سياسة
"العقارات الفلكية" تطارد رئيس برلمان إيران.. "فساد" تحت القبة
عاد ملف قضية الفساد المعروفة باسم "العقارات الفلكية" إلى الواجهة في إيران، بعد الكشف عن تورط رئيس البرلمان الإيراني في شراء شقق فارهة في تركيا.
فبعد "فضيحة" سفر زوجة قاليباف وابنته وصهره إلى تركيا بهدف شراء مستلزمات حفيده، الأسبوع قبل الماضي، كشفت تصريحات للنائب السابق أيمن آبادي، عن شراء "قاليباف" شقتين في تركيا باسم صهره محمد رضا بحرايي.
وقضية " العقارات الفلكية" طاردت محمد باقر قاليباف، بعد شهرين فقط من توليه منصب رئاسة المجلس النيابي في 2020، لكن التطورات الجديدة بشراء شقق في تركيا سلطت الضوء مجددا على هذا الملف الذي يثير جدلا كبيرا بالشارع الإيراني.
وردا على ذلك، أعلن رئيس البرلمان الإيراني، رفع دعوى قضائية ضد النائب السابق عن التيار الأصولي المتشدد "غلام علي جعفر زاده أيمن آبادي" على خلفية كشف الأخير، شراء قاليباف شقتين في تركيا.
- "فضيحة" عائلية في تركيا.. هل استقال رئيس برلمان إيران؟
- "العقارات الفلكية".. فساد يطارد رئيس برلمان إيران
وذكرت وكالة أنباء البرلمان الإيراني "خانه ملت"، أن تصريحات "أيمن آبادي" حول شراء شقتين في تركيا باسم صهر قاليباف "لا صحة له وكذبة تهدف لتشويه سمعة قاليباف".
وقالت الوكالة الحكومية: "هذا الادعاء الكاذب تم إنكاره مرات عديدة من قبل، وظهوره من جديد هو مثال واضح على نشر الأكاذيب"، مضيفة أنه "بالنظر إلى أن الادعاء مبني على كذب، فقد تم تقديم شكوى بهذا الشأن، سيتم عرضها على الجهات القضائية في أسرع وقت ممكن".
وكان النائب السابق أيمن آبادي، قال في مقابلة موقع محلي إيراني، إن قاليباف قام مؤخراً بشراء شقتين في تركيا وذلك خلال زيارة قامت بها زوجته وابنته وصهره إلى تركيا.
وأضاف أيمن آبادي أن "من اشترى شقتين في أفضل أحياء تركيا بقيمة 20 مليون ليرة و 20 حقيبة معدات لحفيده المنتظر من تركيا"، مشيراً إلى أن رئيس البرلمان الإيراني " لم يحافظ على قدسية النظام ويجب إبعاده عن السلطة على الفور".
وطلب النائب السابق من قاليباف أن يشرح له "من أين حصل على المال لشراء شقتين في تركيا؟".
وعقب نبأ شكوى قاليباف ضد أيمن آبادي، كتب النائب السابق على تويتر: "لقد اشتكى قاليباف ضدي بدلاً من التوضيح والاعتذار".
وأضاف "ستعقد محاكمة علنية للنظر في قضية السيد قاليباف في بلدية طهران، بالإضافة إلى عقار فلكي وملف صوتي".
من جهته، حاول عضو البرلمان عن التيار المتشدد، حسين علي شهرياري، الدفاع عن قاليباف بشأن فضيحة سفر عائلته إلى تركيا لشراء ملابس لحفيده المرتقب.
وقال شهرياري :"أحيانًا يكون النواب، وخاصة رئيس مجلس النواب (قاليباف)، محاصرين لدرجة أنهم لا يعرفون بقرارات الأسرة"، مضيفاً أن "قاليباف كان مصابا بفيروس كورونا لبعض الوقت، وظل ينام في البرلمان، وربما لم يكن على علم برحلات عائلته إلى تركيا".
وتعرض قاليباف، الأربعاء الماضي، لانتقادات شديدة من قبل الناشطين الإيرانيين، على خلفية سفر زوجته وابنته وزوجها إلى تركيا لشراء مجموعة من الملابس والإكسسوارات لنجل ابنته حديث الولادة.
وخلال صلاة الجمعة الماضية، انتقد عددا من الأئمة في إيران رئيس البرلمان، مشيرين إلى أن ما حدث "خطأ لا يتناسب مع قاليباف الذي يتولى منصباً حكومياً مهماً".
وطالب بعض الناشطين الإيرانيين قاليباف بتقديم استقالته من منصبه على خلفية رحلة عائلته إلى تركيا في ظل بؤس الناس وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وأثارت تغريدة للناشط الأصولي وحيد أشتري، جدلاً في وسائل الإعلام، كما نشرت وسائل إعلام إيرانية محتوى هذه التغريدات التي تظهر فيها صور عائلة قاليباف في مطار الخميني الدولي ومعها مجموعة من الحقائب الكبيرة الأمر الذي جذب انتباه الركاب ومسؤولي المطار.
وتم اتهام رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف في السنوات الماضية خلال رئاسة بلدية طهران، بـ"الفساد والرشوة".
وبرز اسم محمد باقر قاليباف حين نشرت مواقع إيرانية منذ أعوام، وثائق تدل على تورطه في قضية منح عقارات لمسؤولين وفي لجنة مدينة طهران بأسعار زهيدة وأقساط متعددة.
وفي مطلع آب/أغسطس 2020، كشف محمود ميرلوحي، رئيس اللجنة الاقتصادية والتنظيمية بمجلس مدينة طهران، عن بيع قاليباف عقارات وأبنية تصل قيمتها نصف مليار دولار أمريكي بأثمان زهيدة لمقربين منه في السنوات الماضية.
وقال ميرلوحي، "أن قضية مبيعات الأملاك غير القانونية التي تورطت بها بلدية طهران تحت رئاسة محمد باقر قاليباف بين أعوام 2005 إلى 2017 قد أعيد التحقيق بها بعد تعليقها منذ عامين"، مبيناً أن "قاليباف باع بشكل غير قانوني قرابة 2000 عقار"، بحسب قوله.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن مدراء سابقين في بلدية طهران وبعض الأعضاء السابقين في مجلس المدينة لعبوا أدوارا في عمليات البيع غير المشروع لهذه الأملاك في شمال إيران.