ارتدادات 2018 تمهد طريق 2026.. ترامب «يحصّن» الكونغرس بخطة مُحكمة

يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستمرار سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ خلال انتخابات التجديد النصفي 2026.
وسعيا وراء ذلك، تدخل ترامب وفريقه لإبداء الرأي في الترشيحات الحزبية وتجنب معارك داخلية قد تضر بحظوظ الحزب، بحسب صحيفة «بوليتيكو».
وأشار التقرير إلى أن ترامب تدخل، خلال الأسابيع الماضية، بشكل مباشر ومن خلف الكواليس، لتوجيه مرشحين جمهوريين في ولايات محورية مثل أيوا وميشيغان ونيويورك.
كما دعم مرشحين في سباقات مجلس الشيوخ في مين وكارولاينا الشمالية، بهدف تعزيز فرصهم في ولايات متأرجحة.
هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية أوسع يعدها البيت الأبيض، وفقًا لمسؤولين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أكدوا أنها تهدف إلى الحفاظ على الأغلبية التشريعية وتفادي تكرار خسائر انتخابات 2018، التي كلفت الحزب السيطرة على مجلس النواب.
حسم مبكر للترشيحات
ترامب طلب من النائب زاك نَن البقاء في مقعده النيابي بدلاً من الترشح لمنصب الحاكم. كما أقنع النائب بيل هويزينغا بعدم خوض سباق مجلس الشيوخ في ميشيغان لصالح دعم مايك روجرز، وهو ما أعلنه رسميًا لاحقًا. الموقف ذاته اتُخذ مع النائب مايك لولر في نيويورك، الذي تراجع عن طموحات منصب الحاكم.
وفي مجلس الشيوخ، شجع البيت الأبيض السيناتورة جوني إرنست على الترشح لولاية جديدة وسط تكهنات بتقاعدها. كما بدأ مسؤولون بمناقشة أسماء بديلة في ولاية مين في حال قررت السيناتورة سوزان كولينز عدم الترشح مجددًا.
نفوذ ترامب
وأكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن ترامب ما زال الزعيم الفعلي للحزب الجمهوري، وأنه ملتزم بمساعدة المرشحين الجمهوريين في الحفاظ على مقاعدهم، والفوز بأخرى إضافية.
ورغم أن انتخابات التجديد النصفي عادة ما تصب في مصلحة الحزب المعارض، يخطط ترامب لتجاوز هذه القاعدة عبر حملة نشطة واستباقية. ويتوقع أن يشارك شخصيًا في مهرجانات انتخابية وجمع التبرعات.
شبكة مستشارين مقربين
يعتمد ترامب في تحركاته على مستشاريه توني فابريزيو وكريس لاكيفيتا، اللذين يقودان جهود التنسيق مع المرشحين. ويشرف الثنائي على حملات كبرى في ميشيغان وكارولاينا الجنوبية، ويتواصلان بشكل يومي مع كبار موظفي البيت الأبيض.
وعلى صعيد متصل، يعمل الفريق الرئاسي على إعداد أجندة تشريعية لعام 2027 لتكون محور الحملة الانتخابية، وتهدف إلى عرض ما أنجزه الحزب، وما يعتزم فعله مستقبلاً في حال استمراره في السلطة.
وأكد أحد مسؤولي البيت الأبيض أن ترامب سيكون حاضرًا "ضمنيًا" في الانتخابات، رغم عدم وجود اسمه على ورقة الاقتراع، قائلا: "سنجعل من الانتخابات استفتاءً على سياسات الرئيس ومشروعه المستقبلي".
ويبدو أن ترامب بهذه الخطوات، لا يسعى فقط للحفاظ على الأغلبية، بل أيضًا لإعادة تشكيل الخريطة السياسية للجمهوريين على صورته، استعدادًا لما بعد 2026.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز