تحرك أكثر واجلس أقل.. نصيحة طبية تتحدى «ترند» المكاتب الواقفة
يشهد سوق المكاتب الواقفة العالمية ارتفاعا، ومن المتوقع أن يصل إلى 12.6 مليار دولار أمريكي (9.7 مليار جنيه إسترليني) بحلول عام 20320.
وقد تم الاحتفاء بهذه المكاتب باعتبارها حلا بسيطا لمواجهة المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة. ومع ذلك، تكشف الأبحاث الحديثة أن الوقوف قد لا يحقق الفوائد الصحية التي توقعها الكثيرون.
وتحدت دراسة رائدة أجريت في أستراليا، وشارك فيها أكثر من 83000 مشارك، الاعتقاد السائد بأن الوقوف يحسن صحة القلب.
وعلى عكس التوقعات، يشير البحث إلى أن الوقوف لفترات طويلة قد لا يفشل فقط في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، بل قد يزيد أيضا من احتمالية حدوث مشاكل الدورة الدموية.
وكشف المشاركون في الدراسة المنشورة بـ "المجلة الدولية لعلم الأوبئة"، الذين ارتدوا أجهزة لتتبع جلوسهم ووقوفهم ونشاطهم البدني بشكل موضوعي على مدار سنوات، عن نتائج مذهلة.
ففي حين أن الجلوس لأكثر من عشر ساعات في اليوم كان مرتبطًا بالفعل بخطر متزايد للإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، فإن مجرد استبدال الجلوس بالوقوف لم يخفف من هذا الخطر،وفي الواقع، ارتبطت فترات الوقوف الطويلة بزيادة حدوث حالات مثل الدوالي والدوار.
وكانت العبارة الشائعة "الجلوس هو التدخين الجديد"، قد أدت إلى زيادة الوعي بالمخاطر التي تفرضها أنماط الحياة المستقرة، بما في ذلك السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
واستجابة لذلك، ظهرت المكاتب الواقفة كعلاج عصري لتقليل وقت الجلوس دون حدوث اضطرابات كبيرة في الروتين اليومي.
ومع ذلك، فإن الكثير من الحماس للمكاتب الواقفة كان مدفوعا بدراسات محدودة فشلت في تقييم التأثيرات الصحية طويلة الأجل بشكل شامل، مما دفع إلى مزيد من التحقيق.
ويلقي هذا البحث الأخير الضوء على أهمية الحركة بدلا من التبديل بين الجلوس والوقوف ببساطة. كما يؤكد على فوائد دمج المشي القصير والتمدد والتمارين الخفيفة طوال اليوم لمواجهة آثار المواقف الثابتة لفترات طويلة.
وقد أظهرت التدخلات في مكان العمل التي تعزز الحركة نتائج إيجابية، حيث أبلغ العاملون في المكاتب عن تحسن في مستويات السكر في الدم وعلامات صحية أخرى عندما قللوا من وقت الجلوس من خلال الوقوف والنشاط الخفيف.
وتكتسب الحلول المبتكرة مثل مكاتب الجلوس والوقوف شعبية متزايدة لأنها تسهل الانتقال بسهولة بين الأوضاع، مما يساعد في تخفيف الانزعاج المرتبط بفترات طويلة من عدم النشاط، حتى أن بعض النماذج تتضمن تذكيرات لتشجيع الحركة المنتظمة، ودمج النشاط البدني بسلاسة في يوم العمل.
وبينما نسعى جاهدين لتحقيق نمط حياة أكثر صحة، من الضروري أن نتذكر أن الوقوف طوال اليوم ليس هو الحل، فكل من الجلوس والوقوف يحملان عيوبا عند القيام بهما بشكل مفرط.
ويكمن المفتاح في الحركة المنتظمة، حيث يمكن للتغييرات الصغيرة مثل صعود الدرج، أو المشي إلى الزملاء بدلاً من إرسال البريد الإلكتروني، أو الوقوف أثناء المكالمات الهاتفية أن تحدث تأثيرا كبيرا، ويمكن لضبط المؤقتات لتذكير أنفسنا بالتحرك كل 30 دقيقة أن تمكننا من تولي مسؤولية صحتنا.
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز