سلطان الجابر في مؤتمر ميونخ للأمن: "المناخ" يتطلب التعامل بمرونة.. تقليل الانبعاثات لا يعني وقف النمو
قدمت دولة الإمارات في مؤتمر ميونخ للأمن، نموذجا يحتذى به في التعامل مع تحديات التغير المناخي، وتصورا شاملا لتعاطي عالمي أكثر كفاءة مع هذه الظاهرة.
جاء ذلك في مداخلات الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، في جلسة رئيسية بمؤتمر ميونخ للأمن.
الدكتور سلطان الجابر قدم في مداخلاته خلال الجلسة، تصورا شاملا لمواجهة التغيرات المناخية، يرتكز إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتقليل انبعاثات الغاز، وإشراك الخبراء في وضع خارطة طريق عملية لمواجهة الظاهرة، وتكثيف التعاون الدولي.
وركز الدكتور سلطان الجابر على ضرورة التعامل بمرونة مع قضية المناخ؛ فتقليل الانبعاثات لا يعني وقف النمو، داعيا العالم إلى التفكير بطريقة عقلانية وليست عاطفية في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية.
وأكد أن هذا ما ستنتهجه دولة الإمارات في مؤتمر المناخ "كوب 28"، حيث ستتم دعوة جميع الأطراف والخبراء دون إقصاء، لوضع خريطة طريق عقلانية.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد في مداخلاته بجلسة "المد المتعاظم: توسيع نطاق العمل المناخي العالمي"، إن العالم كله تساءل عن نهج دولة الإمارات لتفعيل الطاقة المتجددة.
وأضاف الجابر، أن دولة الإمارات تستثمر في الطاقة المتجددة والنووية.
وأضاف: "لدينا واحدة من أكبر ثلاث محطات للطاقة الشمسية الأقل تكلفة في العالم، استثمارنا في الطاقة الشمسية يقلل من انبعاثات الكربون".
وأكد أن العالم يواجه أزمة في المعروض من مواد الطاقة، لأننا لم نتحل بالأسلوب العملي في مواجهة التغير المناخي، ما أدى لارتفاع أسعار الطاقة في العالم.
الدكتور سلطان الجابر شدد على "عدم تفويت الفرصة" الراهنة، والبناء على ما أفرزه مؤتمر جلاسكو الأخير للمناخ، في التوصل لحلول لظاهرة التغيرات المناخية.
وأوضح في هذا الإطار، "لا يمكننا أن نرى في التغير المناخي مجرد تهديد بل يجب أن نبني على مخرجات قمة المناخ في غلاسكو.. هدفنا الرئيسي هو خفض الانبعاثات وليس إعاقة التنمية والتقدم، والعالم يجب أن ينمو".
وأشار إلى أنه يجب أن تكون الطاقة متوفرة وأن يتقبل العالم حاجته إلى المرونة واعتماد أطر مختلفة وأجندات متعددة للعمل.
وانطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ58، بعد ظهر الجمعة، في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة.
وفي تمام الـ13:30 بالتوقيت المحلي، افتتح رئيس مؤتمر ميونخ، فولفغانغ إيشينغر أعمال المؤتمر بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وتجري وقائع المؤتمر في الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط 2022، في مكانه التقليدي، فندق "بايريشرهوف" في ميونخ، وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 100 وزير وممثل لقطاع الأعمال والجمعيات والمنظمات الدولية.
ويحضر المؤتمر المستشار الألماني أولاف شولتز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويناقش المؤتمر في عدد من الجلسات وورش العمل على مدار 3 أيام، التحديات العالمية مثل تغير المناخ، وجائحة كورونا والأمن السيبراني والإرهاب، وكذلك عدد من الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، وقضايا الشرق الأوسط.
ويملك مؤتمر ميونخ أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.