من شوارع أريزونا إلى جبال إيران.. 6 أعمال سينمائية جديدة يجب أن تشاهدها

تستقبل صالات السينما مجموعة أفلام متنوعة تحمل طابعًا اجتماعيًا وسياسيًا ونفسيًا، تتراوح بين الرعب، والدراما، وأعمال مستوحاة من الواقع.
أمام عشاق السينما خيارات متنوعة، من فيلم رعب أمريكي، إلى دراما مغلقة تدور أحداثها في أنقرة، مرورًا بـ"تايكن" نسائي في المغرب، وطرح إيراني عالي التوتر، وصولًا إلى فيلم جريمة في أريزونا، وبين الثأر، المنفى، الرغبة والرعب، تستكشف هذه الأعمال السينمائية قضايا المجتمع، المخاوف والهويات.
فيلم "Évanouis"
بعد النجاح النقدي الكبير لفيلمه السابق Barbare في عام 2022، يبدو أن المخرج زاك كريغر يسير على خطى عمالقة الرعب مثل توب هوبر وجون كاربنتر.
فيلمه الجديد Évanouis (العنوان الأصلي "Weapons") يثير الترقب والقلق منذ عرض إعلاناته التشويقية. تدور القصة في بلدة أمريكية صغيرة حيث يختفي أطفال من نفس الصف المدرسي في منتصف الليل، يركضون خارج بيوتهم وذراعهم ممدودة كالصليب، في مشهد مريب وغامض.
المجتمع المحلي في حالة صدمة، لا تفسير لما حدث. أين ذهب الأطفال؟ ولماذا؟ وهل يمكن أن يعودوا؟ الفيلم يجيب على هذه الأسئلة عبر سرد متعدد الزوايا، تنكشف نهايته بشكل غير متوقع، قد لا يُرضي الجميع.
يُشبه بمزيج بين أفلام مثل Magnolia، وPicnic at Hanging Rock وPrisoners. المؤكد: هذا الفيلم ليس للأطفال إطلاقًا، بحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية.
فيلم "Seven Days"
الهروب أم المقاومة؟ تطلق مريم، وهي ناشطة إيرانية مدافعة عن حقوق الإنسان، مؤقتًا من السجن لأسباب صحية. أمامها سبعة أيام لتقرر: هل تهرب إلى ألمانيا حيث تعيش عائلتها؟ أم تبقى في إيران وتواصل نضالها؟
الفيلم مستوحى من حياة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2023، ويقدّمه المخرجان محمد رسولوف وعلي سعادة أحدي كفيلم إثارة على شكل رحلة محفوفة بالمخاطر.
تمر مريم عبر الجبال الباردة، بين المهربين وتحت وابل الرصاص، ويطرح الفيلم بعمق ثمن التضحيات التي تدفعها النساء المناضلات في إيران.
فيلم يعكس الواقع السياسي القاسي، تؤديه ببراعة فيشكا أسايش، في أول دور لها بلا حجاب، ما اضطرها لاحقًا للعيش في المنفى.
فيلم "Last Stop In Yuma County"
إثارة تقليدية في سبعينيات القرن الماضي، وفي مقاطعة يوما بولاية أريزونا، يتوقف بائع سكاكين متنقل عند محطة بنزين لا تعمل. يضطر للانتظار في مطعم مجاور، لكن سرعان ما يتعرض المكان لسطو من قبل لصّين هاربين بعد سرقة بنك، وبحوزتهما 700,000 دولار في سيارتهما.
الفيلم، أول عمل طويل لـ فرانسيس جالوبّي، يتميز بإخراج أنيق ولغة سينمائية مستوحاة من أفلام النوار والويسترن.
رغم البداية الواعدة، تتدهور الحبكة تدريجيًا بسبب كثرة التناقضات، وسلوك الشخصيات غير المقنع، ما يؤدي إلى فقدان اهتمام المشاهدين. في النهاية، يبدو كـ"تقليد" لتجربة تارانتينو أكثر من كونه فيلمًا أصيلًا، ويفشل في إقناع الجمهور حتى في محطته الأخيرة.
فيلم "Confidente"
في 17 أغسطس 1999، يوم الزلزال المدمّر في إزميت، تعيش سابيها في أنقرة، حيث تعمل على خط هاتفي مدفوع الأجر، تتقمص شخصيات مختلفة لتلبي رغبات المتصلين، من المتسلطة إلى الحنونة.
لكن كل شيء يتغير حين يتصل بها مراهق محاصر تحت الأنقاض في إسطنبول، طالبًا منها البقاء معه على الخط. تبدأ حينها دراما مشوقة تدوم 76 دقيقة فقط، تكشف من خلالها تركيا العالقة بين الذكورية، والفساد، والعنف ضد النساء.
من إخراج الثنائي تشاغلا زنجيرجي وغيوم جيوفانيتي، الفيلم فريد، مشحون سياسيًا وعاطفيًا، بممثلة في قمة الأداء.
فيلم "L'été de Jahia"
في سن الـ15، فرت جاهية من منطقة الساحل الإفريقي مع والدتها، هاربة من زواج قسري وأهوال الحرب، إلى مركز لطلب اللجوء في بلجيكا.
تعيش الفتاة في حالة انتظار معلقة، بلا مستقبل واضح، حتى تلتقي بميلا، فتاة بيلاروسية نشيطة ومرحة، تتطور علاقة الصداقة بينهما، لكن ميلا تتلقى أمرًا بالترحيل، ما يعيد جاهية إلى واقعها القاسي.
الفيلم، من توقيع أوليفييه ميس، مستوحى من قصص حقيقية للممثلتين، ويعرض مشاعر الهجرة والضياع بصدق مؤلم. رغم هذه النوايا الطيبة، تبقى المعالجة السينمائية خافتة نوعًا ما، تفتقر إلى الإيقاع. فالفيلم، على صدقه، لا يرقى إلى مستوى السينما الكبيرة.
فيلم "Badh"
هل سمعت عن وحدة "ألفا"؟ إنها وحدة سرية تابعة للمخابرات الفرنسية، تأسست في الثمانينيات لتنفيذ اغتيالات الدولة بصمت. باد سيراسين، عميلة سابقة، كانت قد نفذت مهمة في سوريا عام 1985، لكنها اليوم تعيش كمدرّسة لركوب الأمواج في الصويرة المغربية.
حين يُقتل شريكها الشرطي على يد عصابة، تعود إلى ماضيها لتنتقم. الفيلم، من إخراج غيوم دو فونتيني، يمتد لـ75 دقيقة مليئة بالمطاردات والعنف والأسلوب السينمائي السلس، ولكنه لا يقدم جديدًا.
رغم أداء مارين فاكت القوي، يبقى الفيلم مجرد إثارة نمطية على غرار تايكن دون إضافة نوعية حقيقية.