"القاعدة" يعود على أنقاض داعش.. أحدث خريطة انتشار للتنظيم
تنظيم القاعدة الإرهابي استطاع العودة إلى ساحة الإرهاب الدولية وذلك بعد سقوط داعش، طبقا لبحث أجراه مركز العلاقات الدولية الأمريكي.
استغل تنظيم القاعدة الإرهابي انشغال المجتمع الدولي بالحرب ضد تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، وذلك لإعادة ترتيب صفوفه بهدوء والقيام ببناء تمركزات بعدة دول في آسيا وأفريقيا، وذلك بحسب بحث قام به مركز العلاقات الدولية الأمريكي CFR حول النمو الجديد للقاعدة.
وجاء في ورقة البحث أن تنظيم القاعدة نشر أتباعه في مناطق الصراع المختلفة؛ ففي آسيا، رصد المركز ظهور عدد من أتباع القاعدة وإعلانات الولاء للتنظيم في كشمير وأفغانستان، إضافة إلى تأثير كبير في كل من سوريا واليمن والصومال، الأمر الذي يضع الأمن العالمي في خطر داهم من ذلك المد السري، بحسب البحث.
وتشرح الورقة البحثية كيفية استغلال القاعدة لأحداث الاضطرابات في الدول العربية عام 2011، حيث قام بإعادة ترتيب صفوفه بعد هزيمة فادحة تكبدها في أفغانستان، معقل العديد من مؤسسي التنظيمات الإرهابية الذين يطلق عليهم "المجاهدون" أو "الأفغان العرب"، الذين كان منهم قائد التنظيم السابق أسامة بن لادن، وزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري.
واستغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني الذي نتج عن الاضطرابات التي تسببت فيها أحداث ما سمي بالربيع العربي لحشد مقاتليه وتوزيعهم في عدد من الدول التي تعاني من الانفلات الأمني، إلا أنه قام بتجنيد عدد من الجماعات الإرهابية المحلية في تلك المناطق لتصبح أذرعا له لزيادة نفوذه في تلك المناطق، وللقيام بعمليات تخدم مصالحه في نشر الإرهاب والفكر المتطرف.
وقام البحث بعمل خريطة تبين أعداد المقاتلين التابعين للقاعدة، سواء من الأفراد الأصليين للتنظيم أو من الجماعات التي أعلنت ولاءها للقاعدة، حيث يعتقد أن عددهم في كل من آسيا وأفريقيا والشيشان أكثر من 47 ألف مقاتل موزعين كالتالي؛ 20 ألف في سوريا، 4000 في اليمن، 9000 في الصومال، 6000 في ليبيا، 4000 في دول المغرب العربي وأفريقيا الوسطى، 800 في أفغانستان وباكستان والهند، 300 في بنجلاديش وميانمار، 3000 في إندونيسيا وأخيرا نحو 100 مقاتل في الشيشان.
وتشرح الورقة البحثية أهمية الحرب السورية في تطور تنظيم القاعدة من حيث التأثير والقوة، حيث نجح في إظهار تنظيم داعش بأنه لا يمتلك القدرة على التخطيط طويل المدى، معللا أنه فضّل استعمال القوة على التخطيط الاستراتيجي، وكان ذلك المفتاح الذي جعل العديد من أعضاء داعش السابقين في سوريا ينضمون إلى تنظيم يبدو أنه قادر على مواصلة القتال في إحدى أكثر بؤر الصراع تعقيدا في الشرق الأوسط.
وأكد البحث أن أيمن الظواهري، الزعيم الحالي للقاعدة، عمل بشكل سري على نشر تأثير التنظيم فور ورود أنباء عن سقوط تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط، حيث استطاع إقناع العديد من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا بأن داعش أصبح "ورقة محروقة"، وأن التخطيط على المدى الطويل هو الحل لاستمرار تلك الجماعات في أنشطتها، الأمر الذي يجعل القاعدة يعيد تقلد زعامة الإرهاب العالمي.
جدير بالذكر أن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة في مالي أعلنت مسؤوليتها عن الهجومين اللذين استهدفا مقر الجيش والسفارة الفرنسية في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو، وأسفرا عن مقتل 8 أشخاص، في إشارة واضحة إلى عودة تنظيم القاعدة إلى ساحة الإرهاب العالمي.