مؤتمر ميونيخ.. من يحضر؟ وما محاور المناقشات؟
ميركل والسيسي وأكبر وفد أمريكي في تاريخ المؤتمر يحضرون الفعاليات وسط إجراءات أمنية مشددة.
ينطلق، الجمعة، مؤتمر ميونيخ للأمن، الملتقى الأكبر والأكثر أهمية للسياسيين والخبراء، في مدينة ميونيخ، عاصمة إقليم بافاريا، وسط حضور بارز لقادة الدول والحكومات، وانتشار أمني مكثف.
وفي واقع دولي تغلفه الأزمات بداية من اضطرابات الشرق الأوسط، والأزمة السورية، مرورا بصعود اليمين المتطرف في أوروبا وعودة التنافس الدولي بين القوى الكبرى، يكتسب المؤتمر الذي عقدت دورته الأولى في 1963، أهمية كبيرة هذا العام.
ونقل الموقع الرسمي للمؤتمر عن رئيسه فولغانغ اشينغر، قوله: "نحن ننظر للوضع الحالي للشؤون الدولية، ومن الصعب تجاهل الشعور بأن العام لا يشهد فقط سلسلة من الأزمات الصغيرة والكبيرة، بل هناك مشكلة جوهرية".
وتابع: "نشهد حاليا عصرا جديدا من التنافس بين القوى الكبرى، وبالتحديد بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، بالتزامن مع وجود فراغ في قيادة ما أصبح يسمى بالنظام الدولي الليبرالي".
محاور المؤتمر
ويناقش مؤتمر ميونيخ هذا العام قضايا عدة أبرزها التنافس الدولي بين الدول الكبرى، والعلاقات عبر الأطلسي "العلاقات الأوروبية الأمريكية"، ومستقبل الاتحاد الأوروبي، والملف الإيراني، وقضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، والأزمة الأوكرانية.
وبالإضافة إلى ذلك يناقش مئات الخبراء المشاركين في المؤتمر قضايا عدة في جلسات نقاشية، أبرزها مستقبل الحد من التسلح والتعاون في السياسة الدفاعية، والتقاطع بين السياسات التجارية وسياسات الأمن الدولي، وتأثير قضايا التغير المناخي على الأمن الدولي.
وتعد الدورة الحالية للمؤتمر - التي من المقرر أن يحضرها 35 قائد دولة وحكومة في مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، و80 وزير خارجية ودفاع من مختلف دول العالم، فضلا عن 600 خبير أمني - "الأكبر والأكثر أهمية" منذ تدشين المؤتمر الأمني الرفيع في عام 1963، حسب تصريحات صحفية لرئيسه فولغانغ اشينغر نشرتها صحيفة ذور دوييتشه الألمانية الخاصة اليوم.
أهم الحضور
ووفق الموقع الرسمي للمؤتمر، فإن قائمة الحضور تشمل المستشارة أنجيلا ميركل التي تعود للمشاركة منذ آخر مشاركة لها في 2017، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، والرئيس الروماني كلاوس يوهانس، ورئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو، ورئيس رواندا باول كغام.
كما تشهد الدورة الـ55 مشاركة أكبر وفد أمريكي في تاريخ المؤتمر برئاسة نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الدفاع باترك شانان، ووفد من الكونجرس "البرلمان" يتقدمه أعضاء مجلس الشيوخ ليندسي غرهام، روغير ويكر، غيمس اينهوف، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
كما يحضر مؤتمر هذا العام الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فردريكا موغريني، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، ينس ستولتنبرغ، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستن لاغارد، ومديرة البنك الدولي كريستلينا غورغيفا.
وعلى مستوى وزراء الدفاع والخارجية، يشارك في المؤتمر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، ووزيرة الدفاع أرسولا فون دير لاين، ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، وإيران محمد جواد ظريف، والعراق محمد علي الحكيم، ووزير الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي، ووزير الدفاع البريطاني غافين وليمسون.
كما يشارك في المؤتمر من ألمانيا وزير الاقتصاد بيتر التماير، ووزير المالية ونائب المستشارة أولف شولتز، و45 عضوا من البرلمان.
ويشارك أيضا مديرو عدة منظمات دولية أبرزهم توماس غرماينغر، الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ويورغن شتوك، الأمين العام للإنتربول، وبورغ بيرندى رئيس منتدى الاقتصاد العالمي.
انتشار أمني
ويستمر المؤتمر حتى بعد ظهر الأحد، وسط تواجد أمني مكثف، وإغلاق للشوارع المؤدية لفندق بيرنشه هوف، حيث يعقد المؤتمر.
ووفق صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية الخاصة، نشرت الشرطة 4400 عنصر أمني لتأمين المؤتمر والشوارع المؤدية له.
ويملك مؤتمر ميونيخ تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة للقاءات الدبلوماسية السرية.
وحمل المؤتمر عدة أسماء منها اللقاء الدولي لعلوم الدفاع، والمؤتمر الدولي لعلوم الدفاع، قبل أن يحمل الاسم الحالي "مؤتمر ميونيخ للأمن".
ومنذ عام 2015، حضرت قضايا الشرق الأوسط بقوة على طاولة المؤتمر، حيث ناقش في ذلك العام إرهاب تنظيم الدولة والبرنامج النووي الإيراني، وأزمة اللاجئين السوريين، والحرب في سوريا.
وفي 2016، كانت الأزمة السورية في بؤرة الاهتمام فضلا عن قضايا مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين، وهي القضايا التي استمرت في مؤتمر 2017. وكانت الأزمة السورية حاضرة أيضا بقوة في مؤتمر 2018.
ورغم أهمية المؤتمر ومحورية اجتماعاته، طالته الانتقادات في العام الماضي، لأنه لم يقدم إسهاما حقيقيا في حل القضايا الدولية الشائكة.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg
جزيرة ام اند امز