مثقفون إماراتيون: "العاصمة العالمية للكتاب" يتوج مشروع الشارقة الثقافي
مثقفون إماراتيون يؤكدون أن حصد إمارة الشارقة لقب "العاصمة العالمية للكتاب" يعزز الروابط التاريخية التي تجمع الإمارات ببقية دول العالم.
تشهد الساحة الإماراتية الثقافية، في 23 إبريل/ نيسان الجاري، الاحتفال باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب عام 2019، ذلك اللقب الأرفع ثقافياً من نوعه على مستوى العالم، الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"اليونسكو" منذ عام 2001، لتكون الشارقة بذلك أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، والثالثة في الوطن العربي، بعد كلّ من بيروت والإسكندرية، والـ19 على مستوى العالم.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء المثقفين الإماراتيين حول هذا الاختيار وما يمثله من إنجاز مهم للثقافة الإماراتية والعربية على حد سواء، حيث أكدوا أن حصد إمارة الشارقة لهذا اللقب يعد تتويجاً للمشروع الثقافي الكبير للإمارة، وتعزيزاً للروابط التاريخية التي تجمع دولة الإمارات ببقية دول العالم.
وقال علي إبراهيم سالم المري، رئيس دائرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالإمارات: "تضعنا الشارقة عاماً تلو آخر أمام نموذج متفرد في تحقيق التطلعات والطموحات وتحويلها من رؤى وخطط إلى منجزات على أرض الواقع، الأمر الذي يدفعنا جميعاً كمؤسسات وأفراد للسير على خطاها والعمل برؤيتها، خاصة أن هذا اللقب يؤكد أن الإمارة عملت بطاقات أبنائها وتراكم الجهود منذ أكثر من 40 عاماً، لتستحق بذلك كل ما تحصده اليوم من ألقاب".
وأكدت الشاعرة شيخة المطيري أن الشارقة تميزت برؤيتها الاستراتيجية كراعية للعلم والثقافة، ونموذج متفرد للقراءة لما لها من جهود في تعزيز ثقافة القراءة والكتابة، وما تنفذه من فعاليات ثقافية على مدار العام في تنمية الوعي الثقافي وتكريس حضورها لدى جميع أفراد المجتمع، فضلاً عن اتساع محيط الحيز الثقافي وأثر البرامج الثقافية وجودة الفعاليات التي تطرح للنهوض بالكتاب والقراءة سواء للكبار والصغار، حتى أصبحت بفضل تلك الرؤية منارة الثقافة والإبداع الأدبي والتعليم والتعلم.
وأضافت المطيري أن المشروع الثقافي للشارقة اكتملت ملامحه في أن تكون الإمارة بهويتها الثقافية الحضارية والتربوية والإعلامية والتعليمية إشعاعاً للارتقاء والنهوض والحوار وجسر عبور للحوار والبناء الثقافي والحضاري بين مختلف دول العالم.
وأكد الدكتور حبيب غلوم، مستشار وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالإمارات، أن اهتمام حاكم الشارقة بالكتاب ينطلق من كونه أديبا ومفكرا ومؤلفا مسرحيا وروائيا، وعلى علاقة وثيقة بالكتاب.
وأضاف: "هذه المناسبة ما هي إلا عرس ثقافي شارقي إماراتي إقليمي عربي، ولا أبالغ عندما أصفه بالعالمية، فلقد استحقت شارقة الثقافة ألقابها بجدارة".
ووصفت الدكتورة والفنانة التشكيلية نجاة مكي الإنجازات التي تمت تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالعظيمة، حيث أكدت أن الشارقة أصبحت منارة للعلم والمعرفة، وأنها تستحق لقب العاصمة العالمية للكتاب منذ مدة طويلة.
وأضافت: "أصبح في كل بيت مكتبة للأسرة ومكتبة للطفل، وهذا الاختيار للشارقة عاصمة للكتاب خبر يثلج الصدر، فهو ليس خبرا عابرا أو بسيطا، وإنما يمس كل فرد منا ويمس أجيالا تحمل شعلة العلم، كما أنه يضفي مزيدا من المسؤولية على الجميع، فهو ثمرة جهود وتراكمات عبر سنوات طويلة، ولم يأت من فراغ ولا في يوم وليلة".
وثمن الكاتب محمد شعيب الحمادي حصول الشارقة على هذا اللقب قائلاً: "اليوم وبعد مسيرة من العمل الثقافي أصبحت الثقافة في الشارقة جزءا لا يتجزأ من كينونة المكان ومن شخصيته التي يعرف بها محلياً وعربياً وعالميا، فلقد ارتبطت بالثقافة ارتباطاً عضوياً، وهذا نتاج فعل تراكمي أخذ مداه في الزمان والمكان ونتاج رؤية سديدة إلى الارتباط الطبيعي بين التنمية الحقيقية وبين الثقافة، وهو ما يعني بالضرورة وجود رؤية استراتيجية للثقافة رسمها حاكم الشارقة على مدار العقود الماضية، كان لها الدور الحاسم في تحويل الشارقة إلى حاضنة ثقافية تعتبر من الدول الأهم في العالم".
واتفق الباحث والروائي سلطان العميمي مع الآراء السابقة، مؤكداً أن لقب العاصمة العالمية للكتاب يعد نجاحاً جديداً يضاف إلى النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في السنوات الماضية على صعيد الحضور الدولي لثقافتها.
ولفت العميمي إلى أن إمارة الشارقة أصبحت أحد أهم المؤثرين في الحراك الثقافي المحلي والعربي والدولي، نظراً للاهتمام المباشر والكبير من حاكمها بقطاعات الثقافة والقراءة والكتابة.
وقالت الشاعرة خلود المعلا: "إننا نحتاج إلى أصوات تنويرية تحمي هويتنا، والشارقة منذ قيام الاتحاد وهي تدعم الكتاب وتهتم بالتعليم وتأسيس المدارس والجامعات وتعليم النساء بالذات، ومنهن من أصبحن قيادات عليا بالدولة".
وأضافت: "هذا الإنجاز ما هو إلا نتيجة لتراكمات وجهود كبيرة وهو نجاح يفتخر به الجميع، ونأمل من المؤسسات الثقافية في جميع أنحاء الخليج إنشاء المزيد من المكتبات في الأماكن السكنية، وفي المراكز التجارية، وفي كل منطقة سكنية، مما يدعم القراءة والكتابة، كما نأمل أيضا دعم المواهب الأدبية الشابة وتبنيها، ونشر مؤلفاتهم".
وأعربت المعلا عن حلمها بتعميم تجربة إمارة الأحلام في المنطقة العربية قائلة: "نحن نمر بفترة حرجة نحتاج فيها إلى أصوات تنويرية تحمي ثقافتنا وهويتنا العربية".
ورأت الشاعرة شيخة الجابري أن هذا الحدث خرج من نطاق المحلية والإقليمية ليصبح عالمياً بجدارة، وقالت: "الشارقة صارت مفخرة للدولة وكل العرب، خاصة بفضل مجهودات حاكمها المثقف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي جعلها تمتلك بنية ثقافية مميزة، لتكون ضمن أكبر المدن والعواصم العالمية اهتماماً بالثقافة، وصارت الشارقة تقرأ وتطبع وتهدي العالم معارف وعلوماً وثقافةً، ومنارة تجذب الأدباء والفنانين والمثقفين من كل أنحاء العالم".
وقال محمود نور، المدير العام لمجلس العويس الثقافي، إن الحدث يستحق الوقوف عنده كثيراً، لما يحمله من مضامين سامية، ومعانٍ عالية، خاصة أن الشارقة بذلت الكثير من الجهد من أجل المعرفة والثقافة وتستحق أن تنال أعلى المنازل وأرفع الألقاب.
وتابع: "البنية الثقافية التي وفرتها الشارقة استهدفت تنمية الإنسان والنهوض به، عبر تغذية العقول بالمعارف والتثقيف، فكان لذلك نتائجه وثماره، وانعكاسه على الإنسان، فأنتج وعياً مختلفاً، من خلال المسارح والمهرجانات والمعارض التي أقيمت، خاصة مهرجانات المسرح والشعر والتشكيل، وبصفة خاصة معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي صار مفخرة لكل الإمارات، والعالم العربي".
وقالت الكاتبة صالحة غابش، المدير العام والمستشارة الثقافية في المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة: "هذا اللقب ما هو إلا حلقة جديدة في سلسلة الإنجازات الثقافية للإمارة التي أصبحت عنواناً للثقافة العربية، وأصبح سلطانها سلطان الثقافة والفكر والإبداع بالنظر إلى حجم المساهمات والعطاءات التي قدمها لخدمة للثقافة والفكر والإبداع".
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز