أحبت بن لادن وارتدت قناع بيونسيه.. حل لغز مكان اختباء الأرملة البيضاء

شبح يتنقل في الليل، وأيقونة إرهاب تتخفى خلف وجوه متعددة.
إنها سامانثا ليوثويت، الأرملة البيضاء، المرأة البريطانية التي تحولت من «زوجة مفجوعة» إلى أحد أخطر العقول الإرهابية في أفريقيا، تعود إلى الواجهة من جديد.
فبعد سنوات من المطاردة ودوائر الاشتباه، تشير تقارير استخباراتية إلى أن الشبح الذي حيّر أجهزة الأمن، قد استقر داخل قلب حركة الشباب الصومالية، حيث لا تكتفي بالمراقبة، بل تضع أصابعها على زر التفجير وتكتب فصولًا جديدة في كتاب الإرهاب النسوي، بلغة تحمل توقيعها وحدها.
ووفقًا لتقارير استخباراتية حديثة نشرتها صحيفة «ديلي ميل»، أصبحت سامانثا الزوجة الثالثة لأحد قادة حركة الشباب الصومالية، وأنجبت منه طفلين، في ظل اختفائها المستمر عن أعين أجهزة الأمن الدولية.
وبحسب المصادر، فقد تزوجت ليوثويت، 41 عامًا، بالقيادي الإرهابي عثمان عبدالله دهغاد، وتلعب دورًا فعالًا ونشطًا داخل التنظيم، حيث تشرف على تجهيز الأحزمة الناسفة وتدريب الانتحاريات، خصوصًا النساء.
ويشكل هذا تحولًا تكتيكيًا بارزًا في استراتيجية حركة الشباب التي لطالما اعتمدت في المهام القتالية على الرجال، فيما اقتصر دور النساء سابقًا على الدعم اللوجستي وجمع المعلومات.
آخر ظهور معروف لها كان في 8 يوليو/تموز بمدينة جلب جنوب الصومال، التي تعد العاصمة غير الرسمية لما يُعرف بـ«إمارة الصومال الإسلامية» الخاضعة لسيطرة حركة الشباب.
وتتنقل سامانثا ليلاً فقط بين عدة مساكن بمرافقة زوجها وعناصر وحدة حماية خاصة تُعرف باسم «أمنيات»، تضم رجالاً ونساءً مسلحين، وتُقال إنها تحمل سلاحًا شخصيًا غالبًا بين مسدس وبندقية.
وحاولت سامانثا ليوثويت الهروب من الصومال عبر اليمن أو كينيا عام 2023، لكنّ فشل التنظيم في تأمين ممر آمن ما أجبرها على البقاء حيث تلعب دورًا مهمًا في تجنيد النساء الأجنبيات، وتتقن اللغتين الصومالية والعربية، ما يمكنها من التأثير القوي على المجندات الجدد.
بداية القصة
بدأت قصة ليوثويت حينما فجّر زوجها الأول، جيرمين ليندسي، نفسه في إحدى محطات مترو لندن عام 2005، ما تسبب في مقتل 26 شخصا ضمن هجمات 7 يوليو/تموز التي أودت بحياة 52 شخصًا.
آنذاك، ظهرت ليوثويت في الإعلام في دور "الزوجة المفجوعة"، وكانت حاملاً في شهرها الثامن بطفلها الثاني.
لكن سرعان ما تحولت الرواية؛ فبعد أشهر قليلة، بدأت ليوثويت التخطيط لهجمات «إرهابية» بنفسها، وغادرت المملكة المتحدة إلى كينيا، ومن ثم إلى جنوب أفريقيا، حيث عاشت تحت هويات مزورة وشاركت في عمليات تجنيد وتمويل لهجمات دموية.
تُتهم ليوثويت بالمشاركة في عدد من العمليات الإرهابية الكبرى في شرق أفريقيا، أبرزها: هجوم مركز ويست غيت التجاري في نيروبي (2013) الذي خلّف 71 قتيلًا. وهجوم جامعة غاريسا (2015) والذي أسفر عن مقتل 148 شخصًا. وهجوم فندق في نيروبي (2019) أدى إلى مقتل 21 شخصًا. وهجوم بقنبلة يدوية في مومباسا (2012) أسفر عن مقتل ثلاثة.
وخلال سنوات اختفائها، استخدمت ليوثويت عدة هويات مزورة؛ بينها "أسماء شهيدة بنت أندروز" و"ناتالي فاي ويب"، وغيرت مظهرها عبر عمليات تجميلية.
وفي عام 2011، كادت تُعتقل في كينيا بعد مداهمة منزل عُثر فيه على مواد لصناعة القنابل، لكن الشرطة أطلقت سراحها بعد دفعها رشوة مالية تُقدر بنحو 30 ألف جنيه استرليني.
وذكرت مصادر أمنية، أن هروبها تم بمساعدة أرملة إرهابي كيني تعمل كمخبر لدى الشرطة. وبعد ذلك، واصلت التنقل بين دول شرق أفريقيا، مستخدمة مهاراتها في التمويه والتجنيد.
حياتها الشخصية واهتماماتها الخاصة
ورغم سجلها المتطرف، أظهرت مقتنيات ليوثويت الشخصية -التي صادرتها الشرطة الكينية- جانبًا مختلفًا؛ حيث عُثر على جهاز كمبيوتر محمول يحتوي على تاريخ تصفح يشمل مواقع الموضة والتجميل وموقعًا مخصصًا للمغنية العالمية بيونسيه.
واحتوى جهازها أيضًا، على قصيدة تمجّد أسامة بن لادن، فيما بيّنت التحريات أنها قضت نحو 8 سنوات في دراسة تصنيع المتفجرات والبحث عن المواد الكيميائية المستخدمة في العبوات الناسفة.
من هي سامانثا ليوثويت؟
- ولدت في عام 1983 في مدينة بانبريدج بإيرلندا الشمالية.
- والدها كان جنديا في الجيش البريطاني وأم كاثوليكية.
- انتقلت مع عائلتها إلى مدينة آيلزبري بإنجلترا في طفولتها.
- تحولت إلى الإسلام في عمر 17 عامًا بعد طلاق والديها.
- التحقت بجامعة لندن لكنها لم تُكمل دراستها.
- تزوجت بجيرمين ليندسي في 2002، وأنجبت منه طفلين.
- تزوجت لاحقًا بإرهابي في أفريقيا وأنجبت طفلين إضافيين.
- أنجبت طفلين من زوجها الحالي القيادي في حركة الشباب، ليصل عدد أبنائها إلى ستة أطفال.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز