العطور مثل الموسيقى، كلاهما يحتاج إلى الإحساس، ولهذا اختار الشاب السوري الكفيف محمد عادل أن يعمل بمهنة تحضير العطور.
يعاني محمد عادل، صانع عطور كفيف في دمشق، من مرض نادر، يعرف بالتهاب الشبكية الصباغي، يصيب الشبكية المسؤولة عن نقل الصورة من العين إلى الدماغ.
كما يعاني من ضمور في العصب البصري، ومع ذلك يحافظ على جمال عينيه، موضحًا أنه خضع لجراحة تجميلية في عينه اليمنى، ويأخذ إبر أحماض أمينية لتحافظ على جمال عينه.
يوضح عادل" لـ"العين الإخبارية" الأسباب التي دفعته لاختيار مهنة تحضير العطور، فيقول: "اللي خلاني اختار هذه المهنة إن فيها إحساس، وأنا أحب الموسيقى وأعزف عود، والعطور مثل الموسيقى".
بدأ "عادل" رحلته مع صناعة العطور منذ كان طالبًا في المدرسة، ويقول: "في عيد المعلم حبيبت أهدي معلمتي شيئًا من صنع يدي، وأول عطر حضرته كان الياسمين، وصنعته بالبيت، وبعت لرفيقاتي واتطورت القصة وبدأت أشتغل بباقي العطور".
وعن الصعوبات التي واجهته، يقول: "السرنجات التي كنت أحتاجها، في بداية الأمر لم أجد نوع السرنجات التي تساعدني على معرفة كمية الخام اللي أسحبها، واتعذبت حتى وجدت سرنجات طبية زجاجية، واكتسبت ثقة زبائني بجودة عطوري".
ويوضح "عادل" أن "العطور تذكره بأشخاص وأماكن معينة، والقصة كتير حلوة، وأنا شخص يقبل التحدي، وحلمي أن يكون عندي محل صغير، ويقول العالم (الناس) إني عبيت عطر من محمد عادل لأن عطوره كتير ظريفة مو لأنه ما بيشوف".