بالصور .. انطلاق ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي
الدورة الحالية تُنظَّم تحت عنوان "الرواية في عصر المعلومات"، حاملةً اسم الروائي السوداني الطيب الصالح.
بدأت، السبت، الدورة السابعة من ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي، في المجلس الأعلى للثقافة المصري.
وتُنظَّم الدورة الحالية تحت عنوان "الرواية في عصر المعلومات"، حاملةً اسم الروائي السوداني الطيب الصالح.
وأبدى الدكتور سعيد المصري، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، سعادته بالعدد الكبير من طلبات المشاركة ضمن الملتقى والبالغ 261، مشيراً إلى حضور 122 روائياً وناقداً وكاتباً من 20 دولة عربية، فضلاً عن 139 روائياً وناقداً مصرياً.
وأكد أن اختيار المشاركين استند إلى التمثيل الجيّد لأشكال الفن الروائي واتجاهات ومدارس النقد الأدبي كافة، إلى جانب التمثيل الجغرافي المتوازن لجميع الدول العربية.
من جهتها، ذكرت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية، أن القاهرة كانت وماتزال مهدَ الرواية العربية وبيئةً خصبةً لتطوُّرها ووضعِها على خارطة الاهتمام العالمي، قائلةً إن الستّ دورات الماضية ساهمت في تعزيز هذا الحدث الأدبي.
وتابعت إيناس عبدالدايم أن اختيار اسم الروائي السوداني الطيب صالح للدورة الحالية، يحمل دلالات كبيرة، باعتباره أثرى المكتبة العربية برواياته الملهمة، وسبق له الفوز بجائزة الملتقى الثالث عام 2005، مضيفةً: "نحن على يقين شديد بأن السودان الشقيق الذي أنجب الطيب صالح قادر على النهوض بإبداعات أدبية وثقافية جديدة".
وأردفت أن الرواية ملحمة الإنسان الحديث، أدَّت وتؤدي دوراً بالغ التأثير والحيوية في تشكيل الوجدان الإنساني، مؤكدةً أن واقعنا العربي في حاجة ماسة إلى مثل هذه الملتقيات والندوات والمؤتمرات، التي تعالج شتى الجوانب الثقافية والاجتماعية، وتمهّد الطريق أمام أجيال المستقبل.
وأفاد الناقد الدكتور جابر عصفور، بأنه يعيش أسعد أيام حياته نتجية الاحتفال بمرور 20 عاماً على انطلاق ملتقى القاهرة للإبداع الروائي، و60 سنةً على إنشاء وزارة الثقافة المصرية، لافتاً أيضاً إلى إحياء الذكرى الـ100 لثورة 1919.
وقال عصفور، الذي ألقى كلمةَ افتتاح الدورة الأولى من الملتقى منذ 20 عاماً: "إن الفكر والإبداع مسيرة نستكملها على الرغم من رحيل مبدعين ونقاد كبار .. وأرى مستقبل الرواية العربية مشرقاً بفضل من يكتبون نصرةً للحرية والعدالة".
وأوضح أن فكرة الملتقى طرحها الدكتور فاروق حسني إثر الاحتفال بمرور 10 أعوام على فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للسلام، مضيفاً أن أوّل من فاز بالدورة الأولى هو الروائي السعودي عبدالرحمن منيف سنة 1998، بينما حصد المصري صنع الله إبراهيم جائزة الدورة الثانية عام 2003، وتُوِّج الطيب صالح في 2005.
وبيَّن الدكتور جابر عصفور أن كلمة نجيب محفوظ "الرواية هي شعر العالم الحديث"، تبرز قيمة هذا الشكل الفني العربي الذي راجَت ترجمته، مشيراً إلى أن محفوظ طلب تنظيم ملتقى مماثلاً للشعر، كما أقام وزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي مؤتمراً مشابهاً حول القصة العربية.
واقترح عصفور أن تتمحور الدورة المقبلة حول "الإرهاب الديني وأشكال مواجهته بالفن الروائي"، إذ بلغت الرواية العربية آفاقاً خلاقةً، تستطيع عبرها مجابهة هذا التيار الهدام.
من جهته، ألقى الناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين كلمةَ المشاركين من المصريين والعرب، حيث قال إن المسيرة الإبداعية والفكرية متواصلة، وإقامة الملتقى في مصر أمر طبيعي امتداداً للتقاليد التي كرّستها منذ عصر النهضة.
وتابع أن الحدث يحفّز إعادة النظر في تراكمات الحقب التاريخية، والإنسان عموماً والعربي خصوصاً.