عيد الأم في المغرب.. تاريخ مُغاير
تحتفل معظم الدول العربية بعيد الأم في 21 مارس/آذار، لكن الحال ليس كذلك في المملكة المغربية، فالموعد يتأخر بها حتى مرور شهرين.
بخلاف عدد من الأعياد والأيام العالمية، تختلف تواريخ عيد الأم في بعض البلدان، والتي قد يتأخر بها الموعد حتى بعد مرور شهرين من الاحتفال المعتاد لدى الأغلبية.
ومن بين هذه الدول، توجد المملكة المغربية، التي تختار الاحتفال بهذا العيد في الحادي والثلاثين من شهر مايو/أيار، وذلك عوض الحادي والعشرين من مارس/آذار، عيد الأم في أغلب الدول.
- المغرب يستمر في استخدام لقاح أسترازينيكا: لا أخطار صحية أكيدة
- استثمارات جديدة في الصحراء المغربية.. ثمار الدبلوماسية الرزينة
وليست المملكة المغربية وحدها التي تُحيي عيد الأم في هذا التاريخ، إذ تشاركها أيضاً الجزائر وتونس، لكن لا توجد أسباب واضحة لهذا الاختلاف.
وفي هذا الصدد، يوضح كريم السلماوي، الباحث في علم الاجتماع، أن الأسباب المباشرة وراء اختلاف هذه التواريخ غير معروفة، أو بالأحرى يوجد حولها اختلاف.
وكشف في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه على الرغم من ذلك، يُمكن تفسير هذا الاختلاف بكون هذا العيد لا يرتبط بحدث تاريخي مُعين، كما أنه لم يتم إقراره من طرف مُنظمة عالمية عليها إجماع دولي، كالأمم المتحدة مثلاً.
ولفت إلى أن الأمر يتعلق باجتهادات محلية للدول والفاعلين المدنيين فيها، وبالتالي من الطبيعي أن نجد اختلافاً في تواريخ الاحتفال بهذا اليوم الذي يُعتبر تكريماً للأمهات.
وأعطى المتحدث مثالاً باليوم العالمي للحقوق المرأة الذي يُخلد في الثامن من مارس/آذار، الذي يحتفل به العالم في تاريخ موحد، مُعلقاً بالقول: "في هذه الحالة التاريخ موحد، وذلك لأن العيد هو عيد أممي، لكن في حالة عيد الأم الأمر مُختلف".
كما يُمكن المُلاحظة أن الأمر قد يكون مرتبطاً بالطابع الجغرافي، يقول السلماوي، موضحاً أن المغرب والدول المجاورة له سواء في أوروبا أو أفريقيا تحتفل في نفس التاريخ أو تواريخ متقاربة، وهُنا قد نفسر ذلك بالقرب الجغرافي أو اتباع نموذج مُعين.
وخلص المتحدث إلى أنه مهما تعددت التواريخ التي يُحتفل فيها بالأمهات، يبقى الأصل هو إشاعة ثقافة الاعتراف بالجميل والجهود التي تبذلها بعض الفئات المجتمعية، مُعلقاً "يبدو أن تعدد التواريخ أمر إيجابي، فعوض أن نحتفل في يوم واحد نحتفل بأيام عدة بأمهاتنا اللواتي وإن احتفلنا بهن كُل ساعة لن نمنحهن التقدير الكامل".