هل ينهي مونديال 2026 القطيعة السياسية بين الجزائر والمغرب؟
مقترح عيسى حياتو يزيد الأمل في إذابة الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر.. كيف؟
مثلما أثبتت دبلوماسية الرياضة نجاعتها في إذابة العديد من الأزمات السياسية في أوقات سابقة وأشهرها مباراة تنس الطاولة التي أنهت القطيعة السياسية بين أمريكا والصين في سبعينات القرن الماضي.
حلّق الشعبان الجزائري والمغربي في سماء المصالحة وإذابة الخلافات السياسية المستمرة بين البلدين منذ عقود على خلفية اقتراح عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على المسئولين المغاربة للتقدم بطلب تنظيم مشترك لمونديال 2026 مع الجزائر.
مقترح حياتو ظهر كمخرج بعد رفضه مقترحا مغربيا للاشتراك بين المغرب وإسبانيا في تنظيم البطولة، باعتبارها من حق القارة الإفريقية وفقا لنظام تبادل تنظيم كأس العالم بين القارات، داعيا السلطات المغربية إلى تقديم ملف التنظيم مع دولة إفريقية، و رشح كلا من الجزائر، مصر، نيجيريا، وجنوب إفريقيا.
ولما كانت الجزائر هي الأقرب جغرافيا إلى المغرب، رغم أنها تفتقر (حاليا على الأقل) إلى الهياكل الرياضية التي تجعلها تستضيف عرس كروي بحجم كأس العالم.
السؤال الذي طرحته بوابة العين على عدد من الاعلاميين والرياضيين في البلدين هو عن إمكانية تحقيق هذا الحلم العربي، لكن الإجابات جاءت متباينة.
حفيظ دراجي، المعلق الرياضي الجزائري في قنوات Bein Sport، علقعلى الاقتراح في اتصال هاتفي مع"العين" من الدوحة فقال بحسم "لا يمكن أن يحدث هذا الذي تقول، فلا الجزائر ستقبل، ولا المغرب سيقبل بهذه الفكرة".
من جهته كان الإعلامي الرياضي الجزائري وزميل دراجي بنفس القنوات أكثر تفاؤلا حيث قال "مهما اختلفنا لكن نبقى أشقاء، في الدين واللغة والجوار".
نعيمة العوادي اللاعبة الجزائرية والمدربة السابقة للمنتخب الجزائري النسائي لكرة القدم، وإحدى أبرز الرياضيات، رأت أن "الفكرة قابلة للتجسيد على أرض الواقع، وما يشجع على تجسيدها أننا مسلمون وعرب وجيران وأشقاء".
أسطورة الكرة النسائية كما تسميها الصحافة الجزائرية، أضافت "أنه بسبب الرياضة بقيت العلاقات بين الشعبين الجزائري والمغربي أقوى، خاصة كرة القدم التي أبقت على التلاحم بين الشعبين، وهي الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر والمغرب".
في محاولة لمعرفة الرأي المغربي قال جمال سطايفي رئيس القسم الرياضي في جريدة المساء المغربية "بالنسبة للشعوب فان تنظيم كأس العالم بشكل مشترك بين المغرب والجزائر أمر جيد، خصوصا أن هناك قواسم مشتركة عديدة بين البلدين، ونكاد نكون شعبا واحدا".
غير أن سطايفي يرى أن الأمر يبدو صعبا عمليا لاعتبارات سياسية في ظل ما سماها "الحسابات الضيقة التي تمنع تحقيق هذا الحلم"، خاصة أنه من غير المنطقي تخيل أن بلدين شقيقين حدودهما مغلقة منذ 23 سنة أن ينظما كأس العالم بشكل مشترك.
الصحافي المغربي اعترف أن الخلافات السياسية وأدت الحلم قبل تحقيقه، معتبرا أن اتحاد المغرب العربي أكبر دليل على ذلك، إذ قال "للعين": "في الوقت الذي تتكتل فيه الدول لتشكيل اتحادات قوية سياسية واقتصاديا، فإننا فشلنا في تكوين اتحاد مغاربي قوي يكسر الحدود الجغرافية ويساهم في تنمية شعوب المنطقة".