متطوعون بمهمة عاجلة: "إذا لم نعد بناء الموصل ربما يعود داعش"
بعد شهر من توقف القتال في الموصل، لا يزال هناك المزيد من الجثث أسفل الأنقاض على طول ضفاف نهر دجلة.
بعد أشهر من طرد داعش، بدأ متطوعون المهمة العاجلة لإعادة بناء المدن العراقية.
"حتى لو عملنا كل يوم للستة أشهر المقبلة لن ننهي هذا العمل. ليس لدينا الدعم الكافي أو المعدات".. هكذا قال محمد شعبان أحد ضباط الدفاع المدني في غرب الموصل، بنبرة منهكة لشخص لا يمكنه فصل حياته عن عمله.
- "القاعدة" يعود على أنقاض داعش.. أحدث خريطة انتشار للتنظيم
- هجمات متفرقة لفلول داعش شمال العاصمة العراقية
شعبان وزملاؤه كانوا يجمعون ما يصل لـ30 جثة في اليوم خلال أغسطس/آب العام الماضي. لكن بعد شهر من توقف القتال، لا يزال هناك المزيد من الجثث أسفل الأنقاض على طول ضفاف نهر دجلة، التي شهدت أحداث آخر المعارك الدموية، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال شعبان: "نعمل بأيدينا والأمر صعب للغاية"، فيما لا يزال ينتظر حصوله على راتبه.
أفكار إعادة بناء مدينة الموصل بعيدة عن أذهان الرجال المكلفين بمهمة استعادة جثث الموتى، لكن بدأ متطوعون في جميع أنحاء المدينة أعمال تنظيف الشوارع والمكتبات والجامعات، لإنعاش مدينة شهدت قمعاً أثناء وجود تنظيم داعش.
التقدم بطيء، حيث إن 15 حياً تم تسويتها بالأرض بعد الغارات الجوية التي دمرت 5 جسور في دجلة ومحطات لتوليد الطاقة ومصانع، حتى إنه تم نهب وحرق محطات معالجة المياه.
بعد ثلاثة أشهر، تبدو كثير من مناطق غرب الموصل وكأن الوقت توقف فيها، فبعض قطع الأثاث وأجزاء المباني الخرسانية للمباني المدمرة موجودة بالشوارع، ويعبر السائقون نهر دجلة عبر جسور مؤقتة ليبدأوا رحلة ثانية عبر الحفر الموجودة بالطرق، هذا فيما هناك الجثث التي لا تزال مدفونة بين الحطام.
رغم أنه تمت إعادة فتح الطرق استعداداً لأعمال إعادة البناء، إلا أنه لا أحد يعلم متى ستبدأ بالفعل.
عمليات إعادة البناء بطيئة أيضًا في أماكن أخرى من العراق، فلا تزال أجزاء من الرمادي والفلوجة وسنجار بأكملها عبارة عن أنقاض حتى بعد سنوات من طرد داعش منها، والخوف الآن من أن سعادة استعادة الموصل من التنظيم ستدمر إن لم يتبعها العودة السريعة للأمن والمنازل والوظائف والمدارس.
"هذه مدينتي".. هكذا قال علي ناظم (29 عاماً)، وهو متطوع توجه إلى الشارع للمساعدة في جهود التنظيف بعد توقف القتال، مضيفاً: "إن لم ننظفها فمن سيفعل؟".
علي اضطر لترك دراسته وبيع ساعات لكسب عيشه، وبكا عندما سمع أن التنظيم الإرهابي أحرق مكتبة الجامعة قبل انسحابه، لكنه انضم إلى مجموعة من المتطوعين لإزالة الحطام في إبريل/نيسان الماضي.
بدأ علي وزملاؤه المتطوعون انتشال الكتب من بين أنقاض المكتبة وبدأوا نقلها إلى مكتبة جديدة مؤقتة، كما عمل المتطوعون على تنظيف المباني العامة حتى يتمكن الناس من العودة إلى العمل والمدارس.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز