هي ﻓﻄﺮة اﻟﺤﺐ، العطاء والبِشر، اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻷول واﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ وتوقد الحنين الذي لا يخبو ﺑﺘﻌﺎﻗﺐ اﻟﻔﺼﻮل واﻟﺴﻨﯿﻦ، باختصار إنها الأم.
احتلت الأم مكانة رفيعة لدى حضارات الشعوب منذ قديم الزمان، فقرنوا الأمومة بعقيدتهم الدينية منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وأطﻠﻘﻮا ﻋﻠﯿﮭﺎ اﺳﻢ اﻷم اﻟﻜﺒﺮى، ﻋﺸﺘﺎر، ﻧﯿﺮوزا، ﺳﯿﺪة اﻟﺰھﺮ واﻟﺮﺑﯿﻊ واﻟﺨﺼﻮﺑﺔ، ثم رﺳﻤﻮا ﻟﮭﺎ أﻋﯿﺎدا ﺗﺨﻠﺪ ﻋﻄﺎءھﺎ.
توافقت جميعها مع الانقلاب الربيعي وتفتح موسم الزهر وولادة الحياة وشم النسيم في الـ٢١ من مارس كل عام.
فاطمة بنت مبارك: الأم الإماراتية مصدر فخر وإلهام لأطفالها وقدوة لأسرتها
ﻋﻈﻤﺘﮭﺎ ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ من مسيحية ويهودية، ليأتي بعدها الإسلام ويكرم ﻣﺜﻮاھﺎ أحسن تكريم، فاﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﺖ أﻗﺪام الأمهات.
حافظ الاحتفال بعيد الأمومة والربيع والخصب على طابعه الشعبي، واقتصر على شعوب الشرق، حتى نهاية القرن التاسع عشر.
اقترحت الكاتبة الأمريكية جوليا وورد هاوي الاحتفال بعيد الأم في أمريكا، وكان ذلك في عام 1872.
عيد الأم حول العالم.. تواريخ مختلفة لتكريم "نبع الحنان"
وفي عام 1908، أطلقت الكاتبة وسيدة المجتمع الأمريكية آنا جارفيس حملة وطنية للاحتفال بالأمهات في الأحد الثاني من مايو، حينها توشحت جارفيس القرنفل الأبيض تكريما لأمها المتوفاة، وتزينت من أمهاتهن على قيد الحياة بالقرنفل الملون.
في التاسع من مايو عام 1914، أقر الرئيس الأمريكي آنذاك وودرو ويلسون الاحتفال بعيد الأم كعيد وطني، فأصبح عيدا رسميا في الولايات المتحدة الأمريكية، أخذته عنها فيما بعد العديد من الدول، ثم جدد الصحفيان المصريان الشهيران علي ومصطفى أمين الاحتفال عربيا، فأعادا لعيد الأم توقيته الأصلي في ٢١ من مارس ربيع كل عام.