فمك يفضح أسرارك.. ماذا يرى طبيب الأسنان فيك غير التسوس؟

عندما تجلس على كرسي طبيب الأسنان وتفتح فمك، قد تظن أن كل ما يبحث عنه الطبيب هو تجاويف أو طبقة جير مزعجة.
لكن الحقيقة أن فمك قد يبوح بأسرار لا تتخيلها، منها ما لا تصارح به أحدا، لا شريكك، ولا حتى نفسك.
فبحسب أطباء الأسنان، فإن الفم ليس مجرد بوابة لتناول الطعام، بل هو بوابة للجسم كله، وأحيانًا، لقصص الحياة الأكثر خصوصية.
ففي دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر"، تبيّن أن أكثر من 90% من الأمراض الجسدية العامة تترك بصماتها داخل الفم، من السكري إلى أمراض القلب والسرطان، بل وحتى العدوى المنقولة جنسيا كفيروس نقص المناعة البشرية.
وأوضحت الدكتورة جارِت مانينغ، مؤسسة عيادة "جي إل إم دينتل ستوديو" ، في تصريح لموقع "هاف بوست أن "أي بقعة، قرحة أو تغير في لون اللثة قد لا يكون مجرد عرض سطحي، بل مؤشر على أمراض جهازية خفية"، مضيفة أن "طبيب الأسنان هو خط الدفاع الأول لاكتشاف مشاكل صحية عميقة ونقص في التغذية".
لكن ما قد يدهشك أكثر هو أن طبيب الأسنان يمكنه أيضا اكتشاف بعض العادات الشخصية أو السلوكية التي نفضل إبقاءها طي الكتمان. فمثلًا، عادة مص الإبهام لدى البالغين، والتي تُعد من آليات التهدئة النفسية، تترك آثارا واضحة في بنية الفكين وتباعد الأسنان.
ولاحظت الطبيبة إيرين فراوندورف، أخصائية تقويم الأسنان ومؤسسة " بوكا ستوديو"، علامات مثل انحراف الأسنان للأمام وتضييق الفك العلوي، وكلها آثار ناتجة عن هذه العادة "الطفولية المستمرة".
ليس هذا فحسب، بل يمكن للطبيب أن يكشف أيضا إذا كنت ممن يعضّون أظافرهم أو أقلامهم، إذ تتسبب هذه العادات في تآكل مينا الأسنان أو تشققها نتيجة الضغط المتكرر.
وإذا كنت تظن أن حياتك الحميمة لا يمكن أن تظهر داخل الفم، فكر مجددا، فأطباء الأسنان يؤكدون أنهم يستطيعون اكتشاف آثار ممارسة الجنس الفموي، من خلال بقع صغيرة حمراء أو أرجوانية تُعرف بـ"نقط الحنك النزفية"تظهر في سقف الحلق أو مؤخرة الفم، نتيجة احتكاك متكرر أو ضغط قوي، هذه العلامات قد تستمر لأيام وتكشف عن نشاط لم يكن في الحسبان أن يلاحظه الطبيب.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ فالعدوى المنقولة جنسيا مثل الهربس، السيلان والزهري، قد تظهر في الفم على هيئة تقرحات أو التهابات في اللوزتين أو اللسان، أو بقع بيضاء مؤلمة لا يشعر بها المريض في بدايتها.
كما أن فيروس نقص المناعة (HIV) يسبب ظهور آفات مميزة مثل "ساركومة كابوزي" في اللثة والحنك، وهو ما يساعد الأطباء في تشخيص الحالات قبل ظهور الأعراض الجسدية العامة.
وماذا عن تعاطي المخدرات؟
الفم لا يُخفي شيئا. فمتعاطو الكوكايين مثلًا قد يعانون من تآكل سقف الحلق أو تقرحات داخلية، بينما يُعرف تعاطي الميث بـ"فم الميث"، وهي حالة تؤدي إلى تفتت الأسنان وتساقطها تدريجيا.
وأوضحت الدكتورة إيلونا كاسيليني، مؤسسة عيادة "سوس كوالِتي سمايل" أن "الفم مرآة صادقة لكل ما يحدث في الجسم، بل أحيانًا أكثر صدقًا من المريض نفسه"، مشيرة إلى أن كثيرًا من التشخيصات المعقدة تبدأ من عيادة الأسنان.