إلهام الأمّهات وحنين الماضي.. شهادات الروائيين بملتقى القاهرة الإبداعي
الروائي الفلسطيني ربعي المدهون، الفائز بجائزة "البوكر" العربية، يؤكد أن أمه كانت دائماً منبع السرد، ولغتها مثّلت مخزوناً لكتاباته.
تحدّث عدد من الروائيين العرب، ضمن فعاليات اليوم الأول من ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي في دورته السابعة، عن تجاربهم الإبداعية التي تركّزت على العلاقة مع الأمهات، والسير الذاتية بما تعكسه من حنين للماضي وسنوات الطفولة.
وأكد الروائي الفلسطيني ربعي المدهون، الفائز بجائزة "البوكر" العربية، أن أمه كانت دائماً منبع السرد بالنسبة إليه، وأن لغتها مثّلت مخزوناً مدهشاً لكتاباته.
وقال: "لأن السرد لا يموت، استعدت في كتابي (طعم الفراق) والدي الذي رحل مبكراً، وفي سرديتي الأخيرة (سوبر نميمة)، استدعيت أمي من رحيلها الأبدي، ودعوتها إلى حفل (البوكر)، فحضرت إلى أبوظبي، وتدخَّلت في عمل لجنة التحكيم كي تضمن الفوز لابنها".
وأوضح أن انعطافته الكبرى مع الرواية تزامنت وعودته إلى غزة بعد 38 سنة، بما انطوت عليه من دراما ومخاوف وفرح ودهشة، مضيفاً أن هذه الأمور تناولتها روايته الأولى "السيدة من تل أبيب"، التي دخلت القائمة القصيرة لـ"البوكر" عام 2010، حيث أخذ فيها الحكايات الغزاوية الواقعية إلى مراحل متقدمة من التخييل ليختبر ما تبقى من فلسطينية المغترب، ويعيد طرح أسئلة الصراع العربي الإسرائيلي.
وذكر المدهون أنه استكمل هذا المحور في أسئلة روايته الثانية "مصائر"، غير أنها بدأت تأخذ منحى مختلفاً، وانتهت أيضاً بسؤال يخص فلسفة العودة بالنسبة إلى الفلسطينيين، وطبيعة وكيفية الرجوع نحو الديار.
وتناول الروائي المصري جار النبي الحلو، الحنين والاستقواء بالماضي، حيث تطرق إلى بيته القديم، قائلاً إنه "ذو طابق وحيد، وسطح يموج بالبط والدجاج والديوك الرومي، مع حديقة صغيرة تنمو فيها شجرة (البونسيانا) بزهورها الحمراء، وأنا أعدو خلف جدّي .. بهرتني طيور لا أعرف أسماءها، أما البئر التي حفرها أبي في الحديقة، فقد بثّت لي الحواديت المبهجة والمخيفة".
وتحدث صاحب رواية "العجزان" عن أمه التي قال إنها كانت تجلس دائماً أمام "وابور الجاز" المشتعل، ولا تكف عن إطلاق الحكايات.
بينما أشارت الروائية التونسية حياة الرايس إلى السيرة الذاتية، مستشهدةً بروايتها "بغداد وقد انتصف الليل فيها".
وأوضحت أنها ليست مشغولة بتصنيفات النقاد إذا ما كانت سيرة روائية أو رواية سيرية أو غير ذلك، موضحةً أنها وثيقة اجتماعية وثقافية وسياسية وتاريخية.
وأفادت: "كنت في حاجة إلى أن أجمع شتاتي في رواية، فكانت (بغداد وقد انتصف الليل فيها) التي تشمل السرد والحكاية وتعدّد الشخصيات والأحداث والعقدة، فضلاً عن الدراما والرؤية الفلسفية، والخيط الرابط والموقف من قضايا العصر في مناخات شعرية وفية لخصائص كتابتي الأدبية".