«إم كيو-9 ريبير».. درون أمريكية تعيد رسم ميدان الحرب وتثير جدلا قانونيا
بفضل التكنولوجيا المتطورة التي تتمتع بها المسيرة "إم كيو-9 ريبير" أصبح قتل الهدف أسهل من أي وقت مضى، مما طرح تساؤلات أخلاقية وقانونية.
فرغم أن المسيرة "إم كيو-9 ريبير"عادية نسبيًا بتصميم هيكلي قادر على التحليق لساعات، بدلًا من أن تكون مبهرة بسرعتها أو قدرتها على المناورة، إلا أنها فتحت الباب أمام عصر جديد من الحروب حيث غيرت قواعد اللعبة في بعض النواحي، لكنها أثارت العديد من التساؤلات القانونية والأخلاقية وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست".
فماذا نعرف عنها؟
وأشار الموقع إلى أن:
- "إم كيو-9 ريبير" جرى إنتاجها عام 2007
- تجاوز عدد المسيرات المصنعة منها 300
- يبلغ طولها 11 مترا
- باع الجناح 20 مترا ووزنها 4760 رطلا.
- تعمل بمحرك توربيني واحد من نوع "هانيويل تي بي إيي 331-10"
- سرعتها القصوى 4482 كيلومتر في الساعة
- سرعة طيران نموذجية 313 كيلومتر في الساعة
- مداها 1900 كيلومتر في الساعة مع مدة تحمل تصل إلى 27 ساعة حسب الحمولة
- سقف الخدمة 15240 مترا
- حمولتها 7 نقاط تثبيت مع سعة تصل إلى 3800 رطل.
- تتميز بهيكل مدمج مزود بأجهزة استشعار وأسلحة
مزايا جديدة
تربط وصلات البيانات ومرحلات الأقمار الصناعية هيكل الطائرة بمشغل يقع على بُعد آلاف الأميال، والذي يستخدم مجموعة معدات كهروضوئية وأشعة تحت حمراء، ورادار الفتحة التركيبية، واستخبارات الإشارة لمراقبة ساحات المعارك في مختلف القارات.
وهذه هي الميزة الجديدة للمسيرة فهي:
- هيكل طائرة يوفر قدرات استطلاع ومراقبة شبه ثابتة
- يمكن التحكم بها عن بُعد
- لا تكتفي بمراقبة ساحة المعركة بل يمكنها الوصول إلى الميدان والتأثير فيه بدقة قاتلة
- بفضل تجهيزها بصاروخ "ايه جي إم-114 هيلفاير" توفر المسيرة خيارًا مرنًا وسريعًا للضرب.
انفراد تقني:
ما يميزها من الناحية التقنية هو أنها تُغيّر مساحة اتخاذ القرار فالاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة تُخفّض تكلفة المراقبة وتزيد الثقة في تحديد هوية الهدف، في حين تقصر وصلات البيانات الوقت بين المراقبة والضربة.
تداعيات أخلاقية وقانونية
كما تقلل أدوات الاستهداف الآلية من عدد الخطوات اليدوية في سلسلة القتل، ورغم أن هذه التغييرات تعد هندسية، إلا أنها أسفرت عن تداعيات أخلاقية وقانونية عميقة.
فعندما يتمكن جهاز استشعار من متابعة هدف بشكل دائم، ويكون بإمكان مشغل المسيرة الموجود في الولايات المتحدة، استهداف ذلك الهدف بصاروخ هيلفاير فإن النتيجة هي زيادة احتمالية قتل هذا الهدف بناء على الاحتمالات فقط.
ومع تطور القدرات التكنولوجية للمسيرة أصبح هناك تطور مواز في طريقة تنفيذ الولايات المتحدة لعمليات قتل الأهداف.
ففي أعقاب قانون استخدام القوة العسكرية عام 2001، تم استخدام الطائرات المسيرة المسلحة بشكل انتقائي، مع قيود استخدام أعلى، ضد عناصر القاعدة المعروفين في أفغانستان وكان الأساس القانوني بسيطًا نسبيًا في تلك الأيام، حيث كانت تُنفذ الضربات ضد خصوم مُعلنين في مسرح عمليات مُعلن.
خيارات أكثر
لكن مع تطور تقنيات "إم كيو-9" أصبح هناك خيارات أكثر، الأمر الذي أدى إلى تعقيد الإطار القانوني ومع تحسن دقة الاستشعار وتحمل هيكل الطائرة، توسعت قدرات المسيرة، وبالتالي تغيرت العقيدة والممارسة.
وفي ضوء هذه التطورات، برز نمطان للضربات؛ الأول هو الضربات "الشخصية"، ضد أفراد محددين والثاني هو ضربات "التوقيع"، التي كانت تستند فقط إلى أنماط سلوكية تم تفسيرها على أنها عدائية. ويعتمد هذا النوع على الاستدلال والاحتمالات بناء على الاستشعار المستمر.
وأكدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بشكل مختلف على القيود والشفافية والتفويض فمثلا خلال ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما أكدت التصريحات العامة على ضبط النفس إلا أن الاعتماد على السرية في بعض مسارح العمليات أدى إلى طمس الخطوط الفاصلة بين عمليات الحرب وعمليات مكافحة الإرهاب.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز