محمد العريان: الفيدرالي الأمريكي بلا رؤية وصناع السياسة النقدية يخاطرون بالاقتصاد
قال محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين بشركة "أليانز"، إن السياسات النقدية بالولايات المتحدة تنطوي على مخاطرة شديدة.
وذكر العريان أن صناع السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يخاطرون بكبح النشاط الاقتصادي بشدة عن طريق استجابتهم بقوة لكل نقطة بيانات تظهر، مضيفاً أنه ينبغي وضع رؤية طويلة الأمد للمنطقة التي تتجه إليها سياسة سعر الفائدة.
وقال في تصريحات لتلفزيون "بلومبرغ": ليس بمقدروك قيادة السيارة دون فهم طبيعة الطريق أمامك، ولا يمكنك النظر فقط إلى مرآة الرؤية الخلفية ومحاولة التكيف مع كل منحنى يظهر أمامك فوراً".
أضاف "هذه طريقة غير ملائمة للتحكم في السياسة النقدية، وبالتأكيد لا تُعد الطريقة المناسبة للسياسة النقدية عندما يحتاج ظهور تأثيرها لوقت طويل، هذه أول إدارة لبنك الاحتياطي الفيدرالي أعرفها لم تدرك ذلك الأمر، إن مخاطر التشديد المفرط للسياسة النقدية بهدف تخفيض معدل التضخم الأمريكي إلى 2% حقيقية، وعندي أمل أن يحافظ "الفيدرالي" على سعر الفائدة القياسي دون تغيير بقية العام من أجل الاستقرار الاقتصادي".
وتابع: "يوجد خطر من أننا إذا حاولنا بلوغ 2% بسرعة كبيرة فسيحطم ذلك شيئاً ما في الاقتصاد. إنهم بحاجة إلى التحول من الاعتماد المفرط على البيانات الحالية، إلى الاعتماد على البيانات التي تشتمل على عنصر مستقبلي أكثر. كان يحدوني الأمل في حدوث ذلك الأسبوع الحالي وهو ما لم يحدث. يعكس ذلك أنه يصعب للغاية في الوقت الراهن تحقيق التوازن السليم عن طريق الحديث عن السياسة النقدية. ومن الجيد أنهم سيلتزمون الهدوء لأن كثرة الحديث تشكل مصدراً لعدم الاستقرار".
واستشهد العريان بما يُطلق عليه فترة الصمت في الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُمنع المسؤولون من الإدلاء بتصريحات عامة متعلقة بالاقتصاد أو توقعات خاصة بسعر الفائدة، والتي تسبق الاجتماع التالي.
واختتم العريان حديثه، قائلا: "لكن بشكل أساسي، نحتاج لتحقيق الاستقرار في سوق السندات التي تُعتبر بالغة الأهمية للأسواق الأخرى ولسوق الإسكان وللاقتصاد، ولن نحصل على عوامل استقرار من الناحية التقنية ولا الناحية الاقتصادية، لذلك نحتاج بشدة لعوامل استقرار من ناحية السياسة النقدية".