أبوظبي تطلق مشروعا لتشخيص التصلب المتعدد باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي

مشروع مشترك بين مؤسسات طبية وأكاديمية في أبوظبي يُحدث تطوراً في دقة وسرعة تشخيص التصلب المتعدد باستخدام أدوات متقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
أطلق مركز أبوظبي للخلايا الجذعية “ADSCC”، ومستشفى ياس - مدينة خليفة، بالشراكة مع جامعة نيويورك أبوظبي "NYUAD"، ممثلة في مركز الدماغ والصحة، مشروعاً رائداً يُمثل نقلة نوعية في مجال التشخيص العصبي، عبر إدخال تقنيات مبتكرة في التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI" مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتشخيص مرض التصلب المتعدد "MS" بدقة أعلى وسرعة غير مسبوقة، في إنجاز يرسّخ مكانة دولة الإمارات كمنصة عالمية للابتكار الطبي.
وتوجت الشراكة، التي استمرت عامين، بترجمة الأبحاث المتقدمة لجامعة نيويورك أبوظبي إلى ممارسات سريرية عملية، شملت تجربة "PHOMS" في مستشفى ياس، والتي رصدت التغيرات المرضية الدماغية مع مرور الوقت، بهدف تقييم فعالية وسلامة علاجات جديدة للتصلب المتعدد، من بينها العلاج بالضوء خارج الجسم "ECP".
كما أتاح التعاون اختبار وحدة "فلير ستار" "FLAIRstar" المتطورة، التي تبرز الأوعية الدموية الدقيقة داخل الدماغ وتوفر مؤشراً حساساً يُمكّن الأطباء من تأكيد التشخيص وفق أحدث الإرشادات العالمية، مع تقليص فترة الانتظار لبدء العلاج.
وفي إطار مشروع "لامينيت" "LAMINATE"، أصبحت تقنيات الرنين المغناطيسي المطوّرة في جامعة نيويورك أبوظبي متاحة في مستشفى ياس، لتزويد الأطباء برؤية أوضح للتغيرات الدماغية، ودعم اتخاذ قرارات علاجية دقيقة، مع ضمان حفظ البيانات الطبية كافة بأمان داخل دولة الإمارات، بما يكرّس أعلى مستويات حماية لخصوصية المرضى.
وقال الدكتور ليف بريليف، استشاري طب الأعصاب في مستشفى ياس - مدينة خليفة، إن التعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي شكّل خطوة نوعية في تطوير الرعاية الصحية لمرضى التصلب المتعدد، موضحاً أن دمج الخبرة السريرية مع أحدث تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المدعومة بالذكاء الاصطناعي أتاح تقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين مستوى التشخيص والعلاج.
من جهته، أوضح البروفيسور أسامة عبد الله، فيزيائي التصوير بالرنين المغناطيسي في مركز الدماغ والصحة بجامعة نيويورك أبوظبي، أن هذا التعاون يجسد نموذجاً متكاملاً لرحلة من المختبر إلى سرير المريض، مشيراً إلى أن أبحاث الجامعة تسعى باستمرار إلى دفع الحدود القصوى لإمكانات التصوير بالرنين المغناطيسي.
وذكر أن الشراكة مع الخبرة السريرية لمستشفى ياس ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية مكّنت من التحقق من هذه الابتكارات وتطبيقها عملياً في بيئة طبية واقعية، الأمر الذي أسس لمنظومة قوية للابتكار الطبي في أبوظبي.
ويؤكد المشروع التزام الأطراف الثلاثة بدمج الابتكار المحلي مع أبحاث عالمية المستوى في التصوير الطبي، بهدف مواجهة أكثر الاضطرابات العصبية تعقيداً، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كوجهة إقليمية ودولية رائدة في التميز الطبي والرعاية الصحية المتقدمة.