في ذكرى الحادث.. مأساة ميونيخ بين نبل بيرنابيو وذنب بازبي
تقرير لـ"العين الرياضية" عن ذكرى سقوط طائرة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي في ميونيخ الألمانية قبل 62 عاما
تمر اليوم الخميس الذكرى الـ62 على كارثة ميونيخ الجوية، تلك الحادثة التي ألقت بحياة 23 من لاعبين ومسؤولين وصحفيين يتبعون فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، حيث هبطت الطائرة محطمة في مدينة ميونيخ، بألمانيا الغربية.
في الخامس من فبراير لعام 1958 حقق فريق مانشستر يونايتد التعادل 3-3 في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا حالياً، كأس رابطة الأبطال سابقاً، أمام رد ستار بلجراد الصربي، ليتأهل للدور قبل النهائي لسابق فوزه 2-1 في أولدترافورد.
ولم يمنع الحادث يونايتد من خوض لقاء نصف النهائي ضد إي سي ميلان الإيطالي، ولكن الفريق خرج بخسارة 4-0 إياباً بعد فوز 2-1 ذهاباً.
حين وقعت الواقعة
في أثناء العودة توقفت الطائرة في ميونيخ لتعبئة الوقود، لأنه لم يكن هناك رحلات مباشرة بين بلجراد ومانشستر.
وتسبب عطل تقني في إلغاء محاولتين للإقلاع، وبدلاً من الانتظار قرر قائد الطائرة جيمس ساين البقاء في ميونيخ، خوفاً من جدول رحلات الطيران، وفي محاولته الثالثة قرر الإقلاع.
وتسببت طبقة الجليد التي هبطت على الطائرة في الاصطدام بالأرض، ليتمزق الجناح الأيسر منها بعد اصطدامه بأحد المنازل، وتم إجلاء الطائرة خوفاً من حدوث انفجار، حيث قام الحارس هاري جريج بإخراج الناجين.
اللاعبون الذين رحلوا
أودت كارثة ميونيخ بحيوات 8 من لاعبي اليونايتد، منهم 7 ماتوا على الفور وهم: جوف بينت وروجر براين وإيدي كولمان ومارك جونز وديفيد بيج وتومي تايلور وليام ويليان، بينما توفي دونكان إدواردز بعد الحادث بـ15 يوماً في المستشفى.
بالإضافة إلى ذلك توفي مدير النادي والتر كريمر والمدرب المساعد توم كوري ورئيس المدربين بيرت والي.
بالنسبة للصحفيين توفي ألف كلارك من "مانشستر إيفينينج كرونكل" ودوني ديفز من "مانشستر جارديان" وجورج فولوز من "ديلي هيرالد" وتوم جاكسون من "مانشستر إيفينينج نيوز" وأرشي ليدبروك من "ديلي ميرور" وهنري روز من "ديلي إسكبريس"، وفرانك سوفت، الحارس السابق لإنجلترا ومانشستر سيتي، والصحفي بصحيفة "نيوز أوف ذا ورلد" حيث توفي وهو في طريقه للمستشفى وإريك تومبسون صحفي بجريدة "ديلي ميل".
لاعبون لم يلعبوا بعد الكارثة
إذا كان هناك 8 لاعبين قد ماتوا في الحادثة فإن هناك لاعبين آخرين انتهت مسيرتهم أيضا حيث قرروا بعدها عدم لعب كرة القدم مجدداً.
الأول هو جوني بيري، الظهير الذي انضم لمانشستر يونايتد من برمنجهام سيتي في 1951 ولعب خلال 7 سنوات 247 مباراة سجل فيها 37 هدفاً بقميص يونايتد.
وعلى الصعيد الدولي لعب 4 لقاءات مع منتخب إنجلترا من 1953 إلى 1956.
ولقد قرر بيري عدم لعب الكرة مجدداً، لتعرضه لإصابات خطيرة في الحادثة، على الرغم من أنه ظل في أول 6 مواسم له عنصراً أساسياً وفعالاً في الفريق، محققاً 3 ألقاب للدوري ومثلها للدرع الخيرية.
وهناك أيضاً الظهير الأيرلندي جون بلانشفلاور، الذي انضم للفريق الأول في 1951 أيضاً وخاض 105 مباراة مسجلاً 26 هدفاً ومحققاً الألقاب نفسها.
ولقد تضررت كلى اللاعب من جراء الحادث، مما جعل الأطباء يصرون على ألا يعود لممارسة كرة القدم مجدداً.
السير مات بازبي والإحساس بالذنب
يعتبر السير مات بازبي، أحد الناجين من تلك الحادثة المأساوية، الاسم التدريبي الأهم في تاريخ مانشستر يونايتد مناصفة مع السير أليكس فيرجسون.
حقق بازبي 5 ألقاب للدوري الإنجليزي كمدرب ولقبين للكأس و5 للدرع الخيرية وأول بطولة أوروبية في تاريخ النادي في 1968 بعد 10 سنوات من الحادث.
في الأيام الأولى بعد الحادث رفض الأطباء المقربون من بازبي إخباره بوفاة اللاعبين وأفراد الفريق، والغريب أنه شعر بالذنب وفكر جدياً في ترك مهنة التدريب.
سر شعور بازبي بالذنب أنه رفض رغبة إدارة الدوري الإنجليزي بعدم مشاركة يونايتد في البطولة الأوروبية، ثم فشل في إقناع قائد الطائرة بعدم الإقلاع في ظل الأجواء الجليدية
تأبين الراحلين
يتم تأبين الراحلين في الحادث بشكل سنوي، ولقد كشف النقاب في 25 فبراير من 1960 عن نصب تذكاري في أولدترافورد لجميع الضحايا.
وفي سبتمبر 2004، خرجت للنور لوحة من الجرانيت في المنطقة المجاورة لمطار ميونيخ القديم ومعها نصب تذكاري خشبي.
بالإضافة إلى ذلك هناك أكثر من نصب تذكاري لتكريم ضحايا الحادث في ألمانيا.
نبل سانتياجو بيرنابيو
كان لسانتياجو بيرنابيو، رئيس نادي ريال مدريد في ذلك الحين، دور كبير في إعادة بناء اليونايتد.
لقد قام بيرنابيو بجمع تبرعات للنادي وتنظيم مباريات ودية لدعم الفريق الإنجليزي.
وعند التتويج بدوري أبطال أوروبا 1958 عرض بيرنابيو إهداء البطولة إلى مانشستر يونايتد ولاعبيه الراحلين، بل تقديم الكأس لليونايتد لكن إدارة الفريق الإنجليزي رفضت العرض الرمزي.
وعلى صعيد التأبين قامت مدريد بصنع راية تذكارية عليها أسماء اللاعبين الذين سقطوا في الحادثة وأسمت الراية بأبطال الشرف، وتم منح الأموال التي جلبت من بيعها في إسبانيا للنادي المانشستراوي.
وبالإضافة إلى ذلك عرض على المصابين المجيء لإسبانيا لتلقي العلاج في أفضل المرافق الطبية وبشكل مجاني.