بالصور.. كيف بدت الرقة بعد 4 أشهر من طرد داعش؟
التنظيم الإرهابي تفنن في تخريب كل شبر في المدينة التي كان يتخذها عاصمة لدولته المزعومة لقطع طريق عودة أهلها إليها
في ظل وجود بعض المناطق ناجية داخل كل مدينة احتلها تنظيم داعش، لم ينج في المقابل أي جزء من مدينة الرقة السورية من دمار التنظيم الإرهابي، الذي اتخذها كعاصمة لدولته المزعومة قبل القضاء عليه.
وفي رحلة ميدانية لصحيفة "إندبندنت" البريطانية بشوارع الرقة، شمالي سوريا، سُلط الضوء للمرة الأولى على المدينة السورية بعد 4 أشهر من تحريرها من قبضة داعش، وكشفت مدى الخراب الذي خلفه ورائه في جميع جوانبها.
وأظهرت اللقطات التي نشرتها "إندبندنت" من داخل المدينة، الكتل الإسمنتية الناتجة عن المنازل والمباني المدمرة والمنتشرة بجميع أنحائها، ونقلت مظاهر اليأس على سكان المدينة، الذين كان البعض منهم يبحث دخل الأنقاض عن أشياء تصلح للبيع لتساعدهم على الإعاشة.
وقالت الصحيفة إن الخراب بمباني الرقة طال المنازل والمستشفيات والمدارس والجسور، وذكرت أن انقطاع المياه والكهرباء مستمر في المدينة بعد مرور 4 أشهر على طرد داعش.
وقال أحد سكان المدينة ويدعى الدكتور صدام الحويدي: "بعد الحرب كان حال الرقة تحت الصفر، وما زال حتى الآن، ما نلاحظه هو الزيارات المتكررة للجان المساعدات الأجنبية التي تأتي للمدينة لالتقاط الصور والمغادرة دون تقديمها أي شيء لسكان المدينة".
كما تحدثت "إندبندنت" مع سيدة مسنة من سكان المدينة تدعى "إيسليم"، التي اكتُشف أنها كانت من ضمن الذين يبحثون في الأنقاض عن البلاستيك والحديد الذي يمكن بيعه لتتمكن من إعالة أرملة نجلها وحفيدتها، بعد أن فقدت نجلها خلال الحرب على داعش.
ونقلت الصحيفة رواية أخرى لأحد السكان يدعى "أحمد موسكي" قالت إن سكان مدينة الرقة تتم معاملتهم بحساسية شديدة من المدن المجاورة؛ فبمجرد أن يعرّف أحدهم نفسه بأنه من سكان الرقة يُظن أنه من أعضاء داعش بالخطأ، ويتجنب سكان المدن المجاورة التعامل معه.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" أنه بعد مرور 4 أشهر على طرد داعش من الرقة، عاد إليها من سكانها نحو 150 ألف شخص، وبالرغم من ذلك فإن شوارع المدينة دائما شبه فارغة، وقليل من المتاجر تمكنت من إعادة فتح أبوابها للزبائن، والإقبال ما زال ضعيفا خشية من عدم صلاحية المنتجات المطروحة للبيع بها.
ومن أخطر مخلفات داعش بالرقة، المنازل المفخخة التي قرر تنظيم داعش معاقبة سكانها عند عودتهم بتفخيخها قبيل هروب عناصر التنظيم من المدينة، حتى لا يتمكن أحد من العيش بها وتحول دون عودة مالكيها لها.
وتشتهر المباني المفخخة داخل الرقة بكونها المباني الأقل تضررا عن غيرها من المنازل، إلا أن مَن يحاول اقتحامها ينتظره الموت بالألغام المزروعة بها.