمكن رؤيتها في أي مكان، وفقاً للتحقيق الذي أجرته صحيفة "أوبسيرفر" البريطانية هناك.
بين الحين والآخر يخترق الصمت الغريب وابل من النيران الكثيفة من طائرتي هليكوبتر عراقيتين تقصفان مواقع لداعش في الأماكن المتبقية تحت سيطرة المسلحين في المدينة القديمة، التي تقع على بعد أقل من نصف كيلومتر.
الدمار الكامل لحي الزانجيلي دليل على المهمة الهائلة أمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في إعادة إعمار هذه المدينةـ في حين يستنزف انخفاض أسعار النفط بشدة خزائن الحكومة، ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإن إصلاح البنية التحتية الأساسية في المدينة سيكلف أكثر من 1.3 مليار دولار.
ووصف محمد فتحي صالح، 26 سنة، المكان بأنه مدمر، فيمتلك محمد مقهى ولكنه لا يعرف كم من الزبائن الذين سبق وارتشفوا الشاي الذي يقدمه كل يوم أصبحوا في تعداد الموتى،
فيقول إن العديد من الناس توفوا في هذا المكان، مشيراً إلى وجود رضيع توفي بسبب الجوع لعدم وجود أي طعام.
أظهر محمد لصحفي "أوبسيرفر" مقبرة جماعية في المنطقة التي كانت مأهولة بالسكان في يوم من الأيام، وتقع المقبرة في الساحة الأمامية لإحدى المدارس، موضحاً أنه لم يكن هناك أي مكان آخر لدفن الموتى، وأنهم دفنوا 151 شخصاً هناك من النساء والأطفال والشباب والعجائز بعد إحضارهم من الشوارع المحيطة بالمكان.
الحكومة لم تبدأ بعد إعادة الإعمار في غرب الموصل، ومع ذلك هناك على الطريق السريع من العاصمة بغداد والموصل مدحلة أسمنت وحفارة تعملان بينما يحاول المهندسون إعادة بناء أحد الجسور.
لم يبقَ أي طريق سليماً في الموصل، فالحفر الضخمة تصعب على العربات غير العسكرية التحرك بسهولة، وغالباً ما تفتقر السيارات داخل الموصل للزجاج الخلفي والمرايا على الجانبين، وتعرضت أعداد كبيرة من العربات للدمار في القتال، وعاد بعض الناس لاستخدام البغال والعربات التي تجرها الأحصنة لنقل البضائع أو التجول.
وقدرت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن أكثر من مليون شخص نزحوا من شرق وغرب الموصل، وهناك أكثر من 800 ألف شخص يعيشون في المعسكرات، وفي حين تبدو الظروف في هذه المعسكرات سيئة، إلا أن العديد من الناس يفضلون البقاء في خيامهم على العودة إلى الموصل.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA== جزيرة ام اند امز