مؤتمر ميونخ.. مشاركة قوية للإمارات وتعاون جديد مع ألمانيا
تستهدف الإمارات تعزيز سبل التعاون مع ألمانيا في مجالات العمل المناخي والطاقة النظيفة والأمن الغذائي.
اختتمت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، زيارة لجمهورية ألمانيا الاتحادية استغرقت أربعة أيام، ناقشت فيها فرص التعاون بين البلدين مع مسؤولين وبرلمانيين وأقطاب الصناعة بالقطاع الخاص، ورافقتها خلال الرحلة حفصة عبدالله محمد شريف العلماء، سفيرة الإمارات لدى جمهورية ألمانيا الإتحادية.
تأتي الزيارة في سياق جهود دولة الإمارات لتطوير أواصر التعاون مع الدول الأخرى بهدف تسريع وتيرة التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي.
وعرضت خلال زيارتها على الجانب الألماني جهود قيادة دولة الإمارات في مجال العمل المناخ العالمي، وما تقوم به من أجل التنويع الاقتصادي، وتوفير بيئة مواتية للاستثمار الأجنبي المباشر.
وشملت مباحثات المهيري مجالات التعاون بالعمل المناخي، والطاقة النظيفة، وخاصة الهيدروجين النظيف، والتكنولوجيا الزراعية الذكية، وتجارة الأغذية.
وقالت "تبذل الإمارات العربية المتحدة وألمانيا جهوداً دؤوبة من أجل دوام واستمرار التطور في المجالات كافة، وتشتركان بشغف الابتكار، وتحرصان على تبني أحدث التوجهات المستقبلية، وقد عملنا من خلال هذه الزيارة على تبادل التجارب والخبرات.
كما استكشفنا أوجه التعاون بمجالات ذات اهتمام مشترك، خاصة وأن ألمانيا دولة عالمية رائدة تكنولوجياً، وتتصدر مجال ابتكار الحلول لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً، وهي شريك مهم لدولة الإمارات في سعيها لتحقيق مستقبل أفضل".
وأضافت "أشكر كافة المسؤولين الألمان على الترحيب وحسن الضيافة خلال زيارتي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وأتطلع إلى تحويل محادثاتنا البناءة إلى مشاريع تساعد بإيجاد أنظمة غذائية مستدامة، وتسرّع الانتقال للطاقة النظيفة، والتصدي لتغير المناخ، وتسهم بالحفاظ على بيئتنا ومواردنا الطبيعية للأجيال القادمة".
ونظمت سفارة الإمارات في برلين باليوم الأول من الزيارة جلسة نقاشية تحت عنوان "التعاون الدولي للتقدم في العمل المناخي"، حيث ألقت المهيري، كلمة حول سياسات الطاقة والمناخ أمام ممثلي الهيئات الحكومية الألمانية والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص.
وقدمت لمحة عن مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050 والتي تتقاطع مع سعي ألمانيا للوصول إلى حيادية غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2045.
وأكدت حرص الإمارات على تبادل الخبرات التي يكتسبها الطرفان خلال سعيهما لتحقيق الأهداف البيئية المشتركة.
كما شهد اليومان الأول والثاني للزيارة في برلين جدول أعمال حافل بالاجتماعات الثنائية في سفارة الدولة مع مسؤولين ألمان، حيث التقت مع وزراء من الحكومة الألمانية الاتحادية، وأعضاء بالبرلمان الاتحادي الألماني /البوندستاغ/، ومنهم أوليفر كريشر، وزير الدولة للاقتصاد وحماية المناخ، والدكتورة أوفيليا نيك، وزيرة الدولة للأغذية والزراعة، إلى جانب نيلز أنين، وزير الدولة للتعاون الاقتصادي والتنمية.
واستكشفت المهيري، سبل تعزيز التعاون للنهوض بالتحول في مجال الطاقة مع إلين فون زيتزويتز، مديرة التعاون الثنائي بمجال الطاقة في الوزارة الاتحادية الألمانية للاقتصاد وحماية المناخ.
كما قامت بجولة في البرلمان الألماني /بوندستاغ/، بصحبة أرمين لاشيت، عضو في البرلمان ورئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا السابق، التقت خلالها كلا من يورغن تريتن، المتحدث بالشؤون السياسة الخارجية لحزب الخضر، ونيلس شميد، المتحدث بشؤون السياسة الخارجية بالحزب الاشتراكي الألماني، وعقدت اجتماعين، الأول ثلاثي الأطراف مع متحدثين من الحزب الاشتراكي الألماني، هما كارستن تراجر، المتحدث بشؤون البيئة والمحافظة على الطبيعة والسلامة النووية وحماية المستهلك، والدكتورة نينا شير، المتحدثة باسم المناخ والطاقة.
وكان الاجتماع الثاني مع الدكتورة كاتيا ليكرت، المتحدث باسم المجموعة البرلمانية المسيحية / الاشتراكية المسيحية البرلمانية، لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب، ويورغن هارت، المتحدث باسم الشؤون الخارجية للحزب المسيحي الديمقراطي.
وناقشت ما تقوم به الإمارات وألمانيا لحماية البيئة مع ستيفي ليمكي، وزيرة البيئة وحماية الطبيعة وأمن المفاعلات وحماية المستهلك.
وكانت المحطة الأخيرة في برلين باجتماع مع ريناتا ألت، رئيسة لجنة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في البوندستاغ.
وفي اليوم الثالث من الزيارة، التقت في ميونيخ مع عدد من مسؤولي حكومة ولاية بافاريا، يتقدمهم الدكتور ماركوس زودر، رئيس حكومة ولاية بافاريا، و رولاند ويغرت، وزير الدولة للشؤون الاقتصادية.
كما طرحت المهيري، مجموعة مواضيع مع المشاركين في المائدة المستديرة لمبادرة الصناعات الألمانية في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط /NMI/ المنعقدة في ميونيخ، وتحدثت عن أهم فرص التعاون بين الإمارات وألمانيا إضافة إلى المزايا التي توفرها الإمارات للشركات والمستثمرين الأجانب.
وتُوجت الزيارة في مؤتمر ميونيخ للأمن /MSC/ الذي استمر لمدة يومين بحضور المستشار الألماني أولاف شولتز، وهيلجا ماريا شميد، الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وألوك شارما، رئيس الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول تغيّر المناخ COP26، وجون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، وحشد من مسؤولي المنظمات العالمية والوزراء وممثلي الشركات الرائدة من أنحاء العالم ضمن أكبر تجمع في العالم مخصص لسياسة الأمن الدولي.
وانضمت المهيري، إلى جيم أوزدمير، وزير الزراعة الألماني، وفيرنر باومان، الرئيس التنفيذي لشركة باير الألمانية، في اجتماع بعنوان "الحاجة إلى تغيير البذور .. ضمان الأمن الغذائي" لدراسة طرق القضاء على الجوع في العالم.
كما شاركت الرؤية الشمولية لدولة الإمارات بخصوص مؤتمر COP28 في اجتماع بعنوان "القمم المفيدة .. توحيد الدبلوماسية الدولية للمناخ".
وعلى هامش المؤتمر، حضرت المهيري، اجتماع المائدة المستديرة رفيع المستوى للمستثمرين في منتدى Angermayer للسياسة والابتكار، الذي استضافه رائد الأعمال والمستثمر الألماني كريستيان أنجيرماير.
وشارك بالمنتدى مجموعة مستثمرين دوليين بارزين مع صناع قرار سياسي، خاضوا معا مناقشات غير رسمية حول التطورات الجيوسياسية وفرص الاستثمار.
وركزت الوزيرة في خطابها على الجاذبية الاستثمارية المتنامية لدولة الإمارات، ودعت الجمهور للاستفادة من فرص الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارات.
والتقت خلال المؤتمر بولفغانغ شميدت، وزير الحكومة الاتحادية ومدير ديوان المستشارية، وأوميد نوريبور، الرئيس المشارك لحزب الخضر.
كما انضمت إلى الدكتورة آنا لورمان، وزيرة شؤون أوروبا والمناخ في وزارة الخارجية الألمانية، وجنيفر مورغان، والتي سيتم تعيينها بمنصب المبعوث الخاص لسياسة المناخ الدولية للحكومة الألمانية، على مأدبة عشاء ضمت نقاشاً تحت عنوان "المناخ والسلام والاستقرار: بناء مناخ أفضل للسلام".
كما التقت مع رولاند بوش، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سيمنز إيه جي، وأوليفر زيبس، رئيس مجلس إدارة BMW، حيث ناقشوا دور القطاع الخاص في الإسهام بالتنمية المستدامة، ومساهمة هاتين الشركتين العالميتين بتحقيق ذلك الهدف.
واختتمت المهيري، جولتها بلقاء مع جون كيري، وسيندي ماكين، سفيرة الولايات المتّحدة لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة /الفاو/ في روما، وعقدت اجتماعا آخر مع معالي جيم أوزدمير.
وترتبط دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا بأواصر قوية ارتقت مع التوقيع على بيان الشراكة الاستراتيجية في عام 2019 إلى آفاق جديدة، وسيحتفل البلدان في مايو 2022 باليوبيل الذهبي لعلاقاتهما الدبلوماسية.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الأكبر لألمانيا في المنطقة العربية، وثالث أهم جهة لإعادة تصدير المنتجات الألمانية في العالم حيث بلغ إجمالي حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 8.589 مليار دولار في عام 2020.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز