وزير دفاع أردوغان في ليبيا.. كواليس "زيارة الحرب"
زيارة عسكرية تتزامن مع تمديد لمهام القوات التركية في ليبيا، وتحشيد للمليشيات، ما يفجر استفهامات بشأن الردهة الخلفية لـ"زيارة الحرب".
وفد عسكري وأمني يقوده وزير الدفاع التركي خلوصي آكار وصل، السبت، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة غير معلنة تعيد البلد الأفريقي إلى مشاهد الحرب.
حيثيات تأتي في إطار خارطة طريق ترسم من خلالها أنقرة أطماعها ومساعيها الرامية لإجهاض المساعي الدولية لحل الأزمة الليبية، لحشد أكبر مكاسب سياسية واقتصادية ممكنة ببلد يغرق في أتون الفوضى منذ سنوات.
مصادر كشفت في تصريحات متفرقة لـ"العين الإخبارية"، تفاصيل "زيارة الحرب" التي يقودها آكار، وزير دفاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرفوقا برئيس الأركان الفريق أول ياشار غولر، وقادة من الجيش ورئيس المخابرات هاكان فيدان الذي يوصف بـ"رجل الظل” للرئيس التركي.
وبحسب المصادر، كان في استقبال الوفد التركي محمد جيك، قائد الفريق العسكري التركي في ليبيا والمقيم في طرابلس منذ سبتمبر/أيلول 2019.
وحول دور جيك، قال عقيلة الصابر، مسؤول إعلام قوة عمليات إجدابيا التابعة لشعبة الإعلام الحربي بالجيش الليبي، إن الرجل يعد أحد أهم ضباط الجيش التركي، والمسؤول الأول عن التحركات العسكرية في طرابلس، كما أنه قائد غرفة العمليات الرئيسية لأنقرة والمتحكم في ملف المرتزقة السوريين الذين يقدر عددهم بـ20 ألفًا.
من جانبها، أشارت المصادر نفسها إلى أن الوفد التركي سيلتقي، خلال زيارته، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" خالد المشري، ووزير الدفاع في حكومة "الوفاق" صلاح الدين النمروش، ووزير الداخلية فتحي باشاغا.
ومن المنتظر أن يزور المسؤولون الأتراك مقر قيادة القوات التركية في ليبيا، لعقد لقاء مع عناصر القوات المتمركزة هناك، بحسب المصادر ذاتها.
زيارة يرى محللون أن تأتي ضمن مخططات أردوغان الخبيثة لتوحيد الميليشيات المسلحة بعد الانشقاقات الأخيرة التي دبت في صفوفها، استعدادًا لمعركة تحضر لها أنقرة ضد الجيش الليبي.
وفي غضون التطورات على الأرض، كشفت تقارير صحفية عن تأزم العلاقات بين تركيا وفتحي باشاغا، على خلفية زيارة أجراها وزير داخلية السراج إلى باريس، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سعيا للحصول على دعم باريس من أجل الفوز بمنصب رئيس الوزراء للمرحلة الانتقالية.
وأثارت الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام حفيظة تركيا التي أمرت رجلها في طرابلس، السراج، بتقليص صلاحيات ونفوذ باشاغا.
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات مسلحة أقرت مساعي السراج بشكل سري للحد من تواجد المليشيات التابعة لباشاغا، بعد معلومات عن حشد الأخير مليشيات مصراتة للانقضاض على طرابلس وإزاحة فايز السراج.
ولا تزال تركيا مصرة على انتهاك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا منذ عام 2011، حيث تقدم أنقرة دعما كبيرا لحكومة الوفاق غير الشرعية في طرابلس بالعتاد والمرتزقة لمواجهة الجيش الوطني.
وتتعمد أنقرة إجهاض المساعي الدولية الرامية لحل الأزمة الليبية، من ذلك مخرجات مؤتمر العاصمة الألمانية برلين، القاضية بتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.
وإجمالا، نقلت تركيا أكثر من 20 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا، إضافة إلى نحو 10 آلاف متطرف من جنسيات أخرى، وفق بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان، في خطوات ملغومة ترنو لتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة عبر بعثرة جهود التسوية السياسية.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg
جزيرة ام اند امز